بكين 3 يوليو 2017/في مقابلة مع مؤسسات إعلامية روسية قبيل زيارة الدولة التي يقوم بها إلى روسيا في 3-4 من يوليو الجاري، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ من جديد على موقف الصين تجاه نظام الدفاع الصاروخي الأمريكى (ثاد) في كوريا الجنوبية، والحرب الأهلية السورية،والتعاون مع موسكو في مكافحة الارهاب.
نشر نظام ثاد
في المقابلة التي نُشرت اليوم (الإثنين) قال شي إن نشر نظام الدفاع الصاروخي(ثاد) في كوريا الجنوبية" يقوض بشدة مصالح الأمن الاستراتيجي لكل من الصين وروسيا وغيرهما من الدول الإقليمية، ويخل بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة"
وتابع " حافظت كل من روسيا والصين على التعاون والتنسيق الوثيقين على عدة مستويات حول هذا الأمر. وإن الجانبين على درجة كبيرة من الاتفاق فيما يخص إدراكنا لطبيعة تلك القضية والضرر الذي تسفر عنه"، مضيفا أن بكين وموسكو " تعارضان بشدة" نشر نظام الدفاع الصاروخي وتحثان الدول المعنية على وقفه وإلغائه.
وكان نشر نظام (ثاد)، الذي يستطيع إسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى خلال المرحلة الأخيرة من طيرانه، قد وافقت عليه واشنطن وإدارة رئيسة كوريا الجنوبية المخلوعة السابقة بارك جيون- هي، مستشهدة فى ذلك بالتهديد المتزايد للبرامج الصاروخية والنووية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
في السياق ذاته، قامت حكومة مون جاي- إن الحالية بتعليق نشر نظام الدفاع الصاروخي في أوائل يونيو، قائلة إنها وإن كانت لن تسحب منصتي إطلاق الصواريخ اللتين تم نصبهما بالفعل، فإنها لن تسمح بنشر منصات أربع إضافية حتى يتم الانتهاء من التقييم الكامل للأثر البيئي لنشر هذه المنصات.
وقال شي محذرا دون تفصيل " إن الصين وروسيا، سوف تتخذان الإجراءات الضرورية، على نحو مشترك أو نحو فردي، للحفاظ على المصالح الأمنية والتوازن الاستراتيجي الإقليمي."
ومن أجل حل قضية شبه الجزيرة الكورية المعقدة وطويلة الأمد، اقترحت الصين منهجا ذا اتجاهين لتعزيز نزع الأسلحة النووية وإقامة آلية سلام بالتوازي مع ذلك.
في السياق نفسه، قدمت الصين مقترح التعليق مقابل التعليق، والذي يطالب بيونج يانج بتعليق أنشطتها النووية والصاروخية في مقابل تعليق التدريبات العسكرية واسعة النطاق بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وقد حظي مقترح الصين بدعم وفهم مطلقين من الجانب الروسي، كما حظي باستجابات إيجابية متزايدة من المجتمع الدولي.
الحرب الأهلية السورية
بشأن الحرب الأهلية السورية، التي يصفها شي بأنها " أعقد وأصعب البؤر الساخنة في الشرق الأوسط" أكد شي من جديد على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة، مضيفا أن الأزمة " أسفرت عن مصاعب يعجز عنها الوصف للشعب السوري،وعن تهديد كبير للسلام والأمن على الصعيدين الاقليمي والعالمي."
وتابع قائلا أن " موقف الصين من القضية ثابت .فنحن نرى أنه يتعين التمسك بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، واحترام ذلك ، وأن مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري بنفسه، كما أن التسوية السياسية هي الحل الوحيد القابل للاستمرار".
وأشار شي إلى المؤشرات الإيجابية فى اجتماع أستانا في منتصف مارس ،وإلى التقدم الأخير الذي شهدته محادثات جنيف بوساطة الأمم المتحدة، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود " للحفاظ على القوة الدافعة للتسوية السياسية، وهي القوة الدافعة التي تحققت بشق الأنفس، مع الدعوة إلى دعم دور الأمم المتحدة بوصفها القناة الرئيسية للجمع بين الحكومة السورية والمعارضة في مشاورات تقوم على النوايا الطيبة والصبر"
وتابع " تشيد الصين بروسيا لدورها وتأثيرها الايجابيين في تيسير تسوية مناسبة للقضية السورية"
التعاون في مكافحة الإرهاب
أشاد الرئيس الصيني أيضا بالتعاون بين بكين وموسكو في مجال مكافحة الارهاب، مشيرا إلى أن هذا التعاون " مكوّن هام في شراكتنا الاستراتيجية الشاملة للتنسيق، ويضع نموذجا رفيعا يحتذى لتعاون عالمي أوسع في مجال مكافحة الارهاب."
وأردف " إن هذا التعاون يخدم السلام والاستقرار في المنطقة ،وخارجها، كما يخدم المصالح الأساسية للبلدين. كما أن التعاون الصحيح بيننا في محارية قوى الشر الثلاث المتمثلة في الارهاب والانفصالية والتطرف من خلال إنفاذ القانون وآليات التعاون الأمني، يؤدى دورا هاما وإيجابيا في الحفاظ على الاستقرار وفي تعزيز التنمية في بلدينا والمنطقة بشكل عام."
وفي الوقت الذي حث فيه شي المجتمع الدولي على السعى الجاد لتحقيق الاستقرار في سوريا والشرق الأوسط خلال وقت قريب، فقد دعا إلى رفض المعايير المزدوجة واستغلال دور الأمم المتحدة الرائد في مكافحة الأرهاب ، على نحو كامل.
وقال شي " إن مكافحة الارهاب ما زالت تُستغَل من جانب بعض البلدان في تحقيق مصالح خاصة بهذه البلدان، كما يتم تبني المعايير المزودجة في مكافحة الارهاب. ونتيجة لذلك، فإن التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب يبدو مفتتا، ويتم التعامل معه على أنه أداة مريحة . وهكذا، يصعب تحقيق التعاون في مثل هذه الظروف".
وأكد شي أنه يجب تبني " منظور طويل الأمد ومنهج متعدد الجوانب" .. منهج يراعي " الجبهات السياسية والاقتصادية والثقافية، ليس بهدف التعامل مع الأعراض فقط ، ولكن أيضا للقضاء على أصل الإرهاب."
جدير بالذكر أن الرئيس الصيني يغادر إلى موسكو اليوم للقيام بزيارة دولة إلى روسيا، تعقبها زيارة إلى ألمانيا حيث يحضر شي قمة مجموعة الاقتصادات العشرين الكبرى.