بكين الأول من يوليو 2017 / تبادلوا خبراتهم حول تعرضهم للتنمر ما جعل بعض الأطفال يذرفون الدموع .
قال احدهم في الصف الرابع أمام زملاء فصله وجسده يرتعش: "لقد كسر قلمي الرصاص بلا سبب ولكمني وجعل أنفي ينزف عندما طلبت منه أن يدفع ثمن قلمي الرصاص".
ينزع الصبي الصغير نظاراته ويمسح دموعه لفترة وجيزة ثم ينفجر في البكاء. يسير نحوه معلمه ويحتضنه بدون أن يقول كلمة.
يشار إلى أن الفصل في مدرسة سانجيانغ العرقية التجريبية في محافظة سانجيانغ دونغ ذاتية الحكم بمنطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ في جنوبي الصين، وتدعى تلك الطريقة التعليم الاجتماعي والعاطفي (سي اي ال). وهو مشروع يتم بالتعاون بين وزارة التعليم واليونيسيف.
ويعتبر سي إي أل مشروعا يختص بمساعدة الطلاب على تطوير مهارات مثل الإقرار الذاتي والثقة والفهم وإدارة العواطف والحفاظ على علاقات ايجابية مع الآخرين . وأحد موضوعات المشروع هو "قل لا للتنمر".
وخلال هذه الدورة، يروي المعلم تشو لي هونغ قصة خيالية قديمة عن فتاة انطوائية تتعرض للتنمر ويسأل الطلاب عن طرق يستطيعون بها مساعدة الفتاة.
يقترح البعض تكوين صداقات معها، والبعض يشير عليها بتحويل الأمر إلى المعلمين والآباء ، والبعض يقترح "العين بالعين".
قال المعلم تشو للأطفال : "إن التنمر ثابت ومتعمد يبدأه القوي ضد الضعفاء. وعلينا التعلم كيفية حماية أنفسنا وفي ذات الوقت ألا نتنمر على الآخرين".
قالت التربوية قيو شياو بينغ من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) منذ إطلاق مشروع (سي إي أل) في عام 2013 زاد عدد المدارس المشاركة إلى 500 مدرسة.
وتابعت قيو ان هذه المدارس تقع بشكل أساسي في الأجزاء الوسطى والغربية التي تعد الأقل نموا في البلاد ، مثل محافظة سانجيانغ في قوانغشي ومحافظة بانشيان في مقاطعة يونان ومحافظة تشونغشيان في بلدية تشونغتشينغ.
وأضافت: "أنه بفضل دعم السلطات المحلية والخبراء انضمت بعض المدارس غير المدرجة إلى البرنامج التجريبي أيضا".
وقالت وو شين يون، رئيسة القسم الابتدائي في مدرسة سانجيانغ العرقية التجريبية، إن الطلاب يحصلون على دورة برنامج (سي إي أل) مرة كل أسبوعين، ويستخدمون الكتب المدرسية التي يوفرها المشروع.
وأضافت "لقد وجدنا أن التعارك البدني أقل بين الأطفال"، مضيفة أن كل فصل به 60 طالبا وهو رقم أعلى من المعدل الوطني الذي ينصح به وهو 45 طالبا في الفصل.
وتابعت "أن التواصل الجسدي متكرر في الفصول الدراسية ، وفي الماضي غالبا ما كان يفضي إلى قتال. ويساعد برنامج (سي إي أل) في فهم الطلاب بعضهم بعضا مما يجعل الشجارات نادرة".
وأشارت قيو إلى أن هناك العديد من الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا لديها برامج (سي إي أل) ضمن مناهجها الدراسية الأساسية ، وهو ما يفيد عملية التعلم الأكاديمي للطلاب .
وتابعت أن الدراسة التي أجريت على المدارس الابتدائية والثانوية في الولايات المتحدة و رياض الأطفال أيضا، أظهرت أن المشاركين في (سي إي أل) حققوا نتائج أفضل بـ 11 نقطة من مجموعات التحكم.
ورسمت الطفلة وي جيا تشي البالغة 12 سنة صورة لزميل لها وهو يحمل لها مظلة، وسمت تلك الصورة "شكرا على الاهتمام بي".
قالت وي: "كنت حزينة لان والدتي قد وبختني ذلك اليوم. وزميلة الصف تلك هي التي ظلت برفقتي". وأضافت ضاحكة "لقد غيرت البنت في الصورة إلى ولد لأنه أسهل في الرسم"، لافتة إلى أنها تحب دورات (سي إي أل).
قال لي فو تشو رئيس قسم تعليم المدرسين بجامعة قوانغشي للمعلمين، إن الهدف من (سي إي أل) هو خلق مناخ يشعر فيه الطلاب ويكتسبون خبرة ويفكرون ويكتسبون المهارات المتصلة، وجعل الأساتذة أكثر حيوية.
ولمعالجة تلك المسألة كثيرا ما تنظم وزارة التعليم واليونسيف دورات تدريبية وإرشادية لمدراء المدارس والمعلمين. بالإضافة إلى أن المشروع يشجع الآباء على المشاركة، بينما يقوم الفريق بتجميع مقالات حول (سي إي أل) سيتم نشرها من خلال حساب تطبيق "ويتشات" للتواصل الاجتماعي التابع لمنظمة اليونسيف.وبهذه الطريقة سيكون بإمكان الآباء وخاصة العمال المهاجرين الذين تركوا أطفالهم وراءهم الانضمام إلى مشروع (سي إي أل).