الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : مع تقلص نفوذ "داعش" بالشرق الأوسط...الإرهاب يحمل ملامح جديدة تعقد عملية مكافحته

2017:06:20.17:24    حجم الخط    اطبع

بكين 20 يونيو 2017 /تزداد الأوضاع الأمنية تعقيدا يوما بعد يوم، إذ شهدت لندن فجر أمس الاثنين حادثا استهدف حشدا من المصلين لدى خروجهم من صلاة التراويح بمسجد دار الرعاية الإسلامية قرب مسجد فينسبري بارك شمالي العاصمة البريطانية، أسفر عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين وقال شهود عيان إنه قد يكون "حادثا انتقاميا" من هجمات شهدتها لندن في الأشهر الأخيرة.

في الواقع يعيش العالم على وقع هجمات إرهابية متزايدة منذ بداية العالم الحالي. ففي 22 مارس و22 مايو الماضيين و3يونيو الجاري شهدت بريطانيا هجمات إرهابية خلفت إجمالا نحو 35 قتيلا وعددا كبيرا من الجرحى؛ وفي 7 يونيو الجاري وقعت هجمات إرهابية استهدفت البرلمان الإيراني ومرقد الإمام الخميني في طهران وخلفت 17 قتيلا و52 جريحا، كما شهدت محافظة المنيا المصرية في مايو الماضي هجوما إرهابيا استهدف حافلة تقل عددا من المواطنين الأقباط وخلف 29 قتيلا ونحو 27 جريحا.

وعزا بعض المحللين سبب تزايد حدة تلك الهجمات إلى تقلص نفوذ تنظيم الدولة (داعش) في معقليه الأساسيين في الموصل بالعراق وفي الرقة بسوريا. فمن ناحية،شرعت "قوات سوريا الديمقراطية" المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب والمدعومة من الولايات المتحدة شرعت في السادس من يونيو الجاري في شن هجوم للسيطرة على مدينة الرقة في الوقت الذي قام فيه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشن غارات جوية على داعش في هذه المنطقة. ومن ناحية أخرى، دخلت المعارك بين القوات العراقية وهذا التنظيم المتطرف مرحلتها الأخيرة حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن القوات العراقية حررت نحو 95 في المائة من أراضي الموصل.

والآن، فقد هذا التنظيم المتطرف معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق. ويواجه أزمة مالية جراء خسارته لحقل نفط إستراتيجي في سوريا. ومع تقلص المساحة التي ينشط بها في منطقة الشرق الأوسط، بات لدى داعش رغبة في زعزعة الأمن الدولي من خلال شن هجمات إرهابية خارج المنطقة بهدف تحول انتباه العالم وتخفيف ضغوط القتال التي يواجهها بالمنطقة. وفي ظل هذه الخلفية، بدأت الهجمات الإرهابية تأخذ ثلاثة ملامح جديدة وهي:

أولا، اتساع الرقعة المنكوبة بالهجمات مع تفشى ظاهرة الإرهاب. فلم يعد الإرهابيون يوجهون ضربتهم في دول أو مناطق بعينها، بل امتدت أياديهم إلى جميع أرجاء المعمورة: وها هم ينتقلون الآن من بلدان في الشرق الأوسط إلى بلدان غربية من بينها بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وينتقون على وجه الخصوص الأماكن التي تشهد تجمعات يومية للمدنيين مثل محطات الحافلات ومترو الأنفاق والمحال التجارية الكبري عند شن هجماتهم.

ثانيا، قلة الهجمات الجماعية المنظمة وكثرة هجمات "الذئب المنفرد" التي قد تصير معها أدوات عادية مثل السيارات والسكاكين أسلحة هجوم. علاوة على ذلك، قد يصبح لاجئ أو مواطن بالدولة المنكوبة هو منفذ العملية الإرهابية، لذا صارت مسألة تحديد هوية الإرهابيين مسألة في غاية الصعوبة.

ثالثا، استغلال المنظمات الإرهابية للتكنولوجيا المتقدمة وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي في تنشئة متطرفين وتنظيم هجمات، الأمر الذي يجعل الإرهابيين يتخلصون من القيد الجغرافي لتصبح هجماتهم أكثر خفاء.

ومن ناحية أخرى، أدت غارات الولايات المتحدة وتحالفها ضد تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط أدت إلى تسجيل خسائر في الأرواح بين المدنيين الأبرياء، وهو ما يثير سخطا شديدا من قبل المهاجرين والمسلمين الذين يعيشون في الدرك الأسفل من مجتمعات الدول الغربية ويشعرون بالتهميش وهذا السخط صار سببا آخرا يقف وراء تزايد كثافة الهجمات الإرهابية في الدول الغربية في الآونة الأخيرة.

ورغم ما تحقق من إنجازات في عملية مكافحة داعش بالعراق وسوريا والتي صار معها فشل هذا التنظيم أمرا محققا والقضاء عليه على الأرض مسألة وقت فحسب،إلا أن علينا إدراك أن هزيمة هذا الكيان قد تشكل تهديدا جديدا. فحسب الإحصاءات، انضم حوالي 40 ألف "جهادي أجنبي" من أكثر من 100 دولة إلى داعش عندما كان التنظيم في كامل قوته وحصلوا على خبرات وتلقوا تدريبات ذات صلة بشن هجمات إرهابية. ومع ضعف قوة داعش في منطقة الشرق الأوسط، عاد الكثير من المنتمين الأجانب لهذا التنظيم إلى بلدانهم منذ نهاية العام الماضي، ليشكلوا تهديدا خفيا للأمن المحلي والنظام العالمي.

ومن هنا يتضح أن الوضع الجديد لمكافحة الإرهاب يتطلب إتمام التعاون الدولي على نحو أفضل، إذ أنه ليس بمقدور أي دولة التصدي لخطر الإرهاب بمفردها حيث صارت هذه الظاهرة العالمية تستلزم تضافر جهود المجتمع الدولي وتكاتف القوى لمكافحتها بكل حزم. ومن ثم يتعين على جميع البلدان تعزيز الثقة والتنسيق المتبادلين، وتقاسم المعلومات الاستخباراتية، وتحسين آلية التحذير المبكر، وإيجاد أساليب ناجعة لمواجهة التهديدات الإرهابية الجديدة.

فضلا عن ذلك، تعتبر التناقضات الدولية وحالة التعقيد التي تعترى العلاقات الدولية وغيرهما من الأسباب العميقة والمتشابكة بمثابة تربة خصبة للأعمال الإرهابية، وبالتالي، فإن أفضل وسيلة لمكافحة الإرهاب بالنسبة للعالم تكمن في بذل المزيد من الجهود لمعالجة النزاعات الإقليمية وحل مشكلة الخلل في التنمية بين الدول النامية والمتقدمة والعمل في الوقت ذاته على دفع الحرب ضد الإرهاب.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×