بكين 15 يونيو 2017 / اعلنت وزارة المالية مؤخرا عن تخصيص 930 مليون يوان من المالية المركزية لدعم فتح استاد عام للألعاب الرياضية للعامة بشكل مجاني او بتكاليف قليلة.
وفي الوقت نفسه؛ اشار تقرير صدر بعد استطلاع رأي السلطات الرياضية المحلية، الى ان حوالى 600 مدرسة ابتدائية وثانوية ببكين قد فتحت منشآت رياضية موجهة الى العامة حتى الآن، ما سيسهل بشكل أكبر على المواطنين ممارسة الانشطة الرياضية .
وبفضل تنفيذ الحملة الوطنية لتقوية الجسم خلال الـ 20 عاما الماضية، ورفعها الى مستوى الاستراتيجية الوطنية منذ اكتوبر 2014 بدأت الحملة تدخل مرحلة جديدة.
فمن المعروف أن المشاركة الدائمة في النشاطات الرياضية تفيد صحة الإنسان، ولذلك دأبت الحكومة الصينية على إيلائها اهتماما بالغا من حيث خلق بيئة مؤاتية ومريحة مع تقديم تسهيلات كبيرة للعامة تمكنهم من ممارسة الرياضات البدنية المتنوعة .
وفي أحد المجمعات السكنية المسمى " دونغ هوا شي" الذي يعيش فيه خمسة وخمسون ألف شخص، وما إن دخلت فيه، حتى شعرت بحماسة السكان للمشاركة في النشاطات الرياضية المتنوعة، هذه الحماسة الجماهيرية تشجع الناس على القيام بالرياضة البدنية التي تضم رياضات ذات خصائص صينية مثل لعبة الريشة النطاطة وكرة "تاي جي"، كما تضم رياضات دولية مثل التنس والتمرينات الجماعية والرقصات الصحية.
وقالت ماو سي سي العاملة في لجنة السكان بمجمع "دونغ هوا شي" السكني إنها عاملة شابة في المجمع السكني، ودائما ما تشارك السكان هنا في القيام بالنشاطات الرياضية، حيث تجد أن هناك عددا متزايدا من السكان الذين دائما ما يقومون بالرياضات البدنية المتنوعة، مؤكدة أن النشاطات الرياضية لا تقوي بنية الجسم فقط ، بل تقرب وتوثق العلاقات بين الناس، وأعربت عن أملها في أن يقوم المزيد من الشباب بمزاولة الرياضة.
وبالاضافة إلى النشاطات الرياضية التي تقام في الهواء الطلق، يمكن ان تجد الكثير من النشاطات الرياضية التي تقام في مراكز رياضية خاصة داخل المجمع، بما فيها لعبة كرة الطاولة التي تعد أكثر رياضة شعبية لدى المواطنين الصينيين، والنشاطات الترفيهية مثل لعبة الشفلبورد المستوردة من الدول الغربية وكذلك الرقصات التقليدية الصينية التي تجذب الكثير من كبار السن.
وقالت ليو هاي يان، رئيسة فرقة الرقص في مجمع "دونغ هوا شي" السكني إن فرقة الرقص هذه تأسست عام2005 في ذلك الوقت كان كبار السن يفتقدون في المجمع السكني للوسائل الترفيهية والانشطة الرياضية، وبسبب ولعها بالفنون ،قامت بقيادة الفرقة مدعومة من قبل مسؤولي المجمع السكني، مضيفة أن أكبر عضو في الفرقة سنا يبلغ من العمر ثلاثة وسبعين عاما، وانهم يستغلون أوقات الفراغ للرقص ويستفيدون من هذه النشاطات كثيرا، كما ويشعرون بالفرح من خلالها وتحسن صحتهم.
ظلت الحكومة الصينية تعطي اهتماما بالغا لإنشاء نظام خدمات النشاطات البدنية ووضعت خططا وطنية خاصة لذلك الهدف، حيث قامت ببناء المزيد من المرافق والمعدات الرياضية في المجمعات السكنية، بما يمكّن الناس من مختلف الأعمار من القيام بالرياضات البدنية قرب منازلهم.
وأشار تساو يونغ جون، مدير مكتب مجمع "دونغ هوا شي" السكني إلى أن الرياضة البدنية هى من العوامل المهمة في حياة الإنسان، قائلا : "نلتزم بمبدأ تشجيع الشعب على القيام بالنشاطات الرياضية طوال حياتهم . ويبذل القائمون على المجمعات السكنية قصارى الجهود لإنشاء أماكن خاصة في كل مجمع سكني لممارسة النشاطات الرياضية داخل القاعات الرياضية أو خارجها والتي تبلغ مساحة كل واحد منها ألف متر مربع لضمان تمكن الجماهير من القيام بالرياضة البدنية في أي ظروف جوية."
وبالإضافة إلى ذلك، ذكر مدير مكتب المجمع السكني أن عدد الفرق ذات الخصائص الرياضية في المجمع بلغ أكثر من ثلاثين فرقة، وهناك ما يزيد عن مائة عامل يقدمون الخدمات المتعلقة بالرياضات البدنية للسكان. ودائما ما تقام الفعاليات والمسابقات الرياضية، ما يشجع الناس على الخروج من بيوتهم للقيام بالرياضات البدنية، مع تعزيز العلاقات الودية بين الجيران وخلق بيئة منسجمة في المجمع الصيني.
هذا وتعمل الحكومة الصينية في المرحلة الراهنة على تعزيز وعي الناس بأهمية القيام بالرياضات البدنية وتقوية بنية جسم الشعب الصيني.
وعبر مشاهدة الرياضة التي يقوم بها المواطنون الصينيون في حياتهم اليومية، يمكننا أن نشعر بحماسهم في مزاولة الرياضة، وهذا الحماس ناتج عن دعم الحكومة الصينية لهم، فلا بلد قويا بدون شعب سليم ومعافى.
الجدير بالذكر أن المالية المركزية خصصت مبلغ 3.5 مليار يوان لدفع تنمية الانشطة الرياضية العامة في الصين بين عامي 2014/ 2017 وتمثلت في فتح استاد مجاني للالعاب الرياضية واصلاح البنية التحتية الرياضية ورفع قدرة الخدمات الرياضية العامة.