لقد أصبحت الولايات المتحدة والصين شريكتين هامتين في التجارة والعديد من المجالات الأخرى، و"نجاح واحدة منهما يعني فرصة للأخرى"، هكذا ذكر أندرو ليفريس الرئيس والمدير التنفيذي لشركة (داو كيميكال).
وذكر ليفريس خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا "الأهم من ذلك أن الولايات المتحدة تستفيد عندما يزدهر الشعب الصيني -- لأنه لا يوفر سوقا هاما للمنتجات الأمريكية فحسب، وإنما قاعدة مواهب هامة ستساعد في دفع البشرية للأمام ".
وأضاف أنه "من مصلحة الجميع تعزيز مشاركة بناءة بين الصين والولايات المتحدة تركز على إزالة الحواجز التي تحول دون الوصول العادل والمتبادل إلى الأسواق في اقتصاد الآخر. وهذه هي العلاقة بين الصين والولايات المتحدة والتي قال ليفريس إنه يأمل في تحقيقها.
ولم تصبح شركة "داو كيميكال"، التي تأسست عام 1897، شركة رائدة في المجال الكهروكيميائي بين عشية وضحايا. ففي عملية نمو بدأت انطلاقا من منتج واحد حتى أصبحت قوة في مجال الابتكار، أعادت داو بشكل مستمر اكتشاف وتحويل نفسها بما يتماشي مع الفرص التي يتيحها كل عصر.
وسجلت داو حجم مبيعات يصل إلى 48 مليار دولار في عام 2016، لتحتل المرتبة الـ187 بين الشركات الـ500 الكبرى في العالم.
وقام ليفريس بزيارته الأولى للصين قبل 40 عاما عندما كان يتقلد أولى وظائفه في شركة داو. والآن يزور الصين عدة مرات سنويا.
"لقد كنت محظوظا بأن أشغل مقعدا في الصف الأمامي قبل ثلاثين عاما عندما فتح دنغ شياو بينغ الصين على العالم. وفي العقود التي انقضت منذ ذلك الحين، كان لي شرف مشاهدة - بل وأفضل من ذلك، المشاركة في -- التأثير الذي أحدثه نهوض الصين ليس على الصين فحسب، وإنما على سائر الاقتصاد العالمي".
وأضاف قائلا "إنني لا أبالغ عندما أقول أن الصين تفاجئني في كل مرة أعود فيها إليها. فالصين لديها أصول تجارية هائلة وأفراد موهوبين للغاية وذوى عقلية ابتكارية استطاعوا تمكينها من تحقيق هذا النمو الكبير الذي شهده في العقود الأخيرة.
وليفريس على صواب فيما قال: فالصين تعد الآن ثاني أكبر سوق خارجي بالنسبة لشركة داو مع نمو حجم مبيعاتها بواقع 10 في المائة في عام 2016 مقارنة بعام 2015.
وفي حديثه عن التحول الاقتصادي في الصين، ذكر ليفريس أن معدل نمو إجمالي الناتج المحلي المعدل في الصين ونسبته 6.5 في المائة للأعوام الخمسة المقبلة يعكس عزم الحكومة الصينية على تحسين نوعية النمو وكذا ضمان تحقيق نمو مستدام.
ويرى أن دعوة الحكومة الصينية إلى مستوى عال من التكنولوجيا والابتكار ورفع المستوى الصناعي وحماية البيئة في فترة التحول بأنه يمثل مزيدا من الفرص لقادة الصناعة في العالم مثل شركة داو.
وقال ليفريس "لقد اخترنا أن نكون جزءا من هذا التحول ونلتزم بدعم الصين بالابتكار".
"نحن متفائلون بشأن نمو أعمالنا في الصين"، وبقوله ذلك، يضع ليفريس في اعتباره مجالا يمكن أن تلعب فيه داو وشركات أخرى متعددة الجنسيات دورا هاما في الصين ألا وهو الاستدامة.
وقد تعاونت داو بالفعل مع الحكومة الصينية وشركات صينية لتطوير وتوزيع منتجات مستدامة مثل الطلاء الذي يزيل الفورمالديهايد من الهواء، والعزل عالي الأداء الذي يقلل من الطاقة اللازمة لتسخين مبنى ما وتبريده، وتكنولوجيا آلات الغسيل الجديدة التي تزيل 99 في المائة من البكتريا والأوساخ الشائعة وتقلل من استهلاك المياه بواقع الثلث.
ويعلق ليفريس آمالا كبيرة على مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين، قائلا إن داو ترى عددا من الفرص التي تتيحها المبادرة بما فيها فرص التوسع في المناطق الأقل نموا داخل الصين.
وأشار إلى أن المبادرة التي اقترحتها الصين تقوم على رؤية من التنمية المشتركة والنمو المستدام، مضيفا "إنني معجب بالهدف المتمثل في السعي إلى تحقيق منافع متبادلة من خلال التعاون".
وذكر ليفريس "إننا نزاول أعمالنا في الصين انطلاقا من رؤية طويلة المدي تتمثل في تدعيم شبكات الابتكار والتصنيع والخدمات المحلية لدينا حتى نكون في وضع أفضل لخدمة السوق الصينية من خلال عروض الحلول".
كما أشار إلى أنه يتعين على كل من الولايات المتحدة والصين تحديد العوائق الرئيسية التي تقف أمام التجارة مثل القيوم الاستثمارية والممارسات التنظيمية غير الفعالة.
وإذا تمكنت الولايات المتحدة والصين من تحقيق انتصارات ملموسة قليلة لكل من الاقتصادين الأمريكي والصيني، فسيصبح حينئذ في مقدورهما "التركيز على العوائق الهيكلية الأطول أجلا التي تقيد بشكل مصطنع تحقيق مزيد من التعاون التجاري"، حسبما ذكر ليفريس، مضيفا أن "النجاح يولد نجاحا".