الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : الحكمة الصينية تسهم في الحوكمة العالمية

2017:06:15.16:55    حجم الخط    اطبع

بكين 15 يونيو 2017 /بذلت الصين مزيدا من الجهود في السنوات الأخيرة للمشاركة في الشؤون العالمية وممارسة رؤيتها لتحسين الحوكمة العالمية.

-- مصدر إلهام لتسوية النزاعات

فقد قال الدكتور سيلجوك كولاكوغلو مدير المركز التركي لدراسات آسيا الباسيفيك وأستاذ العلاقات الدولية إن نهج السياسات الخارجية للصين، القائم على التنمية السلمية، يعد مصدر إلهام لدفع تسوية النزاعات.

فالصين تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ تتبع بنجاح مبدأ الدبلوماسية السلمية والتعاونية وتسهم في خلق مفهوم "مجتمع إنساني ذي مصير مشترك"، حسبما ذكر كولاكوغلو.

وأضاف أنه "يمكن القول بوضوح أن الصين تعد واحدة من الدول الرائدة التي لها أجندة إيجابية للتعاون الدولي والعولمة".

وذكر الخبير أن "الصين تلعب بشكل متزايد دورا قياديا مسؤولا في الحوكمة العالمية منذ ظهور الأزمة المالية العالمية في عام 2008".

وأشار كولاكوغلو إلى أن الصين حددت الشمولية كأحد أولويات مجموعة العشرين خلال رئاستها للمجموعة في عام 2016. وعملت تحت شعارات "النمو الشامل" و"التمويل الشامل" و"التمويل الأخضر" باعتبارها تمثل الأجندة الجوهرية لمجموعة العشرين.

وقال كولاكوغلو إن الصين تمول أيضا العديد من مشروعات البنية التحتية في جميع أنحاء البلدان الأقل نموا في إفريقيا من خلال بنك الصين للاستيراد والتصدير، ومن المتوقع أن يسهم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي تم إنشاؤه حديثا إسهاما كبيرا في هذه الاستثمارات مستقبلا. وتتوقع مبادرة الحزام والطريق الصينية دفعة عريضة النطاق من الجهود التعاونية، بدءا من مجال البني التحتية وصولا إلى المساعدات التنموية.

وأخيرا، تلعب الصين دورا حاسما في تنفيذ اتفاق باريس بشأن المناخ باسم "التمويل الأخضر"، حسبما أضاف كولاكوغلو .

وفي معرض تعليقه على المقترح الصيني المتمثل في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، ذكر روبرت هورماتس وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ونائب رئيس مؤسسة "كيسنجر أوسوشياتس" أنه يعتقد أن الرئيس شي يقدم الكثير من الآراء ولاسيما فيما يتعلق بمبادراته البيئية.

وأضاف هورماتس "اعتقد أن أحد الأمور المثيرة للاهتمام والجديرة بالتنفيذ هي استقبال فكرة من هذا القبيل، مجتمع ذي رؤية مشتركة، وإجراء مناقشة حولها بين مختلف الناس".

"ما الذي يمكننا تحقيقه؟ وما الذي يمكننا فعله لتحسين الآفاق المستقبلية للبشرية؟ أظن أنها فكرة مثيرة للاهتمام. فقد جاء الرئيس شي ومعه حلم الصين. ويحاول أن يقدم للناس فرص كبيرة ورعاية صحية وتعليم وتقدم. وعلى نفس المنوال، فإن العمل معا على تحقيق هذه الرؤية دوليا سيكون أمرا هاما جدا. وهذا سيساعد الناس على تحسين حياتهم، ويساعد الناس على أن يعيشوا لفترة أطول، ويساعد الناس على أن يحيوا حياة أفضل ويتمتعوا بصحة أفضل وفرص أكبر لأبنائهم".

-- دور متزايد على الساحة العالمية

واتفق أوزليم زيرين كيفان مستشار دراسات آسيا الباسيفيك بمركز أنقرة لدراسات الأزمات والسياسات، اتفق في أن الصين أصبحت تلعب دورا متزايدا على الساحة العالمية.

وقال كيفان إن مبادرة الحزام والطريق، التي تسعى إلى إقامة حلقة ربط تصل إلى أوروبا من البر والبحر، تتطور بسرعة.

وتهدف مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين في عام 2013 وتشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، تهدف إلى بناء شبكة من التجارة والبني التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا بطول مسارات التجارة القديمة لطريق الحرير.

وتسعي الصين، بمبادرة الحزام والطريق، إلى تحقيق التكامل بين البلدان النامية والبلدان المتقدمة. وتعد المبادرة، التي تتخذ من التعاون متكافئ الكسب أساسا لها، منصة ستحقق فيها جميع الدول المشاركة مكاسب، على حد قول كيفان.

وأضاف أنه بفضل القوة المتنامية لقوتها الناعمة، أصبحت الصين فاعلا دوليا يدفعه نمو سلمي. واعتمدت سياسة بناءة تتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى. وباستخدامها الفيتو ضد قرارات لمجلس الأمن الدولي أو الامتناع عن التصويت بشأنها أو قبولها، تعلن الصين رغبتها في السلام .

ومن جانبه، ذكر جي. كارول الرئيس الفخرى لجامعة بنديكتين في الولايات المتحدة أن الصين لعبت في السنوات الخمس الماضية دورا أكثر وضوحا في الحوكمة العالمية بما في ذلك عبر مبادرات خاصة بها. فعيون الصين منصبة على العالم مباشرة.

وقال الدكتور جيريشون إيكيارا المحاضر البارز في الاقتصادات الدولية بجامعة نيروبي، والذي سبق أن عمل سكرتيرا دائما في وزارة النقل والاتصالات الكينية، إن النمو الاقتصادي الصيني الأسرع من الدول الأكثر تقدما سيعزز مكانة البلاد دوليا واقتصاديا وبيئيا.

وأضاف إيكيار أن "النمو الاقتصادي الصيني الأسرع سيعزز مكانة البلاد في القضايا الدولية والاقتصادية والبيئية وغيرها من قضايا الحوكمة".

وأشار إلى أنه مع زيادة مشاركة الصين في مختلف القضايا العالمية، سيحقق دبلوماسيوها مزيدا من التواصل، وهو اتجاه بات واضحا بالفعل في السنوات الخمس الماضية، ولكنه سيكون أكثر بروزا في السنوات الخمس المقبلة.

وذكر بيتر جيه. لي الأستاذ المشارك المتخصص في سياسات شرق آسيا بجامعة هيوستن إن "نشاط الصين المتزايد في الحوكمة العالمي يعد تطورا يستحق الثناء".

وأضاف لي أن "ذلك يدل على أن زيادة ثقة القيادة الصينية في الأمور التي تؤثر على الإنسانية. وعلاوة على ذلك، فإن مشاركة الصين النشطة في الحوكمة العالمية تشير أيضا إلى أن بكين مستعدة لتحمل مسؤوليات أكبر في الحوكمة العالمية".

أما تيان سام رئيس تحرير مجلة البحوث الصينية التي ينشرها معهد الدراسات الصينية في أكاديمية فيتنام للعلوم الاجتماعية فقد صرح خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا بأن الصين باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم تشارك بنشاط في الحوكمة العالمية.

فعلى سبيل المثال، تؤيد الصين في الأمم المتحدة أصوات البلدان النامية. ودعت الصين إلى مواصلة أوجه تطوير العولمة الاقتصادية وشاركت في منظمات تجارية متعددة الجنسيات مثل أبيك ومجموعة العشرين وبريكس، حسبما ذكر الخبير.

وأشار سام إلى أن الصين تتخذ مبادرات قوية لتعزيز الديمقراطية في الحياة الاقتصادية والسياسية الدولية.

أما الدكتور فران يونغمان، وهو باحث مستقل ومستشار تعليمي في بوتسوانا، فقد قضى ستة أشهر في جامعة شانغهاي للمعلمين في العام الماضي.

وقال إن العلاقات الدولية شهدت تغيرا هائلا في السنوات الخمس الماضية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الدور الإيجابي للصين في الشؤون العالمية، وخاصة فيما يتعلق باتفاق باريس بشأن تغير المناخ واستضافة قمة مجموعة العشرين في هانغتشو العام الماضي ناهيك عن دورها القيادي في مشروع الحزام والطريق، وهو مشروع يمتد عبر القارات ويضم عشرات البلدان.

ويرى من وجهة نظره أن منتدى التعاون الصيني - الأفريقي يعد الأهم من نوعه بالنسبة لإفريقيا.

وأكد يونغمان بقوله "إذا استمرت الصين في دعم ذلك، فسيكون هذا أمرا جيدا جدا".

-- العالم يصبح ذي طابع صيني أكبر

بفضل الإصلاحات التي تجرى تحت قيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ، يتزايد التأثير العالمي للصين وأصبح العالم "ذي طابع صيني أكبر"، هكذا ذكرت صينولوجية بلغارية بارزة خلال مقابلة أجرتها معها ((شينخوا)) مؤخرا.

وأشارت ماريانا مالينوفا تيان الأستاذ المشارك بمعهد الدراسات التاريخية في الأكاديمية البلغارية للعلوم إلى أنه منذ تولي شي قيادة الصين قبل قرابة خمس سنوات، حققت الصين تغييرات ملموسة سواء داخليا أو من حيث دور البلاد على الساحة الدولية.

وتعد تيان مؤلفة كتابي "نشأة وتطور الحضارة الصينية (2009)" و "العلاقات البلغارية الصينية في التاريخ الحديث" (2015)، كما نشرت أكثر من 50 مقالا ودراسة حول القضايا الصينية.

وتأخذ الصين بزمام المبادرة في مشروعات ضخمة وكبيرة النطاق مثل مبادرة الحزام والطريق وتعاون "16+1" مع بلدان وسط وشرق أوروبا ومنظمة شانغهاي للتعاون وغيرها، حسبما ذكرت تيان.

وألمحت إلى أن مشاركة الصين المتزايدة في عمليات حفظ السلام الدولية وعمليات مكافحة القرصنة في منطقة القرن الإفريقي ومجالات أخرى تعد أيضا مسألة ذات أهمية.

وأضافت أن "التأثير الصيني في العالم يتزايد يوما بعد يوم وأصبح العالم ذي طابع صيني أكبر".

ومن جانبه، أعرب بوب كار مدير معهد العلاقات الاسترالية الصينية ووزير الخارجية الفدرالي السابق ورئيس الوزراء السابق لولاية نيو ساوث ويلز الاسترالية، أعرب عن اعتقاده بأن هناك تحولا في الدور الذي تلعبه الصين في مجال الحوكمة العالمية.

وأشار بوب إلى أن "السؤال الذي سألناه جميعا لأنفسنا يدور حول ماهية طابع السياسة الخارجية للصين. وتقدم مبادرة الحزام والطريق الإجابة عليه. فهي مبادرة متعددة الأطراف وتتعلق بالانخراط السلمي. وتدور حول بناء الطرق والكباري".

"والآن لا تنسوا أنه كان هناك أشخاص قلقين قبل خمسة أو عشرة أعوام من صين تكون توسعية أو صين تكون متأسدة أو صين تكون ضد العالم. لذا، فإن السؤال عن ماهية طابع السياسة الخارجية للصين قد تمت الإجابة عليه الآن"، حسبما قال كار.

وأضاف بقوله "وأرى أنها إجابة إيجابية تماما".

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×