استطلاع الخروج: تيريزا ماي في طريقها لخسارة الأغلبية في الانتخابات العامة البريطانية

/مصدر: شينخوا/  15:37, June 09, 2017

لندن 8 يونيو 2017 /تبدو رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فى طريقها إلى خسارة الأغلبية في الانتخابات العامة البريطانية، وفقا لاستطلاع خروج صدرت نتائجه بعد انتهاء التصويت ليلة الخميس.

وأظهر الاستطلاع ، الذي أجرته الإذاعات البريطانية الرئيسية، أنه من المحتمل أن يحصل حزب المحافظين الذي تنتمي إليه ماي، على 314 مقعدا، بخسارة 17 مقعدا، وبالتالي خسارة الأغلبية المطلقة التي توفرت لها قبل الانتخابات.

ومن المتوقع أن يحل منافس ماي الرئيسي حزب العمال في المرتبة الثانية بـ 266 مقعدا، بحسب الاستطلاع ، وهو أول احتمال يتم طرحه بشأن النتائج المحتملة للانتخابات العامة المبكرة التي دعت إليها ماي قبل أسابيع قليلة.

وسيحصل الحزب الديمقراطي الليبرالي على 6 مقاعد ليصل إلى 14 مقعدا، فيما يتوقع أن يخسر القوميون الاسكتلنديون ثلث مقاعدهم، بحصولهم على 34 مقعدا، وسيحافظ الخضر على مقعدهم الوحيد في ويستمينستر.

وتفصلنا ساعات قليلة عن تأكيد نتائج هذا الاستطلاع. ومن الملاحظ أن نتائج استطلاعات خروج مشابهة جرت في الجولتين السابقيتن من الانتخابات العامة في بريطانيا، كانت قريبة للغاية من النتائج الفعلية التي تحققت لاحقا.

وفي انتخابات 2015، التى جاءت بعد 5 سنوات من الانتخابات العامة بين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين، توقعت استطلاعات رأي قليلة حصول رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون على الأغلبية.

ولم يتوقع الاستطلاع الفوز لكاميرون فحسب، بل توقع مذبحة لشركائه في الائتلاف منذ عام 2010 (الديمقراطيون الليبراليون).

وتوقع استطلاع الخروج في عام 2015 أن يحصل الليبراليون الديمقراطيون على 9 مقاعد لكن انتهى بهم الأمر بـ8 مقاعد وخسارة نحو 50 نائبا.

وبدأ فرز الملايين من الأصوات فور تسليم بطاقات الاقتراع إلى مراكز الفرز ومن المحتمل أن تصدر النتائج الأولية قبل منتصف الليل بالتوقيت المحلي.

وستعلن الغالبية الواسعة من النتائج بين الساعة الثانية والرابعة صباحا بالتوقيت المحلي. وتنتظر ماي ومنافسها جيرمي كوربين زعيم حزب العمال بفارغ الصبر معرفة أي حزب، إذا حصل، سيتجاوز عتبة الـ326 مقعدا، العدد اللازم لضمان الأغلبية في مجلس العموم البالغ إجمالي عدد مقاعده 650 مقعدا.

وقالت إميلي ثورنبيري، وزيرة خارجية الظل، في وقت متأخر من ليل الخميس إن ماى يجب أن تنظر في موقفها إذا ثبت دقة استطلاع الخروج.

وقالت لمحطة ((سكاي نيوز)):"أعتقد أنها يجب أن ترحل. أعتقد أننا (العمل) على شفا نتيجة عظيمة". كما قال مستشار الظل العمالي جون ماكدونيل إن موقف ماي لن يكون قابلا للدفاع عنه بناء على نتيجة استطلاع الخروج.

وتوقعت استطلاعات الرأي فوزا مريحا لماى قبل الانتخابات.

وفي الفترة قبل الانتخابات العامة أصرت ماي على عدم إجراء الانتخابات العامة حتى انتهاء الدورة البرلمانية الحالية في 2020.

بيد أنها غيرت رأيها قائلة إنها تريد المزيد من الدعم في مفاوضاتها بشأن بنود خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

مع ذلك، لم يهيمن الخروج على الحملة الانتخابية التي غطى عليها أسوأ حادث إرهابي في بريطانيا منذ عام 2005 عندما فجر انتحاري قنبلة بعد انتهاء حفلة موسيقية للمغنية الأمريكية اريانا غراندي في قاعة مانشستر أرينا.

وجاء هجوم آخر على جسر لندن نفذه 3 إرهابيين قبل أن يتم إطلاق الرصاص عليهم وقتلهم من قبل الشرطة بعد دقائق.

ويتضمن برنامج ماي خططا مثيرة للجدل لخفض علاوات التدفئة للمتقاعدين وخفض الزيادة السنوية المضمونة في معاشاتهم، إلى جانب تحرك لاستخدام قيمة منازلهم لتغطية ثمن الرعاية في شيخوختهم أو ما يطلق عليه النقاد ضريبة الخرف.

ويوفر استطلاع الخروج بعض الراحة للزعيم حزب العمال جيرمي كوربين. وكانت التوقعات قبل الحملة تشير إلى خسارة فادحة للحزب، ما أضعف دور كوربين كزعيم، لكن في الأسابيع الأخيرة انحسرت الفجوة بين الزعيمين. وكانت الفجوة بالنسبة لكوربين جسرا بعيدا جدا عن العبور، لكن من المرجح أن تضعف يد منتقديه بما في ذلك نواب حزبه الذين أرادوا منه الرحيل.

ويرى معلقون سياسيون أن مقامرة ماي بالدعوة إلى انتخابات مبكرة ستتحول إلى كارثة بالنسبة لها إذا اتسقت النتائج الفعلية مع استطلاعات الخروج.