تأسست منظمة شنغهاي للتعاون قبل 16 سنة. وعلى مدى كل هذه السنوات ظلت الشراكة بين أعضائها تتعمق بوتيرة سريعة ومستمرة. وتطورت الشراكة بين أعضاء المنظمة من التعاون الطاقي في البداية إلى حركة السلع والأشخاص والمواد والخدمات.
يمتلك 5 أعضاء من منظمة شنغهاي للتعاون ثروات نفطية ضخمة، وتسعى هذه الدول في الوقت الحالي إلى تنويع إستراتيجية صادراتها النفطية من خلال الإنفتاح على الصين ومنطقة آسيا المحيط الهادي. وافتتحت قناة نقل النفط التي يبلغ طولها 962 كم تربط بين الصين وكازاخستان في مايو عام 2006، وتعد أول قناة أنابيب تعتمدها الصين لإستيراد النفط من الخارج. وبعد إنشاء هذا الخط، سارعت عدة دول أخرى لتطوير تعاونها الطاقي مع الصين. حيث عملت على توسيع صادراتها الطاقية من خلال بناء أنابيب النفط والغاز والسكك الحديدية. ومن ثم تشكلت طريق طاقية، تعبر وسط آسيا وشرق آسيا.
أسهم إرتفاع مستوى التعاون الطاقي بين اعضاء منظمة شنغهاي للتعاون، في دفع النمو الإقتصادي لمختلف دول المنظمة. وفي 31 مايو الماضي، قامت الشركة الصينية لبناء المشاريع النفطية –فرع أوزبكستان، التابعة للمجموعة الصينية للنفط والغاز ببدأ أشغال تطوير حقل كالاكولي للغاز. في هذا الصدد، قال نائب المدير العام لشركة أوزبكستان للنفط والغاز توهطاييف، أن الحكومة الأوزبكية ترحب بالشركات الصينية للإستثمار في بلادها. وأضاف بأن إنجاز هذا المشروع لايلبي حاجيات أوزبكستان في تصدير النفط والغاز فحسب، وإنما سيخلق لها المزيد من فرص العمل والمداخيل الضريبية، ما سيقدم مساهمة كبيرة في دفع نمو الإقتصاد الأوزبكي.
من جهة أخرى، قامت منظمة شنغاي للتعاون بتأسيس آلية تعاون لضمان إستقرار إمدادات النفط والغاز. وهو ماسيساعد على الحد من المخاطر المهددة للسوق الطاقة على مستوى تذبذب العرض والطلب والأسعار.
بالإضافة لذلك، تقدم الآليات متعددة الأطراف لمنظمة شنغهاي للتعاون فرصا جيدة للتوفيق بين مبادرة الحزام والطريق ومبادرة الإتحاد الإقتصادي الأوراسي. حيث تقع الدول الأعضاء في المنظمة والدول المراقبة والدول الشريكة على مسار مبادرة الحزام والطريق، ولديها حاجة ملحة لتقوية البنية التحتية، ودفع عملية الترابط والتشابك بين مصالح دول المنظمة، إلى جانب توسيع الطاقة الإنتاجية وبناء منصات مالية.
تعمل منظمة شنغهاي في الوقت الحالي على تحقيق حرية تحرك البضائع ورؤوس الأموال والخدمات والتكنولوجيا، إعتمادا على قطاعات المواصلات والطاقة، والإتصالات والزراعة والمنتجات الكهرومنزلية والصناعة الخفيفة والنسيج. والوصول في النهاية إلى تكوين رؤية مشتركة حول تأسيس منطقة تجارية حرة داخل إطار منظمة شنغاي للتعاون.
حققت الصين وروسيا إلى الآن نتائح مهمة على مستوى التعاون في مجالات الطاقة والمواصلات والفضاء وغيرها من المجالات الكبرى، وتعد كازاخستان في الوقت الحالي، نموذجا في التعاون على مستوى طاقة الإنتاج على مسار الحزام والطريق.
في هذا السياق، يشير رئيس قسم أبحاث الإقتصاد الخارجي التابع لمركز أبحاث التنمية لمجلس الدولة تشاو جين بينغ، إن منظمة شنغهاي للتعاون تتمتع بإمكانات كامنة كبيرة في دفع التعاون الإقتصاد الإقليمي في المستقبل.