تحقيق إخبارى: أطباء سودانيون وصينيون يقدمون الوجه الإنسانى لمهنة الطب

أبوعشر، وسط السودان 7 يونيو 2017 /فى مستشفى أبو عشر، أو مستشفى الصداقة السودانية الصينية، يقدم أطباء سودانيون وصينيون الوجه الانسانى لمهنة الطب، ويكتبون بضميرهم الحى كلمات للحياة على دفاتر مرضى بسطاء وفقراء.

ومع تزايد الأعراض الصحية في رمضان بسبب التغيير في عادات وأوقات الأكل والإفراط بتناول الطعام، يمثل مستشفى أبو عشر الملاذ لالاف المرضى فى منطقة مدينة أبو عشر بولاية الجزيرة بوسط السودان.

ويقع مستشفى ابو عشر فى ولاية الجزيرة بوسط السودان وعلى بعد نحو (110) كيلو مترات إلى الجنوب الشرقى من العاصمة السودانية الخرطوم.

وتأسست المستشفى التى تعتبر من اعرق المستشفيات الريفية بالسودان فى العام 1929، واكتسبت المستشفى زخما كبيرا بعد ان تم اختيارها عام 1974 لتكون مقرا لاول بعثة طبية صينية للسودان تتولي العمل في مجال تقديم الخدمات الطبية الضرورية لمواطني المنطقة.

وقال محمدين حسين، رئيس مجلس ادارة مستشفى ابو عشر، فى تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) " هذا المستشفى اكتسب سمعته من وجود بعثة طبية صينية، وتقدم هذه البعثة خدمات صحية ممتازة لمواطنى المنطقة ".

ويعتبر مستشفى ابو عشر من افضل المرافق الصحية فى السودان التي تسجل تطورا فى مجال تحديث البنى التحتية وتجويد نوعية الخدمات والاهتمام بصحة البيئة داخل المستشفى.

وقال الصادق أحمد محمد بابكر المدير المالي والاداري لمستشفي ابوعشر، فى تصريح ل((شينخوا))، " هذا المستشفى يخدم عددا كبيرا جدا من المواطنين، والبعثة الطبية الصينية تعمل بكفاءة، نستقبل فى المستشفى نحو 5 الاف حالة مرضية فى الشهر".

ومنذ ان وطأت اقدام البعثة الطبية الصينية ارض مدينة ابو عشر بوسط السودان، ظلت محل حفاوة وترحيب واحترام من قبل سكان الولاية، ولم تقتصر العلاقة على مجرد علاقة بين اطباء ومرضى وانما خرجت إلى الاطار الواسع للعلاقات الانسانية، وتوطدت الصلات بين افراد البعثة الطبية الصينية وسكان مدينة ابو عشر.

وقالت طبيبة الاسنان الصينية بمستشفى ابو عشر شى يى هوا، فى تصريح ل((شينخوا)) " العام الماضى جئت إلى هنا للعمل فى مستشفى ابو عشر، انا اعمل الان فى هذا المستشفى، اعمل بصورة متواصلة لتوفير العلاج لالاف المرضى البسطاء".

من جانبها، تقول طبيبة الباطنية الصينية قان ويى " انا احب السودان، احب مدينة ابو عشر، احب كل الناس فى هذه المدينة ، لدى اصدقاء كثيرون هنا، اعتقد ان ما بين الشعبين الصينى والسودانى علاقات صداقة قديمة".

وبدورها، قالت الطبيبة السودانية بمستشفى ابو عشر سهام عبد الله هاشم، فى تصريح ل ((شينخوا)) " نحن نعمل سويا كفريق طبى واحد، لا توجد ادنى فوارق، نحن عائلة واحدة ، نتعامل بالوجه الانسانى مع مرضى فقراء وبسطاء، شكرا للصين".

ويجد المستشفى اقبالا كبيرا من قبل مواطنى ولاية الجزيرة، وحتى ولايات مجاورة، وذلك بسبب السمعة الجيدة للمستشفى، ونجاحها فى اجراء عمليات جراحية معقدة مثل "الغضروف" ، ولاسيما ان المستشفى أجريت فيها أول عملية "قلب مفتوح" بالسودان لطالبة العام 1978.

وقال راشد احمد مصطفى، وهو أحد المرضى من داخل مستشفى ابو عشر " هذه المستشفى اصبحت قبلة لالاف المرضى الذين يأتون من مدن بعيدة حتى من شرق السودان لتلقى العلاج المجانى هنا، حتى العمليات المعقدة يتم اجراؤها باسعار رمزية".

ومع اكتمال الاستعدادات لافتتاح مبنى اضافى لمستشفى ابو عشر خلال يونيو الجارى، تأمل ادارة المستشفى في التغلب على بعض العقبات التى تحول دون الاستفادة القصوى من المستشفى او تسهيل التواصل بينه والمرضى، ومنها عدم وجود طريق مسفلت يربط بين المستشفى ومدينة ابو عشر رغم ان المسافة بينهما حوالى كيلو متر واحد.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمستشفى (180) سريرا وبه من التخصصات الطبية "تسعة" هي، الجراحة العامة، الباطنية ،النساء والتوليد، جراحة العظام، العيون، الأسنان، الأنف والأذن والحنجرة ، التخدير والوخذ بالابر.