بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 5 يونيو 2017 / أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين أن قرار عدد من الدول العربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر من شأنه فرض "عزلة" على الدوحة.
وأعلنت في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الإثنين) مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية قطع علاقاتها الدبلوماسية كاملا مع قطر.
وانضمت إليهم في وقت لاحق كلا من اليمن وحكومة ليبيا الشرقية وجزر المالديف، والتي أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر أيضا.
وأكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري السابق، أن الخطوة التي تم اتخاذها بقطع العلاقات مع قطر تدل على أن كافة جهود الوساطة التي بذلت منذ القمة العربية الاسلامية الأمريكية بين الجانبين باءت بالفشل.
وقال هريدي إن قطع العلاقات جاءت بعدما تبين أن الدوحة مازالت تصر على الاستمرار في انتهاج نفس السياسات، الداعمة للارهاب والقائمة على التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وأضاف أن قطر ليست لديها أي رغبة في تعديل تلك السياسات، مشيرا إلى أن هذه السياسات هي نفسها التي كانت محل استهجان خليجي في عام 2014.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أن "حكومة مصر قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، فى ظل إصرار الحكم القطرى على اتخاذ مسلك معادى لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية ، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية فى عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر".
وقررت الحكومة المصرية "غلق أجوائها وموانئها البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية، حرصا على الأمن القومى المصرى".
ولفت السفير حسين هريدي إلى أن القرار الأخير سيؤدي إلى فرض عزلة سياسية على قطر داخل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية.
واشار إلى أنه عندما يتعلق الأمر بأربع دول عربية رئيسية، وتقوم بقطع علاقاتها الدبلوماسية واغلاق الأجواء الجوية والموانئ البحرية وفرض حظر على المواطنين القطريين من دخول الاراضي السعودية والاماراتية، فإنه يسبب ضررا بالغا لقطر.
واستطرد قائلا "هذه الإجراءات تجعل تلك العزلة ليست فقط للنظام الحاكم في قطر وإنما أيضا على الشعب القطري نفسه وهو ما من شأنه التاثير بشكل كبير على الأوضاع هناك".
وصرح مصدر سعودي مسؤول بأن "حكومة السعودية انطلاقا من ممارسة حقوقها السيادية وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المصدر قوله إن بلاده "قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية (مع قطر)، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية.. وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي".
من جانبه، أشاد الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، معتبرا اياه "خطوة جيدة"، وبداية لفرض "عزلة" على الدوحة.
وأعرب كمال لوكالة أنباء (شينخوا) عن أمله في أن تؤدي تلك الخطوة إلى قيام قطر بمراجعة سياستها سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي أو في العالم العربي بشكل أوسع.
وقال إن تلك المراجعة يجب أن تتضمن ما يتعلق بالتعاون القطري مع الارهاب وتقديم الدعم والتمويل واستضافة بعض العناصر الارهابية على اراضيها، وكذلك مراجعة دورها فيما يتعلق مع إيران والذي يتناقض بشكل كبير مع التوجهات والسياسات الخليجية.
وأعرب كمال عن اعتقاده بأن القرار سيكون له تأثير بالغ، لافتا إلى أن منطقة الخليج هي مجال الحركة الأساسي لقطر، وعندما تقطع دولا مهمة ورئيسية في مجلس التعاون الخليجي علاقتها معها فهذا يمثل ضررا بالغا سواء على الأسرة الحاكمة هناك أو على الشعب القطري.
ولفت إلى أن انضمام مصر للسعودية والامارات والبحرين أخرج قرار قطع العلاقات من سياقه الخليجي وأعطاه بعدا عربيا ومنحه ثقل أكبر وشجع دولا أخرى على الانضمام واتخاذها خطوة مماثلة.
وأشار إلى أن الكرة الأن في الملعب القطري، ودول الخليج ومصر في انتظار رد الفعل القطري والخطوات التي سيتخذها لاستعادة ثقتهم مجددا.
واتخذت دولة الامارات عدة إجراءات من بينها قطع العلاقات مع قطر بما فيها العلاقات الدبلوماسية وإمهال البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد ، ومنع دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وإمهال المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوما للمغادرة وذلك لأسباب أمنية واحترازية كما تمنع المواطنين الاماراتيين من السفر إلى دولة قطر أو الإقامة فيها أو المرور عبرها.
بدوره، اعتبر الدكتور عمرو ربيع هاشم الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية خطوة قطع العلاقات مع الدوحة بـ "المتأخرة".
وقال هاشم لوكالة أنباء (شينخوا) إن الدول المتخذة للقرار كانت حريصة على الإلتزام بأقصى دراجات ضبط النفس بشأن سياسات قطر الداعمة للإرهاب والمؤيدة للتدخلات الايرانية بالشأن العربي.
وأضاف أن تلك الدول حاولت على مدى عدة سنوات التنبيه على الدوحة تارة وزجرها تارة أخرى لتعديل هذه السياسات الخارجة عن النسق العربي، دون جدوى، ما دفعها لاتخاذ هذه الخطوات.
وشدد على أن هذه الخطوة من شأنها أن تفرض "العزلة السياسية" على قطر، خاصة وأن دائرة المقاطعة تتسع.
وأعرب عن اعتقاده بأن دولا أخرى ستنضم لاحقا لتيار مقاطعة قطر في إطار الجهود المبذولة لمحاصرة الإرهاب.