مقالة : الصين وألمانيا تسعيان للتعاون فى الابتكار لتعزيز العلاقات الاقتصادية

بكين 2 يونيو 2017/تعتزم الصين وألمانيا، وهما من القوى التصنيعية الكبرى العالمية، زيادة التعاون بينهما فى الابتكار،وذلك في أحدث جهد لتعزيز التجارة والاستثمار الثنائيين وسط انتكاسات تشهدها العولمة.

وخلال زيارته الرسمية إلى ألمانيا، وصف رئيس مجلس الدولة الصين لي كه تشيانغ البلدين بأنهما ثنائي ذهبي في مجال التصنيع.

وقال لي إن الصين عازمة على تعزيز الربط بين خطة " صنع في الصين 2025 " ومفهوم " الصناعة 4" الخاص بألمانيا، مؤكدا على تعزيز التعاون في مجالات التصنيع والطاقة والطيران والابتكار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وتهدف خطة " صنع في الصين 2025" التي تم الكشف عنها في 2015، إلى تحويل الصين إلى بلد مُصنِّع ابتكاري. أما مفهوم " الصناعة 4" الألماني، والذي أُطلق في 2011، فهو مخصص من أجل تيسير التشغيل الآلي وتبادل البيانات في تكنولوجيات التصنيع، ومن بين ذلك الأنظمة الاليكترونية الفيزيائية وانترنت الأشياء والحوسبة السحابية.

واتفقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الرأي مع لي ، حيث قالت إن ألمانيا مستعدة للعمل مع الصين لبناء منصة لربط استراتيجيات الابتكار واستراتيجيات تنمية التكنولوجيا الفائقة.

ولقد مثل هذا الاجتماع الخطوة التالية في بلدين ، أحدهما ثاني أكبر اقتصاد والآخر رابع أكبر اقتصاد فى العالم، في سبيل الاستكشاف المشترك للابتكار كوسيلة تعمل على تحفيز الاقتصاد العالمي المتباطيء.

وقال ياو لينغ الباحث بالأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابعة لوزارة التجارة " رغم أن البلدين في مراحل تنموية مختلفة، فإنه بوسعهما خلق منافع مشتركة من خلال التعاون في مجالي التصنيع والرقمنة الصناعية."

وفي معرض هانوفر، وهو أحد أكبر المعارض التجارية في مجال التكنولوجيا الصناعية، والذي عقد في أبريل الماضي، كانت الصين ثاني أكبر الدول مشاركة في المعرض،بعد ألمانيا الدولة المضيفة، وذلك بمشاركة نحو 1200 شركة.

وخلال المعرض عرضت الشركات الصينية الرائدة في مجالي التكنولوجيا والتصنيع، ومنها شركة هواوي عملاقة الاتصالات وشركة هاير المتخصصة في انتاج الأجهزة المنزلية، عرضت أحدث منتجاتها وسعت نحو إبرام الصفقات والشراكات.

وقامت شركة الانترنت الصينية العملاقة ، بايدو، هذا الأسبوع بتوقيع اتفاقيات مع شركتي بوش وكونتينينتال إيي جي، المتخصصتين في صناعة السيارات ، بهدف توسيع التعاون في مجال المركبات ذاتية القيادة وأنظمة النقل الذكي وربط المركبات بالانترنت.

إن مشروعات التعاون الناجحة بين شركات البلدين عديدة، مثل اشتراك كل من شركة باوستيل الصينية وشركة سيمنز الألمانية في مشروعات صناعة الصلب في إطار مفهوم " الصناعة 4" ،وكذا مصنع الغسالات الذكية الذي طورته شركة هاير الصينية بالتعاون مع معهد فرونهوفر الألماني، وكذلك استحواذ مجموعة ميديا جروب الصينية على شركة كوكا الألمانية لصناعة الروبوتات، في وقت سابق من العام الجاري.

ويتوقع ليو يينغ كوى من معهد الصين لتعزيز التجارة الدولية، المزيد من استثمارات الشركات الصينية في المانيا، وتعزيز التعاون في مجال البحوث والتنمية ، وكذا يتوقع دفع العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية قدما إلى الأمام.

وتقوم بالفعل علاقة شراكة تجارية مهمة بين الصين وألمانيا حيث إن ألمانيا هي أحد البلدان القليلة التي تحقق فائضا تجاريا مع الصين حيث تنتشر معدات النقل والكيماويات والساعات ومكونات الماكينات الألمانية انتشارا كبيرا في الأسواق الصينية.

وقد بلغ حجم التجارة الثنائية خلال العام الماضي 151.29 مليار دولار أمريكي، ليقل قليلا عن العام الماضي بنسبة قدرها 3.5 بالمئة.

ولقد ازدهر أيضا الاستثمار الثنائي. فقد قامت الصين بضخ أكثر من 2.95 مليار دولار أمريكي إلى ألمانيا في 2016، بما يعادل زيادة نسبتها 258.6 بالمئة عن 2015 . وشهد عام 2016 ايضا استثمار ألمانيا في 392 مشروعا في الصين، بما قيمته 2.71 مليار دولار أمريكي.

وجدير بالذكر أن العام الجاري يوافق الذكرى ال 45 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الصينية - الألمانية.