الأمم المتحدة 26 مايو 2017 / حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، يوم الجمعة، من حدوث أزمة خطيرة في غزة، داعيا إلى إجراء مصالحة بين الأطراف المعنية.
وقال منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف ، أمام مجلس الأمن، "في غزة، نحن نسير نحو أزمة أخرى وعيوننا مفتوحة على مصراعيها".
وتفاقم الوضع الإنساني منذ مارس الماضي عندما قامت حركة "حماس" بإنشاء مؤسسة حكومية موازية لإدارة الشؤون في القطاع مما أدى إلى "شد وجذب سياسي فلسطيني"، ودعا ملادينوف إلى تنفيذ الاتفاقيات بين الفلسطينيين.
ومما يثير القلق بشكل خاص هو أزمة الطاقة "غير المسبوقة" بعد أن تم إغلاق محطة الطاقة الوحيدة إثر نزاع ضريبي بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس، التي سيطرت على قطاع غزة في عام 2007.
وإضافة إلى خطوط الكهرباء المتوقفة من مصر والقيود المحتملة على شراء الكهرباء الإسرائيلية، فإن معظم الفلسطينيين في غزة لا يحصلون سوى على أربع ساعات من الكهرباء يوميا.
وقال ملادينوف إنه إذا ما نفذت الحكومة الفلسطينية قرارها بخفض مشتريات الطاقة من إسرائيل فإن "هذا القرار سيزيد من خفض إمدادات الكهرباء بنسبة 30 في المائة مما يؤدي إلى غرق سكانها في دوامة كارثة إنسانية".
وأشار المبعوث إلى أن الأمم المتحدة قد حذرت من هذه الأزمة المحتملة منذ عدة أشهر، وأنها أصبحت الآن حقيقة واقعة -- مع قيام المستشفيات بتأجيل الجراحات الاختيارية، وتوفر مياه شرب محدودة، وارتفاع في أسعار المواد الغذائية.
كما أن الافتقار إلى الطاقة يحول دون معالجة مياه الصرف الصحي. ويجري تفريغ كمية من مياه الصرف الصحي، تعادل 40 حمام سباحة من القياس الأولمبي، في البحر الأبيض المتوسط يوميا.
وقال ملادينوف إن هناك "كارثة بيئية في طور التكوين بالنسبة لإسرائيل ومصر وغزة".
وحذر ملادينوف من أنه ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لتخفيف الأزمة، التي تتجه حاليا للخروج عن نطاق السيطرة في قطاع غزة، فسوف تكون هناك عواقب وخيمة بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
وحث المسؤول الأممي البارز جميع الأطراف على التوصل إلى مصالحة حقيقية.
وقال "إذا كان الإسرائيليون والفلسطينيون يأملون في استخراج أنفسهم من العبء بلا حد الذي جلبه هذا الصراع، فإنه يجب أن يكونوا على استعداد لاتخاذ خطوات مؤلمة من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى السلام"، مضيفا "لا يمكن لأي من الجانبين تحمل فرصة أخرى ضائعة".