في الوقت الذي من المقرر أن تبدأ فيه القمة السنوية الـ43 لمجموعة السبع يوم الجمعة، يقول المحللون إن توصل القمة إلى توافق في الآراء حول قضايا رئيسية مثل الهجرة والأمن وتغير المناخ قد يكون بمثابة معركة شاقة بالنسبة لها.
فالتوترات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في أعقاب استفتاء بريكست في العام الماضي وسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحمائية وتصاعد الشعبوية وحالة التشكك تجاه الاتحاد الأوروبي في أنحاء أوروبا تبين أن ثمة وقت صعب أمام القادة في اجتماع تاورمينا.
ومن جانبه، قال جان ووترز مدير مركز ليوفن دراسات الحوكمة العالمية إن "سبب وجود مجموعة السبع هو قدرتها على صنع القرارات وتنسيق السياسات بسرعة". وكتب إلى مجموعة بحثية يقول "لم يعد هذا هو الحال، وهذا ما كشفته الانتخابات الأخيرة التي جرت في أوروبا والولايات المتحدة"، مستنتجا أن "تشهد مجموعة السبع تحديات هائلة في السنوات القادمة".
ومن ناحية أخرى، فخلال قمة للناتو عقدت ببروكسل يوم الخميس، ربط ترامب بين الهجرة وبين هجوم إرهابي وقع يوم الاثنين في مدينة مانشستر البريطانية وقتل فيه 22 شخصا على الأقل على يد انتحاري. وهذا يضع ترامب على خلاف مع إيطاليا التي تؤكد على ضرورة عدم المساواة بين الهجرة والإرهاب .
فمنذ أن بدأت في إنقاذ أولئك الذين يستقلون قوارب الإتجار بالبشر غير الصالحة للإبحار في البحر الأبيض المتوسط عام 2014، عملت إيطاليا على دفع أزمة اللاجئين والمهاجرين بشكل مباشر لتدرج ضمن جدول أعمال الاتحاد الأوروبي ودعت إلى ضخ استثمارات هائلة في أفريقيا كوسيلة لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني يوم الخميس "العمل في قمة مجموعة السبع سيجرى حول موضوعات الأمن والهجرة والمناخ والعلاقات مع إفريقيا"، مبرزا بذلك النقاط الرئيسية التي تأمل إيطاليا في طرحها خلال القمة التي تستمر يومين وتنطلق في مدينة تاورمينا بصقيلة يوم الجمعة.
جاءت كلمات جنتيلوني في وقت تلت فيه صور مروعة لحادث تحطم سفينة مهاجرين يوم الأربعاء قبالة ليبيا غرق فيه 32 شخصا من بينهم العديد من الأطفال الصغار على مرأى من رجال الإنقاذ، صورا أخرى على نفس القدر من المأساوية وردت من مانشستر يوم الاثنين حيث قُتل ستة مراهقين وطفل عمره ثمانية أعوام في حفل موسيقي لنجمة البوب الأمريكية أرينا غراندي.
ومن ناحية أخرى، لا تظهر الهجرة من أفريقيا والشرق الأوسط علامات على الخفوت. فقد وصل أكثر من 60 ألف مهاجر ولاجئ إلى جنوب أوروبا بحرا حتى الآن هذا العام، وفقا لما ذكرته منظمة الهجرة الدولية ومقرها روما التي أفادت أيضا بأن أكثر من 1300 شخص توفوا أو فقدوا في هذه المحاولات.
وخلال مؤتمر صحفي عقد بروما في الأسبوع الماضي، حذر مسؤولون كبار بالأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي من أن 20 مليون شخص في نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن على شفا مجاعة. وقالوا إن الكارثة الإنسانية التي تلوح في الأفق ترجع إلى مزيج من الجفاف والصراع المسلح مع حركات تمرد أصولية مثل جماعة بوكو حرام وحركة الشباب.
ولا تزال حرب أهلية دائرة في سوريا منذ ست سنوات تحدث دمارا وتسببت في نزوح ما يقدر بـ11 مليون فرد عن ديارهم. كما أشارت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين بأن 4.8 مليون سوري فروا إلى دول مجاورة وهناك 6.6 مليون نزحوا داخليا. كما سعى حوالي مليون سوري للجوء في أوروبا، حسبما أفاد مركز سياسات الهجرة بالمعهد الجامعي الأوروبي في فلورنسا.
وبالنظر إلى الخلافات بين الأعضاء ومدى تعقيد القضايا نفسها، لن يكون التوصل إلى اتفاق حول سبل معالجة هذه القضايا مهمة سهلة بالنسبة للدول الصناعية السبع الأكثر تقدما وهي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة.