قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في يوم أفريقيا، إنه ينبغي على العالم الانتقال من "إدارة الأزمات إلى منعها".
وأفاد غيوتيريس يوم الخميس أن يوم أفريقيا لعام 2017 يأتي في لحظة هامة في مساعي القارة نحو السلام والنمو الاقتصادي الشامل والتنمية المستدامة، داعيا البشرية إلى الاستماع والتعلم مع شعوب أفريقيا.
وقال غوتيريس في رسالته بمناسبة يوم أفريقيا إن "البشرية جمعاء سوف تستفيد من خلال الاستماع والتعلم والعمل مع شعوب أفريقيا، ويبدأ ذلك من خلال الوقاية، إذ أن عالمنا يحتاج إلى الانتقال من إدارة الأزمات إلى منعها في المقام الأول، نحن بحاجة إلى كسر حلقة الاستجابة في وقت متأخر جدا وبشكل محدود جدا".
يذكر أن يوم أفريقيا، الذي كان سابقا يوم الحرية الأفريقية ويوم التحرير الإفريقي، هو الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية المعروفة حاليا باسم الاتحاد الأفريقي في 25 مايو عام 1963. ويتم الاحتفال به في مختلف البلدان في القارة الأفريقية، وكذلك في جميع أنحاء العالم.
وأشار الأمين العام إلى أن معظم الصراعات الحالية داخلية، ناجمة عن التنافس على السلطة والموارد، وعدم المساواة، والتهميش، وعدم احترام حقوق الإنسان، والانقسامات الطائفية. وغالبا ما يؤججها التطرف العنيف أو يصب الزيت على النار فيها.
بيد أن الوقاية أمر يتجاوز بكثير التركيز فقط على الصراع.
وشدد على أن "أفضل وسيلة للوقاية وأضمن طريق لإحلال السلام الدائم هي تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. ومن الأهمية بمكان مواصلة بناء مؤسسات أكثر فعالية وخضوعا للمساءلة من أجل التصدي لتحديات الحكم وتعزيز سيادة القانون وتعزيز الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
ومع دخول المجتمع الدولي السنة الثانية من تنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 لمعالجة الفقر العالمي وعدم المساواة وعدم الاستقرار والظلم، سلط غوتيريس الضوء على أن أفريقيا اعتمدت خطتها التكميلية والطموحة الخاصة بها: أجندة 2063.
وقال إنه "كي تستفد شعوب أفريقيا بشكل كامل من هذه الجهود الهامة، فإنه يجب أن يتم المواءمة بين هاتين الخطتين بشكل إستراتيجي".
ولدى إشارته إلى أول مؤتمر سنوي يعقد بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، والذي جرى الشهر الماضي، باعتباره "فرصة فريدة لتعزيز شراكتنا وإقامة منصة تعاون أكبر"، قال غوتيريس إن "عملنا يقوم على أربعة مبادئ محركة: الاحترام المتبادل والصلابة والتكامل والاعتماد المتبادل".
وأوضح غويتريس أن شراكة الأمم المتحدة مع أفريقيا متأصلة أيضا عبر شعور عميق بالامتنان.
وأضاف أن "أفريقيا توفر غالبية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم، والدول الأفريقية هي من بين أكبر الدول استضافة للاجئين وأكثرهم سخاء في العالم، كما تضم أفريقيا بعضا من أسرع الاقتصادات نموا في العالم".
كما جدد الأمين العام التأكيد على التزامه كشريك وصديق ونصير ملتزم بتغيير حكاية هذه القارة المتنوعة والحيوية.
وقال إن "الأزمات تمثل في أحسن الأحوال نظرة جزئية. بيد أنه من خلال منصة تعاون أكبر، يمكننا أن نرى الصورة الكاملة -- التي تعترف بالإمكانات الهائلة وقصص النجاح الرائعة في كافة أرجاء القارة الأفريقية".