الدوحة 25 مايو 2017 /أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اليوم (الخميس) عن "حملة إعلامية" تستهدف بلاده، خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد تداول تصريحات مثيرة للجدل منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقال الشيخ محمد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصومالي يوسف جراد عمر أحمد بالدوحة، إن هناك "حملة هجوم مستمرة على دولة قطر، خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية".
وأوضح أنه "من المستغرب أنه خلال السنوات السابقة لا تذكر قطر في مقالات رأي إلا من قبل رسميين قطريين، ولكن نفاجأ في الخمسة أسابيع السابقة أن هناك 13 مقال رأي من كتاب مختلفين في الولايات المتحدة" ضد قطر.
ومضى قائلا أنه "وفي يوم الهجوم على وكالة الأنباء القطرية كان هناك مؤتمر يتحدث عن دولة قطر، ولم ندع له، ومن دعي إلى المؤتمر جميع الكتاب الذين كتبوا مقالات الرأي هذه ... هل هذا الأمر صدفة؟ لا نعلم حتى الآن، ولا نعلم إذا كان هذا الأمر مرتبط".
وتابع "أن قرصنة وكالة الأنباء القطرية جار التحقيق فيها، ولن نستعجل في الوصول إلى نتائج من الآن، ولكن واضح للعلن أن هناك حملة إعلامية تستهدف دولة قطر، وسنتصدى لها ان شاء الله".
وكانت الدوحة قد أعلنت أمس الأربعاء أن وكالة الأنباء القطرية (قنا) تعرضت لعملية قرصنة ليل الثلاثاء- الأربعاء بعدما نشرت تصريحات نُسبت لأمير البلاد بشأن علاقات بلاده بمحيطها الإقليمي والدولي، وأثارت زوبعة إعلامية وانتقادات غير مسبوقة للدوحة في وسائل إعلامية عربية تداولتها.
وتضمنت التصريحات المنسوبة لأمير قطر، والتي قالت الدوحة إنها "مفبركة"، تنديده "بحملة ظالمة تتعرض لها قطر (..) وتستهدف ربطها بالإرهاب".
وجاء فيها أيضا أنه "لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله".
كما جاء فيها أن "إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله"، وأن "التوتر مع الولايات المتحدة لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي".
وتداولت وسائل إعلام عربية هذه التصريحات، ما أثار زوبعة وجدلا على منصات إعلامية خليجية وشبكات التواصل الاجتماعي.
وأبدى الشيخ محمد استغرابه من تبني وسائل إعلام لهذه التصريحات، قائلا "نستغرب تعامل الوسائل الإعلامية مع أخبار كاذبة رغم صدور بيانات نفي واضحة من وكالة الأنباء القطرية وشنها حملة مسيئة ضد دولة قطر، لكن في النهاية ما يتم في هذه الوسائل الإعلامية إنما يعكس مهنيتها".
ونفى وزير الخارجية وجود تواصل مع دول الخليج حول مسألة الأخبار المنسوبة لأمير قطر، مشيرا إلى أن التوضيحات حول الموضوع صدرت عبر القنوات الرسمية التي أكدت اختراق موقع الوكالة وبث أخبار كاذبة من خلاله.
ورغم هذه التصريحات، أكد الوزير القطري أن بلاده تتمتع بعلاقات ودية وأخوية مع دول الخليج وعلاقات قوية واستراتيجية مع الولايات المتحدة.
واستبعد أن يؤدي ما حدث إلى شقاق مع دول خليجية على غرار ما حدث قبل ثلاثة أعوام، في إشارة إلى قيام السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من الدوحة في مارس من العام 2014 بعدما اتهمتها بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي ودعم جماعة الإخوان المسلمين.
وقال الشيخ محمد إنه "لا علاقة لما يجري اليوم بما حدث عام 2014 في دول الخليج، ونحن نحرص على علاقات طيبة معها"، وشدد على أن بلاده تتمتع بعلاقات "ودية وأخوية مع دول الخليج..... مصيرنا واحد، ونتأثر جميعنا بالأزمات التي تحيط بنا في المنطقة".
وبالمثل أكد الوزير متانة العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة التي وصفها بأنها "قوية واستراتيجية" و"تحظى بتقدير كبير من الجانبين".
ونفى علاقة بلاده بجماعة الإخوان المسلمين وما تردد بشأن أن الولايات المتحدة قد ضغطت على قطر لتقطع علاقتها بالجماعة، قائلا إنه "بالنسبة للنأي بأنفسنا عن الإخوان أو مجموعات إسلامية أخرى فهذا الموضوع لم تتم إثارته لأنه ما من دليل على أن قطر لها علاقة بالإخوان وسواهم، وهذا مجرد أمر ظهر في الإعلام، ونحن وضحنا مرارا وتكرارا أن قطر لا تتعامل مع حزب سياسي بل مع حكومات".