رام الله 24 مايو 2017/اتهمت الحكومة الفلسطينية اليوم (الأربعاء) إسرائيل، بأنها "تضرب مثالا سافرا في التمرد" على الشرعية الدولية وقراراتها التي تدين جميع إجراءاتها الاحتلالية في الأراضي الفلسطينية ومقدمتها القدس الشرقية.
وقالت الحكومة في بيان صحفي لها على لسان المتحدث باسمها يوسف المحمود، إن إسرائيل "تثبت من خلال خطواتها وإطلاق هجمتها الشرسة في الذكرى الخمسين لاحتلال القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، تمسكها بالضرب بعرض الحائط بكافة القرارات والمواثيق الدولية".
وحذرت الحكومة في بيانها، من "التصعيد الذي تشنه إسرائيل ضد مدينة القدس العربية المحتلة والاستهداف السافر للمسجد الأقصى المبارك واستباحته من قبل مئات المستوطنين المتطرفين تحت حماية قوات الاحتلال ضمن ما يسمونه (الذكرى الخمسين لتوحيد القدس)، وهي اللافتة السوداء التي يحاول الاحتلال رفعها فوق ذكرى احتلال القدس الأليمة في عام سبعة وستين المشؤوم".
وأدانت كافة الإجراءات الإسرائيلية ضد مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، معتبرة أن إسرائيل "لا تستطيع إخفاء ما اقترفته وتقترفه من خلال إطلاقها وصف (الاحتفال) على وقائع جريمة الاحتلال السوداء".
وشددت الحكومة، على أن الشعب الفلسطيني وقيادته "متمسكون بكفاحهم ونضالهم حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكرت مصادر فلسطينية في وقت سابق اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن مئات المستوطنين الإسرائيليين "اقتحموا" ساحات المسجد الأقصى شرق مدينة القدس من باب المغاربة وبحراسات معززة من الشرطة الإسرائيلية الخاصة.
وقالت المصادر، إن المستوطنين "قاموا بجولات استفزازية داخل باحات المسجد، فيما تصدى حراسه والمرابطين فيه لهم ما أدى لاندلاع مواجهات بالأيدي أسفرت عن إصابة عدد من المرابطين واعتقال عدد آخر".
وأضافت المصادر، أن "اقتحام" المستوطنين جاء استجابة لدعوات ائتلاف ما يسمى "منظمات الهيكل"، بمناسبة الاحتفالات بالذكرى 50 لاحتلال الشطر الشرقي من القدس، بما فيها المسجد الأقصى المبارك.
ومن المقرر أن ينظم المستوطنون في وقت لاحق اليوم (مسيرة الأعلام) في القدس والتي يرفعون فيها أعلام إسرائيل ويطوفون بها حول أبواب البلدة القديمة بمناسبة الاحتفالات التي تطلقون عليها يوم (توحيد القدس).
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن رفع الأعلام الإسرائيلية وانزال الأعلام الفلسطينية لن يخلق واقعا مختلفا ولن يغطي على حقيقة احتلال اسرائيل للمدينة المقدسة.
وقالت الخارجية في بيان صحفي لها، إن "الاحتلال الإسرائيلي واهم إذا اعتقد أن إنزال بضعة آلاف من الحاقدين المستوطنين الى شوارع القدس الشرقية المحتلة، بدعم وحماية المئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية قد يرهب شعبنا في القدس".
ورأت الوزارة، أن الموقف الدولي لم يرتق حتى الآن الى المستوى المطلوب، خاصة في مجال حماية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مؤكدة أن "عدم محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي بات يشجعها على مواصلة التمسك بالاحتلال والاستيطان وتهويد الأرض الفلسطينية".
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.