بكين/شانغهاى 24 مايو 2017 / عقدت الدورة الأولى لمنتدى التعاون العربي الصيني لنظام بيدو للملاحة بالأقمار الصناعية في مدينة شانغهاي اليوم )الأربعاء(، بحضور أكثر من 80 ممثلا من دول جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية بالإضافة إلى أكثر من 200 شخصية من القطاعات الحكومية الصينية المعنية والمؤسسات البحثية والشركات لإجراء مناقشات حول إمكانات وآفاق التعاون في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية بين الصين والدول العربية من خلال التركيز على المؤتمرات والمعارض والتدريبات والتبادلات وغيرها.
وأقيم المنتدى تحت رعاية الأمانة العامة الصينية لمنتدى التعاون الصيني العربي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمكتب الصيني للملاحة بالأقمار الصناعية والمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات . وفي الواقع، "بيدو" هو الاسم الصيني الذي يطلق على مجموعة الدب الأكبر.
وقال تشانغ مينغ نائب وزير الخارجية في كلمة ألقاها خلال افتتاح المنتدى إن عقد الدورة الأولى لمنتدى التعاون العربي الصيني لنظام بيدو يعد خطوة هامة لتنفيذ نتائج زيارة الرئيس شي جين بينغ للجامعة العربية في يناير الماضي ومعلما مهما في مسيرة بناء آلية منتدى التعاون الصيني العربي.
وذكر تشانغ أن منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي اختتم قبل أيام طرح خطوات التعاون الهامة لتحقيق التواصل والترابط، مشيرا إلى إن نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية بصفته ركيزة أساسية للتواصل والترابط يحمل إمكانات كامنة ضخمة لدفع التعاون الصيني العربي في مجالات المواصلات والاتصال والخدمات اللوجستية،وبإمكانه أن يخلق نقاطا مضيئة جديدة في التعاون البراغماتي بين الجانبين.
ومن جانبه، أشاد عبد الله بن صالح السعدي رئيس مجلس السفراء العرب لدى الصين وسفير سلطنة عمان بانعقاد منتدى التعاون العربي الصيني لنظام بيدو، قائلا إن التعاون بين الصين والدول العربية في مجال التكنولوجيا ذو معنى مهم، خاصة في ظل البناء الصيني العربي المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، وهذا المنتدى سيعود بالنفع على الدول العربية، متمنيا تكثيف التعاون الصيني العربي في مجال الملاحة والتكامل والتنافع فيما بينهما ودفع العلاقات بين الجانبين قدما.
إن نظام بيدو للملاحة بالأقمار الصناعية نظام عالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية تقوم الصين ببنائه وتشغيله بشكل مستقل وهو يتوافق ويتكامل مع الأنظمة الأخرى في العالم. ويجرى تطبيقه على نطاق واسع في مجالات المواصلات والنقل والصيد والرصد الهيدرولوجي والمسح الأساسي ومكافحة الكوارث والبحث والإنقاذ في حالات الطوارئ. ويتمتع نظام بيدو بمزايا تكنولوجية فريدة، إذ إنه يحسن ويطور نظام الملاحة الصيني السابق بالأقمار الصناعية ويتيح المزيد من الخيارات لجميع الدول ويعد ضمانا واعدا.
وأرسلت الصين بالفعل 22 قمرا صناعيا لنظام بيدو إلى الفضاء ومن المقرر أن تطلق ما يتراوح بين 6 و8 أقمار صناعية في عام 2017 لتقدم خدمات أساسية للدول والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق، بما فيها الدول العربية بحلول عام 2018 وتستطيع الصين في هذا الصدد تقديم خدمة عالمية بحلول عام 2020.
لقد عرف كل من القدماء الصينيين والعرب علم الفلك وحساب الوقت والأعراف والتقاليد الذي يهتدي بها عامة الناس. ولا شك أن نظام بيدو يعد شاهدا على التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية. وانعقاد الدورة الأولى لمنتدى بيدو لأمر يرمز إلى فتح نافذة جديدة أمام التواصل والتعاون الجماعي بين الصين والدول العربية في مجال جديد. وفي الوقت الراهن، بدأ الجانب الصيني التعاون مع كل من السعودية والجزائر ومصر وتونس في هذا المجال، وأحرزت في هذا السياق الكثير من الإنجازات.
وخلال المنتدى، تم توقيع "بيان الدورة الأولى لمنتدى التعاون العربي الصيني لنظام بيدو للملاحة الفضائية" و"الاتفاقية الصينية العربية لإنشاء مركز التميز لتكنولوجيا بيدو"، وهو ما يدلل على ما حققه التعاون الصيني العربي من تقدم هام في مجال الملاحة بالأقمار الصناعية.
وحدد البيان اتجاه التعاون في مجال نظام الملاحة بالاقمار الصناعية ووفر ضمانا سياسيا وخططا وبرامج للتعاون المثمر الذي سيفضي إلى دينامية جديدة للتعاون الصيني العربي في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
وأكد الجانبان الصيني والعربي في البيان على تعزيز التعاون والتواصل في مجال الملاحة بالأقمار الصناعية فيما بينهما، لكي يُطبق نظام بيدو في الدول العربية ويخدم تنميتها الاقتصادية والاجتماعية .
كما اتفق الجانبان على العمل بشكل مشترك على دفع تطبيق التعاون في المشروعات الكبرى على أساس التعاون القائم وحسب متطلبات الجانب العربي وفي المجالات التي تمثل أولوية لتنميته،وبحث التكنولوجيات والحلول لتطبيق الملاحة بالأقمار الصناعية في مجالات النقل الذكي ومسح الأراضي والزراعة الدقيقة والأمن العام لرفع مستوى الملاحة بالأقمار الصناعية في البلدان العربية.
ومن المقرر تشغيل مركز التميز الذي سيتم إنشاؤه في تونس في نوفمبر من العام الجاري، وتشمل أنشطة المركز عرض تطبيق نظام بيدو للملاحة بالأقمار الصناعية في الدول العربية وتنفيذ المشاريع التدريبية والبحثية. وسيكون المركز منفتحا على جميع الدول العربية.
إن شجرة التعاون التكنولوجي بين الصين والدول العربية طرحت بالفعل ثمارا يانعة، إذ افتتح رسميا المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا وتم التوقيع على اتفاقيات لإنشاء فروع له في عدة دول عربية كما وقع الجانب الصيني مع جامعة الدول العربية اتفاقية إنشاء مركز التدريب الصيني العربي لاستخدام الطاقة النظيفة وتوصل الجانبان إلى اتفاق حول إنشاء مركزالتدريب الصيني العربي للاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وسيغدو المنتدى آلية طويلة المدى للتعاون في الملاحة بالأقمار الصناعية حيث من المقرر أن تعقد الدورة الثانية للمنتدى عام 2019.