مقالة : أول سفينة شحن فضائي صينية تعزز اقتراب تحقيق الحلم الصيني

ونتشانغ 21 ابريل 2017 /أطلقت الصين يوم الخميس أول مركبة شحن فضائية تابعة لها وهي "تيانتشو-1" إلى الفضاء، في خطوة حاسمة نحو بناء البلاد لمحطة فضائية بحدود العام 2022.

وتم إطلاق "تيانتشو-1" محمولة على متن الصاروخ الحامل "لونغ مارش-7 واي 2" من مركز ونتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية في مقاطعة هاينان بجنوبي الصين في مساء يوم الخميس.

وستقوم المركبة الفضائية خلال وجودها في الفضاء بالالتحام مع المسبار الفضائي "تيانقونغ-2" في المدار، لتزوده بالوقود اللازم وبعض الإمدادات الأخرى، فضلا عن قيامها بتجارب فضائية قبل هبوطها عائدة نحو الأرض .

وتهدف الصين لبناء محطة فضائية دائمة يتوقع أن تبقى في الفضاء لعشر سنوات على الأقل، ولذلك فإن رحلة سفينة الشحن الفضائية هذه تعتبر شديدة الأهمية نظرا لدورها كمساعد للحفاظ على المحطة الفضائية.

ومن دون نظام نقل فضائي للمواد اللازمة ، ستنفد الطاقة والاحتياجات الأساسية من المحطة الفضائية، الأمر الذي سيسبب عودتها إلى الأرض قبل الموعد المقرر.

أما في حال تكللت مهمة "تيانتشو-1" بالنجاح، فستصبح الصين ثالث دولة في العالم إلى جانب كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية التي تتمكن من امتلاك تقنيات إعادة التزود بالوقود في الفضاء.

وحول هذا الأمر قال باي مينغ شنغ كبير مصممي سفينة الشحن الفضائية المذكورة: "إن مهمة تيانتشو-1 تتضمن اختراقا في إعادة التزود بالوقود في الفضاء وتكنولوجيات أخرى أساسية لبناء محطة الفضاء، الأمر الذي يعتبر أساسيا لضمان تشغيل عمليات المحطة الفضائية مستقبلا ".

ويبلغ طول سفينة الشحن الفضائية "تيانتشو-1" 10.6 مترا، وبقطر أقصى يبلغ 3.35 متر، فيما يبلغ وزنها الأقصى عند الإقلاع 13.5 طن، وهي قادرة على حمل أكثر من ستة أطنان من الإمدادات.

وتعتبر "تيانتشو-1" أكبر وأثقل من " تيانقونغ-2" التي يبلغ طولها 10.4 متر، وبقطر أقصى يبلغ 3.35 متر، وتزن 8.6 طن.

وقال باي إن وزن الامدادات المنقولة على متن سفينة الشحن الفضائية يبلغ تقريبا نفس وزن السفينة ، ما يجعلها تتجاوز القدرة التحميلية لسفن الشحن الفضائية الروسية قيد الخدمة حاليا.

وأضاف باي أن من المقرر أن تلتحم "تيانتشو-1" مع "تيانغونغ-2" ثلاث مرات، حيث سيقوم مهندسو الفضاء بعد الالتحام الأول بتجربة قدرة المراقبة والسيطرة لسفينة الشحن الفضائية على المركبة الفضائية الأخرى .

أما الالتحام الثاني، فسيتم من خلال اتجاه مختلف، ويهدف لتجربة قدرة سفينة الشحن على الالتحام مع المحطة الفضائية في المستقبل من عدم اتجاهات مختلفة .

أما الالتحام الأخير، ستستخدم "تيانتشو-1" تكنولوجيا التحام سريع، حيث كانت المركبات الفضائية الصينية في السابق تستغرق يومين لإتمام عملية الإلتحام ، بينما ستساعد تكنولوجيا الإلتحام السريع على إتمام العملية في غضون ست ساعات ، بحسب باي.

أما عملية إعادة التزود بالوقود خلال الإلتحام ، فهي عملية يعتبر أكثر تعقيدا بكثير من عملية إعادة التزود بالوقود للمركبات على الأرض ، حيث ستتطلب العملية 29 خطوة، وتستغرق عدة أيام كل مرة.

وستوفر "تيانتشو-1" لثلاثة رواد فضاء إمكانية البقاء في المحطة الفضائية المستقبلية لـ 180 يوما.