بكين 12 أبريل 2017 / مضت أربعون عاما على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن ،حيث حصد البلدان ثمارا وافرة للعلاقات الثنائية بفضل حرصهما على تعزيز التواصل وتبادل الدعم في عملية الحفاظ على سيادتهما واستقلالهما وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهما.
وخلال زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الصين في عام 2015، اتفق الجانبان على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى الشراكة الإستراتيجية بما يعني المزيد من تعميق التعاون الثنائي خاصة فيما يخص عملية بناء الحزام والطريق.
وشهدت الصين والأردن نموا متسارعا في العلاقات الاقتصادية والتجارية بالسنوات الأخيرة، إذ أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري وأكبر مصدر لواردات الأردن. ووصلت قيمة التجارة الثنائية إلى 3.17 مليار دولار أمريكي في العام 2016، بما يمثل 75 ضعفا عن مستوى عام 1980.
كما حقق الجانبان تقدما بارزا في التعاون الثنائي في مجال الطاقة، خاصة بعد الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي انعقد في العاصمة الصينية بكين في يونيو 2014، حيث دعا الرئيس شي جين بينغ خلال الاجتماع كلا من الصين والدول العربية إلى تشكيل معادلة تعاون "1 + 2 + 3"، المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة كمحور رئيسي ومجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار كجناحين و3 مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق.
الجدير بالذكر أن الصين والدول العربية تعمل على تطوير علاقات التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة من خلال تعميق التعاون في سلسلة صناعة النفط والغاز الطبيعي بأكملها والحفاظ على سلامة قنوات نقل الطاقة.
وبهذا الصدد، يرى السفير الصيني لدى الأردن بان وي فانغ أن الوضع المستقر في الأردن يساعد في جذب عدد كبير من المؤسسات الصينية للاستطلاع والقيام بالاستثمار في الأردن في إطار مبادرة الحزام والطريق، لافتا إلى أنه تم مؤخرا الغلق المالي لشركة عطارات للطاقة التي أقيمت باستثمار وتمويل صيني بقيمة 1.6 مليار دولار أمريكي لتوليد الكهرباء بواسطة الحرق المباشر للصخر الزيتي. بينما أكد السفير بأن هذا المشروع هو الأكبر من حيث الإستثمار والتمويل والإنشاء الصيني في الأردن ، وسوف يقدم دعما لنمو العلاقات الثنائية ويصبح نموذجا لتعاون الاقتصاد والتجارة بين الجانبين في المستقبل.
من المتوقع أن ينجز بناء مشروع عطارات ويبدأ تشغيله عام 2020، وسيولد 3.7 مليار كيلووات من الكهرباء سنويا، مما يساعد الأردن على استغلال موارده الطبيعية والحد بشكل كبير من اعتماده على مصادر الطاقة المستوردة، إضافة إلى توفير الآلاف من فرص العمل للمحليين.
من الجانب الأردني ، كشف رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي في كلمته خلال افتتاح القمة الأردنية الدولية الثالثة للطاقة مؤخرا، عن الإستراتيجية الأردنية الشاملة لقطاع الطاقة لفترة 2015-2025، والتي تهدف إلى زيادة مساهمة مصادر الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي من خلال زيادة استغلال مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء واستغلال الصخر الزيتي، وإدخال الطاقة النووية كبديل لتوليد الكهرباء.
في الوقت نفسه، ذكر وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني الدكتور إبراهيم سيف، عن أن جهود بلاده خلال الفترة الماضية أثمرت عن تطوير ما مجموعه 1500 ميغاوات من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبحجم استثمار تجاوز 2 مليار دولار، مقدرا أن تصل مساهمة الطاقة المتجددة في خليط الطاقة الكلي إلى حوالي 20 بالمائة من حجم الطاقة الكهربائية المولدة في الأردن بحلول عام 2020.
ويمكن الإدراك بكل وضوح أن الصين والأردن أمامهما مستقبل واعد في التعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والطاقة في إطار بناء مبادرة الحزام والطريق. وفي هذا الشأن، دعا السفير بان وي فانغ إلى اغتنام فرصة الذكرى الأربعين لتأسيس العلاقات الثنائية لمزيد من تعميق التعاون الودي والبرجماتي في شتى المجالات بشكل شامل.