تحليل إخباري: زيارة السيسي إلى واشنطن تعزز العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة

القاهرة 4 أبريل 2017 / رأى محللون مصريون اليوم (الثلاثاء)، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية إلى واشنطن سوف تعزز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، بعد فترة جمود شهدتها في عهد الإدارة الأمريكية السابقة.

وبدأ الرئيس السيسي السبت الماضي زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكي، حيث التقى أمس الاثنين نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بينما التقى اليوم وزير الخارجية الامريكي، ورئيس مجلس النواب بول رايانريس.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور اكرام بدرالدين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة السيسي " سوف تدفع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى افاق أكثر رحابة"، لاسيما بعد أن شهدت هذه العلاقات " فترة جمود في عهد الرئيس السابق باراك أوباما".

وأضاف بدرالدين لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الزيارة تؤكد " العلاقات الاستراتيجية" بين البلدين، وتوقع أن يكون للقاء السيسي وترامب " تأثيره الايجابي في المستقبل القريب سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية".

وأشار إلى أن هناك "تفاهما كبيرا" بين السيسي وترامب، و " تشابها كبيرا في رؤية البلدين للعديد من الملفات".

وأوضح أن " هذه الزيارة سوف تعزز التعاون الاقتصادي وهو أمر مفيد للطرفين وليس مصر فقط، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد مكافحة الإرهاب، ومصر من أكبر الدول محاربة للارهاب، ومكافحة الارهاب ليست عسكريا فقط انما أيضا من خلال التنمية وتحسين الاقتصاد".

وحول امكانية ان تسهم زيارة السيسي في صياغة السياسة الخارجية الامريكية تجاه الشرق الأوسط لاسيما انها مازالت في طور التشكيل، قال إن " مصر لها ثقل وتأثير كبير في المنطقة، واستقرارها ينعكس ايجابا على المنطقة ككل، وزيارة السيسي سوف تجعل ترامب يتفهم بشكل مباشر وجهة النظر المصرية حول قضايا المنطقة".

وتوقع بدرالدين حدوث "توافقات" بين السيسي وترامب حول العديد من الملفات مثل المساعدات الخارجية والتعاون الاقتصادي ومواجهة الارهاب، و" تقليص الخلافات" حول القضية الفلسطينية.

من جانبه، قال اللواء محمد غباشي مساعد رئيس حزب (حماة الوطن)، إن هناك " توافقا شخصيا" بين السيسي ونظيره الامريكي دونالد ترامب، مدللا على ذلك بقول الرئيس المصري إنه راهن قبل الانتخابات الأمريكية على ترامب الذي يملك شخصية متفردة.

وأردف غباشي إن مصر، نتيجة فتور علاقاتها مع واشنطن في عهد أوباما الذي اتبع سياسة خاطئة، سعت إلى تنامي العلاقات مع روسيا، وهذا يقلل من مساحة التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط وفي مصر على وجه الخصوص.

"ترامب أراد أن يعود بقوة إلى علاقات طيبة مع مصر، التي لها دور كبير وحيوي على المستوى الإقليمي"، أضاف غباشي.

وزاد " ترامب يريد أن يعود بقوة للمنطقة العربية بعد فشل إدارة أوباما في كل الملفات العربية، ومصر هي نقطة الارتكاز القوية في المنطقة".

وعن استئناف المساعدات العسكرية الامريكية لمصر، قال إن هذه المساعدات التي تقدر بحوالي 1.3 مليار دولار تم النص عليها في اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع اسرائيل، وتمثل حاليا مع المساعدات الاقتصادية رقما ضئيلا جدا ومتواضعا.

وتوقع غباشي استئناف هذه المساعدات بشكل كامل، بل وحدوث " زيادة كبيرة في التعاون العسكري والاقتصادي لأن إدارة ترامب تعي تماما أن الدعم العسكري لمصر يعود بفائدة مباشرة على الأمن والسلم الدوليين بما فيه أمن وسلم أمريكا ومصالحها في الشرق الأوسط".

أما الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، فرأى أن الولايات المتحدة " ترغب في فتح خطوط اتصال جديدة مع مصر بعد تجميد العلاقات في عهد أوباما".

وقال إن لقاء السيسي وترامب يأتى " لتأكيد أهمية العلاقات بين الطرفين"، لاسيما أنها أول زيارة لرئيس مصري منذ عام 2004.

وأوضح أن " أهم نقطة هو أن واشنطن ترى أن التمدد الروسي في منطقة الشرق الأوسط أصبح إلى حد كبير جدا خطرا على مصالح الولايات المتحدة، وأنه من الأهمية أن تضمن وقوف مصر بجوارها بدلا من ذهابها إلى روسيا".

وأشار إلى " توافق في العلاقات" مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هذا الامر لا يمتد للملفات الاقليمية والدولية التي تشكل " مشكلة كبيرة".