ولينغتون 27 مارس 2017 / قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إنه يأمل أن تعمق زيارته الجارية لنيوزيلندا الصداقة الثنائية والتعاون متبادل النفع ويعمل البلدان معا لخلق مستقبل أكثر إشراقا لعلاقاتهما.
أكد لي، الذي بدأ يوم الأحد زيارة تستغرق 4 أيام لنيوزيلندا، ذلك في مقالة له نشرت اليوم (الاثنين) في صحيفة ((ذا نيوزيلند هيرالد)) المحلية.
وأشاد لي في المقالة بالجهود "المضنية" التي بذلتها الصين ونيوزيلندا لتطوير العلاقات والتعاون الثنائيين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 45 عاما.
وقال "معا، حافظنا على الارتقاء لمستويات جديدة وسجلنا أرقاما جديدة في علاقات الصين مع الدول الغربية المتقدمة".
وأشار لي إلى قائمة من التعاون "الرائد" بين البلدين، موضحا أن نيوزيلندا كانت أول دولة غربية متقدمة تكمل المفاوضات الثنائية بشأن انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية، وأول دولة تعترف بوضعية اقتصاد السوق الكامل للصين، وأول دولة توقع وتنفذ اتفاقية ثنائية للتجارة الحرة مع الصين.
وكانت نيوزيلندا أيضا أول دولة غربية متقدمة تنضم إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي بادرت الصين بإنشائه كعضو مؤسس، وأول دولة تقيم أسبوعا للغة الصينية بعموم البلاد، وفقا لقوله.
وللعام الرابع على التوالي، تعد الصين أكبر شريك تجاري لنيوزيلندا، وأكبر مصدر للطلبة الأجانب، وثاني أكبر مصدر للسياح بالنسبة لها. وكل أسبوع، تعبر نحو 50 رحلة مباشرة عبر الباسيفيك بين البلدين، وفقا لقوله.
وفي الوقت الذي وصلت فيه العلاقات والتعاون بين الصين ونيوزيلندا إلى مستويات غير مسبوقة وأصبحت مصالحهما أكثر تشابكا من أي وقت مضى، حث رئيس مجلس الدولة الصيني البلدين على فعل المزيد.
وقال "إننا بحاجة إلى استغلال القوة النسبية لدينا بالكامل، وإطلاق العنان لإمكاناتنا من أجل التنمية المشتركة من خلال دمج استراتيجياتنا التنموية".
واقترح لي على الجانبين تجاوز "العلاقة التجارية المستقرة إلى حد ما في المنتجات الزراعية" وتعزيز التعاون القائم على التكنولوجيا العالية والقيمة المضافة العالية والسلسلة الصناعية الكاملة.
وحث أيضا الجانبين على استكشاف مجالات جديدة مثل التجارة الإلكترونية والمستحضرات الصيدلانية والحفاظ على الطاقة وحماية البيئة وتطوير البنية التحتية من أجل توفير مجالات جديدة للنمو في التعاون الثنائي.
وبخصوص التجارة الثنائية، قال لي إنها ازدادت حوالي ثلاثة أضعاف تقريبا في السنوات الثماني الماضية منذ دخول اتفاق التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ، الأمر الذي عاد بمنافع حقيقية على الشعبين.
وعلى الرغم من عجزها التجاري مع نيوزيلندا، قال رئيس مجلس الدولة إن الصين ستظل ملتزمة باغتنام فرصة مفاوضات تحديث اتفاق التجارة الحرة لتسهيل انفتاح سوقي البلدين على بعضهما البعض بشكل أكبر.
وقال لي "إننا على استعداد لاستيراد المزيد من السلع التنافسية وعالية الجودة من نيوزيلندا، لإتاحة المزيد من الخيارات أمام المستهلكين الصينيين وتعزيز القدرات التنافسية للشركات الصينية".
وأضاف أن الإعلان في أواخر العام الماضي عن إطلاق مفاوضات تحديث اتفاق التجارة الحرة الثنائي "يبعث بإشارة دعم إيجابية لتحرير التجارة وتسهيل الاستثمار ولاسيما في سياق الانتعاش الاقتصادي العالمي الضعيف وتصاعد الحمائية وردود الفعل القوية ضد العولمة".
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني" لدينا كل مبرر للاعتقاد بأن العولمة ستواصل المضي قدما بالرغم من انتكاساتها، مثل تماما الإنسان الذي لا يجب أن يتوقف عن تناول الطعام خوفا من الاختناق. والباب الذي كان مفتوحا ذات مرة لا يجب أن يغلق".
علاوة على ذلك، قال لي إن الصين ونيوزيلندا استطاعتا تجاوز الاختلافات في الظروف الوطنية ومراحل التنمية والثقافة والتقاليد لتحقيق النتائج المربحة للجانبين على أساس الاحترام المتبادل والمساواة.
وأكد أن "الحضارة الصينية تقدر الانفتاح والشمولية وتشتهر نيوزيلندا بديناميكيتها الثقافية المتعددة"، داعيا البلدين إلى الدعوة بشكل مشترك إلى تنوع حضارات العالم وإضافة المزيد لتعزيز الألوان الثقافية ورونقها.
وقال "إننا بحاجة إلى الحفاظ على السلام العالمي والاستقرار الإقليمي بشكل مشترك، وتعزيز العولمة الاقتصادية، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، وتقديم المزيد من المساهمات من أجل تنمية وازدهار منطقتنا والعالم".
وأتم رئيس مجلس الدولة الصيني مقالته قائلا " إنني على ثقة بأن جهودنا المشتركة للارتقاء إلى مستويات جديدة سوف تخلق مستقبلا أكثر إشراقا للعلاقات الصينية-النيوزيلندية وتجعل عالمنا أكثر روعة".