بكين 27 مارس 2017 / أعلن نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ أنه سيتم فتح مركز الدراسات الصينية العربية للإصلاح والتنمية في غضون 2017، مؤكدا على نية الصين زيادة تبادل الخبرات مع الدول العربية بشأن الحكم والإدارة.
وأدلى المسؤول بذلك أثناء حضوره الأعمال الاحتفالية المقامة في بكين مؤخرا الخاص بالذكرى الـ72 لتأسيس جامعة الدول العربية.
وأشار تشانغ مينغ إلى حرص الصين على تعزيز التعاون مع الجانب العربي في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، منوها بأن المنتدى قد أصبح آلية مهمة لتعزيز التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية.
وفي هذا الصدد، قال تشانغ إنه سيتم في العام الجاري عقد الدورة الـ14 لاجتماع كبار المسؤولين والدورة الثالثة للحوار السياسي والإستراتيجي على مستوى كبار المسؤلين في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.
ولا ريب أن العام الجاري سيشهد نشاط كبيرا في التبادل بين الصين والدول العربية باستمرار حيث ستقام الدورة الأولى لمنتدى التعاون الصيني العربي لنظام بيدو للملاحة الفضائية وكذلك ندوة الحوار بين الحضارتين واجتماع المائدة المستديرة لاقتلاع التطرف وغيرها من الفعاليات، بحسب تشانغ مينغ.
وقال تشانغ إن الصين على استعداد للعمل مع الدول العربية على دعوة الحوار بين الحضارات، وتشجيع مختلف الدول والأعراق على استكشاف طرق تنموية تتماشي مع تاريخها وتقاليدها وثقافتها وظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة.
وعلى الجانب الأخرى ، أشاد تشانغ بالدور البارز لجامعة الدول العربية مشيرا إلى أن الجامعة تعمل منذ زمان على تكثيف العلاقات بين الدول الأعضاء وتنسيق نشاطاتها السياسية والدفاع عن استقلال الدول العربية وسيادتها وتدعيم مصلحتها الجماعية. وقد أصبحت الجامعة رمزا لمساعي الدول العربية إلى تعزيز الوحدة والتضامن.
وأكد أن الجانب الصيني يعبر عن تقديره العالي لدور مهم لجامعة الدول العربية في تدعيم السلام في الشرق الأوسط .
واستطرد قائلا : "على مدى أكثر من 60 سنة منذ إقامة العلاقات بين الصين وجامعة الدول العربية في عام 1956، ظلت الصين والدول العربية يتبادلون الدعم والمساعدة وأصبحوا من أعز الأصدقاء والشركاء والإخوة لبعضهم البعض".
وأشار إلى اهتمام الصين بتطوير العلاقات مع الجانب العربي حيث أصدرت أول وثيقة خاصة تجاه الدول العربية في العام الماضي.
وتابع تشانغ أنه تم تأسيس علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة على "التعاون الشامل والتنمية المشتركة" بين الصين والدول العربية بينما أقامت الصين علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة أو علاقات الشراكة الإستراتيجية مع 9 دول عربية.
وبات من الواضح أن الرئيس الصيني شي جينغ بينغ يولي اهتماما بالغا بشأن دفع العلاقات الصينية العربية. ففي عام 2014، طرح الرئيس شي معادلة التعاون الصيني العربي "1+2 +3". وتستكمل هذه المعادلة الطموحة باستمرار حسبما قال تشانغ.
وذكر تشانغ أن في يناير من العام الماضي، قام الرئيس شي بزيارة تاريخية للشرق الأوسط وألقى كلمة مهمة في مقر جامعة الدول العربية، الأمر الذي حدد اتجاه تطور العلاقات الصينية العربية.
وأشار إلى الفضاء الرحب للتعاون الصيني العربي في بناء الحزام والطريق في ظل تقدم عملية التشارك في بناء الحزام والطريق بخطوات مُطَّرِدة، حيث قد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية ككل. بينما يتمتع الجانبان بالتواصل الثقافي والإنساني المتوفر والمتنوع . فعلى سبيل المثال، يتبادل أكثر من ألف مثقف وفنان صيني عربي الزيارات كل سنة.
وأكد أنه يمكن للجانبين مواصلة التكامل بين الاستراتيجيات التنموية في إطار التشارك في بناء الحزام والطريق، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة والجديدة.
وتابع إننا نحرص على تعزيز التعاون مع الدول العربية في مجالات الترابط والتواصل والصناعة بما يساعد دول المنطقة على المشاركة في عملية العولمة بشكل أفضل والحصول على الفوائد منها.
وفي سياق آخر، دعا المسؤول إلى تعزيز التعاون الصيني العربي في مواجهة عوامل عدم اليقين في الأوضاع الدولية والإقليمية. وقال إنه يجب على الجانبين الصيني والعربي تكثيف التنسيق والتمسك بالمبادئ الأساسية للتعامل مع شؤون الشرق الأوسط بما فيها: مبدأ احترام السيادة والاستقلال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية؛ وتسوية الخلاقات عبر الحوار السياسي وتخفيف حدة التوتر للقضايا الساخنة، ورفض ربط الإرها ب بدين أو عرق بعينه.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد نائب وزير الخارجية الصيني على دعم الجانب الصيني إقامة دولة فلسطين ذات سيادة كاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى أن الالتزام بحل الدولتين أصبح أكثر الحاحا خاصة في ظل الظروف الراهنة.