الخرطوم 22 مارس 2017 /فى اليوم العالمى للمياه والذى يصادف يوم 22 مارس من كل عام، رسمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) صورة قاتمة للأمن المائى فى السودان.
وقالت اليونيسيف، فى تقرير لها اليوم (الاربعاء) "في السودان، تتوفر مياه الشرب المحسنة لنحو 68 في المائة فقط من الأسر، مع ملاحظة وجود فوارق بين سكان المناطق الريفية والحصرية بنسبة 64 و78 في المائة على التوالي".
وأضافت "هنالك أيضا فروقات بين الولايات إذ يحصل ثلث عدد الأسر على المياه المأمونة في ولايات البحر الأحمر والنيل الأبيض والقضارف مقارنة بنسبة 90 في المائة في ولايتي الخرطوم والشمالية".
وارجعت اليونيسيف الأسباب الرئيسية لتدني الأداء في بعض الولايات لعدم توفر الموارد، وضعف الإدارة، ومحدودية المشاركة المجتمعية.
وأوضحت ان 13 مليون شخص فى السودان يستخدمون موارد مياه الشرب غير المحسنة ، وأن 32 بالمائة من جملة السكان يشربون المياه الملوثة من مصادر غير محسنة ، وقالت "غالبية هذه الموارد هي أساسا مياه سطحية مع وجود بعض المياه الجوفية".
وأضافت "تساهم المصادر الثانوية للتلوث البكتيري والكيمائي في التردي الخطير لجودة مصادر المياه ، وتأتي هذه أساسا من النفايات الصناعية والنفايات المنزلية والتجارية".
وقال عبد الله فاضل ممثل اليونيسيف فى السودان،وفقا للتقرير" بالنسبة للأطفال، عدم الحصول على المياه المأمونة قد يشكل أمرا كارثيا".
وأضاف "تشمل الأسباب الرئيسية لسوء التغذية ووفيات الأطفال الإسهالات المرتبطة بمياه الشرب غير المأمونة، وفقر الصرف الصحي والإصحاح".
وتابع "نظرا لأنه تتوفر مياه الشرب المحسنة لنحو 68 في المائة فقط من الأسر ، يتطلب ذلك الوضع زيادة كبيرة في الإستثمار والإلتزام السياسي من جانب الحكومة والمانحين والقطاع الخاص للتمكن من تحقيق هدف الإتاحة الشاملة والمنصفة لمياه الشرب المأمونة وميسورة التكلفة للجميع".
وأشار التقرير إلى الجهود التى بذلتها اليونيسيف مع الحكومة والشركاء الرئيسيين الآخرين لدعم زيادة الإتاحة لإمدادات مياه الشرب المحسنة للمجتمعات المحلية ومعسكرات النازحين، والمدارس، بتركيز خاص على النساء والأطفال.
وقال التقرير "بنهاية عام 2016، أفلح اليونيسف والشركاء في تقديم امدادات المياه المنقذة للحياة لأكثر من مليوني شخص في مناطق الأزمات والمناطق التي تفتقر للخدمات بما في ذلك النازحين، ولاجئي جنوب السودان، والسكان المتأثرين أو المعرضين لمخاطر الإسهالات المائية الحادة من خلال تشغيل، وصيانة مصادر المياه وإضافة الكلورين لها، وذلك على مستوى المجتمعات المحلية والأسر".
ولم يتسن الحصول على تعليق من هيئة المياه بالسودان ، وهى الجهة الحكومية المسؤولة عن توفير خدمات المياه.
وفى وقت سابق انتقدت مديرة منظمة المبادرة السودانية للبيئة حنان مدثر، الوضع المائى فى السودان وحذرت من ان تلوث مياه الشرب بالصرف الصحي والمراحيض يؤدي الى الاصابة بامراض الكلى والسرطان.
وبينت ان "السودان يخسر سنويا 490 مليون دولار سنويا بسبب تدهور خدمة مياه الشرب واختلاطه بالصرف الصحي بينما يحتاج الى 240 مليون دولار لتحسين مياه الشرب ومعالجة الصرف الصحي".