تعليق: التعاون هو الخيار الصحيح للعلاقات الصينية-الامريكية

بكين 21 مارس 2017 / يبدو أن العلاقات الصينية -الأمريكية قد وجدت ايقاعا جيدا، مع اختتام وزير الخارجية الامريكى ريكس تيلرسون زيارته للصين.

وفى الوقت الذى قال فيه الرئيس الصينى شي جين بينغ ان بإمكان الصين والولايات المتحدة أن تصبحا "شريكتين تعاونيتين جيدتين" وان "التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد للبلدين"، تعهد تيلرسون بأن الجانب الامريكى سيكون مستعدا لتطوير العلاقات مع الصين على اساس مبادئ عدم التنازع وعدم التواجه، والاحترام المتبادل والتعاون الذى يحقق المنفعة المشتركة.

وتعد إعادة تأكيد تيلرسون على أهمية المبادئ التى اقترحتها الصين فى عام 2013 علامة ايجابية للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة التى يتعين أن يسودها التعاون.

ورغم التصريحات والاجراءات غير اللائقة السابقة من الادارة الامريكية الجديدة، والتى أدت الى اثارة القلق والشكوك حول التزام الولايات المتحدة بسياسة "صين واحدة"، إلا أن الاشياء يبدو وكأنها تعود تدريجيا إلى مسارها.

وفى مكالمة هاتفية يوم 10 فبراير، صرح الرئيس الامريكي دونالد ترامب بأن الحكومة الامريكية ملتزمة بسياسة صين واحدة، على عكس موقفه السابق. كما أرسل إشارة ايجابية حول العلاقات الثنائية.

يذكر أن التفاعلات بين الصين والولايات المتحدة تتجه نحو الامام منذ عام 1972 عندما قام الرئيس الامريكى ريتشارد نيكسون بزيارة تاريخية إلى الصين. وفى العقود الاربعة الأخيرة كان التعاون المسار الاساسي للعلاقات الثنائية رغم التقلبات والمنعطفات.

كما أن تجارة البضائع الثنائية زادت من مليار دولار امريكى فى فترة السبعينات إلى 500 مليار دولار فى عام 2016. وأن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة فى الوقت الذى أصبحت فيه الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري للصين.

وفى الوقت نفسه فإن التجارة والاستثمارات بين الصين والولايات المتحدة ساعدت فى خلق ما يقرب من نحو 2.6 مليون وظيفة فى الولايات المتحدة فى عام 2015 فى مجموعة من الصناعات الامريكية من السيارات ومعدات البناء إلى الزراعة.

كما تم التأكيد على التعاون بين بكين وواشنطن من خلال الجهود المشتركة بشأن تغير المناخ والتعامل مع القضية النووية الايرانية.

وتحققت هذه الانجازات بصعوبة ما يفرض وجوب ان تحظى بالتقدير والتقييم، خاصة فى وقت تواجه فيه منطقة اسيا-الباسيفيك والعالم قضايا شائكة تتطلب التنسيق الوثيق بين الدولتين، مثل الموقف المتوتر فى شبه الجزيرة الكورية.

تجدر الاشارة إلى ان التعاون ساد على المواجهة خلال أربعة عقود، ما أدى إلى تحقيق الازدهار فى البلدين وتحقيق منافع للعالم بوجه عام. فلنأمل فى ظهور المزيد من علامات التفاؤل فى أعقاب زيارة تيلرسون.