بروكسل 10 مارس 2017 /حث رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي على السعي نحو الحفاظ على الوحدة السياسية بعد الخروج البريطاني، حيث ان النقاش حول اوروبا متعددة السرعات يحتد.
وترأس توسك المناقشات التي جرت اليوم (الجمعة) حول مستقبل أووربا مع كافة زعماء الاتحاد الذين اجتمعوا في بروكسل في قمة مدتها لمدة يومين انتهت اليوم، فيما عدا رئيسة الوزراء البريطانية تيزيزا ماي.
وقال توسك خلال مؤتمر صحفي مع رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر اليوم "حينما نناقش السيناريوهات المختلفة المتاحة لأوروبا، فإن هدفنا الرئيسي يتعين ان يكون تعزيز الثقة المتبادلة والوحدة بين الدول ال27."
وأوضح "عقب مناقشات اليوم، أستطيع أن أقول أمام الجميع إن كافة الدول ال27 يتفقون على هذا الهدف. لقد كانت مناقشات مفعمة بالتفاؤل حول مستقبلنا المشترك، وشهدت توجها إيجابيا من كافة الأطراف، دون أي استثناء."
واكتسبت المناقشات حول "أوروبا متعددة السرعات" قوة دافعة عقب نشر الكتاب الابيض للمفوضية الأوروبية، وعقب اجتماع لزعماء أكبر الاقتصادات بالقارة الأوروبية الذين يدعمون فكرة التكامل المتباين بين الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي .
تدعو بعض الدول الأعضاء بالاتحاد، مثل فرنسا وألمانيا وأسبانيا وإيطاليا، إلى أوروبا متعددة السرعات، بحيث يمكن للبعض تعميق تكاملهم أسرع من الاخرين. بيد أن الدول الأعضاء بشرق الكتلة يخشون من أنه ربما يتم استثناؤهم من التكامل الاعمق فى المستقبل، وبالتالي فهم يقفون ضد الفكرة.
وقال توسك "أتفهم أسباب ذلك. البعض يتوقع تغيرات نظامية تؤدي إلى إضعاف الروابط داخل الاتحاد الأوروبي وتعزز دور الدول التى هي على علاقة بالاتحاد. بينما يسعى آخرون نحو أبعاد تكامل جديدة وأعمق، حتى اذا كانت ستنطبق فقط على بعض الدول الأعضاء."
وقال توسك "بيد أنه فى ضوء مصالح جميع الدول الأعضاء ال27 في سياق مفاوضات الخروج البريطاني المقبلة، وكذا في سياق المصالح الاستراتيجية طويلة الأجل للاتحاد ، أحث الجميع على النضال من أجل الحفاظ على الوحدة السياسية بين الدول ال27."
يذكر أن أوروبا ستحتفل في 25 مارس الجاري بالذكرى ال60 على توقيع معاهدة روما، وهو الحدث الذي يمثل بداية عملية التكامل الأوروبي .
وتتطلع الكتلة الى مراجعة رؤيتها خلال قمة روما القادمة، إلا أن الدول الأعضاء منقسمة الآن بشكل كبير بشأن الاتجاه الذي يتعين على الكتلة اتخاذه.