سيدني7 مارس 2017/ خصصت وسائل الإعلام الأسترالية تغطية كبيرة لتقرير عمل الحكومة الصينية الذي ألقاه رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ إلى الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يوم الأحد ، مؤكدة على أن نمو الصين المستدام سوف يصب في مصلحة أستراليا.
ونشرت صحيفة ((أوستراليان فاينانشيال ريفيو))، كبرى الصحف المالية الأسترالية يوم الإثنين تقريرا على صفحتها الأولى، بالإضافة إلى مقالات أخرى تسلط الضوء على اتجاه السياسات التي سوف تتخذها الصين في التنمية الاقتصادية وفي الدفاع الوطني والشؤون الخارجية.
وعلى الصفحة الأولى تحت عنوان "الصين مستمرة على طريق النمو" ، قال كاتبا المقال أنجوس جريج وليزا موراي إن خطة الصين لزيادة الإنفاق على البنية الأساسية سوف تعود بالنفع على شركات التعدين الاسترالية .
وقال الكاتبان "إن تأكيد الصين على أنها ملتزمة بصورة كبيرة بخطة النمو الاقتصادي، وأنها سوف تؤجل أي إصلاحات جذرية من المحتمل أن تؤدي إلى عدم الاستقرار، سوف يراه مصدرو خام الحديد والفحم الاستراليون على أنه خبر جيد".
وفي إحدى المقالات الأخرى بالصحيفة، قال جريج إن تقرير عمل الحكومة الصينية، الذي يركز على "الاستقرار" سوف يضمن استمرار النمو في الصين، بما يدحض التوقعات التي يطلقها البعض بأن ذلك لن يحدث، وبما يقدم هبة للاقتصاد الاسترالي .
وقال جريج إن "هذا يشير إلى أن الانحفاض الحاد في أسعار السلع الذي يتوقعه البعض، ليس من المحتمل أن يتحقق هذا العام".
وأفردت أيضا صحيفة ((ذا أوستراليان)) ، كبرى الصحف القومية في استراليا، مساحة كبيرة للحديث عن تقرير عمل الحكومة الصينية، وقال روان كاليك، مراسل الصحيفة فى الصين إن تقرير العمل يوضح أن الحكومة الصينية "عازمة بقوة على عدم تبني سياسات تحفيزية قوية، ومستمرة في منح الأولوية القصوى لخلق الوظائف".
وأوضحت الصحيفة أيضا استراتيجية الصين التي تهدف إلى القضاء على الشركات "الحية الميتة" التي تتلقى التمويل دون أي أثر إيجابي على الاقتصاد.
ولم تكن وسائل الإعلام وحدها هي التى تفاعلت بشكل إيجابي مع تقرير عمل الحكومة الصينية، حيث أشاد الاقتصاديون الاستراليون أيضا بفوائد استراتيجية الصين خلال العام المقبل.
فقد أوضح البروفيسور جيمس لورينسيسون، نائب مدير معهد العلاقات الاسترالية الصينية بجامعة سيدني، في تصريحاته لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن استمرار استقرار النمو في الصين يعد نبأً عظيما بالنسبة إلى أستراليا.
وقال "في الوقت الذي تزداد فيه الخدمات الاسترالية إلى الصين بنسبة 20 بالمئة في العام، وفي الوقت الذي تنمو فيه الصادرات الزراعية أيضا بشكل جيد، فإن ما ورد بالتقرير يشير إلى استمرار التأثير الإيجابي للنمو الصيني على استراليا".
ويرى لورينسيسون أن الـ 12 شهرا المقبلة سوف تشهد إصلاحا اقتصاديا "كبيرا" في الصين، الأمر الذي لن يؤدي فقط إلى تعزيز الاقتصاد الصيني، وإنما سيؤدي أيضا إلى تعزيز الاقتصاد الاسترالي.
وقال "لذلك، فإذا استمر نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 6.5 بالمئة، وإذا قامت الصين بزيادة الإنفاق على البنية الأساسية، فسوف يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على خام الحديد والفحم من أستراليا، ولذلك فإني أتوقع طلبا صينيا متزايدا بشكل كبير، على صادراتنا، خلال الـ 12 شهرا القادمة ".
وأعرب إيفان لوكاس، محلل السوق فى ال جى، عن ثقته في التأثير الإيجابي الذي توحي به الأرقام الصينية، مشيرا إلى أن التعاملات التجارية حققت زيادة كبيرة في قيمتها.
وقال لوكاس "هذا أمر إيجابي، في ضوء أن نسبة النمو 6.5 بالمئة لا تمثل سوى مجرد بداية، وليست هدفا".
وقال ويي ليي، خبير الاقتصاد الآسيوي ببنك الكومنولث الاسترالي إن الخطط الاستراتيجية للحكومة الصينية سوف تكون لها تأثيراتها الإيجابية عبر العالم.
وتابع "إن تعهد الحكومة الصينية بتسريع الاستثمار في مجال البنية الأساسية واستمرار خفض زيادة القدرة في صناعتي الصلب والفحم، يمثلان مؤشرا إيجابيا بالنسبة لأسعار السلع محليا وعالميا".