القاهرة 5 مارس 2017 /نتغلب على نقص التمويل بافتتاح جزئي للمتحف، ونتوقع افتتاحه بشكل نهائي في عام 2020، هكذا قالت إيناس جعفر نائب المشرف العام على المتحف القومي للحضارة في مصر.
وأوضحت جعفر في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، أن " نقص التمويل أحد أهم أسباب تأخر افتتاح المتحف"، الذي وُضع حجر أساسه في عام 2002.
وافتتح وزير الأثار المصري خالد العناني ومدير عام منظمة اليونسكو ايرينا بوكوفا في منتصف فبراير الماضي، المتحف القومي للحضارة جزئيا، وذلك من خلال افتتاح قاعة تضم معرضا عن الحرف والصناعات المصرية عبر العصور.
ومنذ افتتاحه وحتى 28 فبراير الماضي، زار حوالي 30 ألف شخص المتحف، الذي يقع في منطقة الفسطاط بالقاهرة.
وأضافت جعفر إن المتحف سوف يضم عند افتتاحه النهائي ست قاعات تتحدث عن النيل والكتابة والمعتقدات.
من بين هذه القاعات أيضا، قاعة عرض مركزية يقوم الزائر بجولة فيها لمدة ساعة يتعرف خلالها على الحضارة المصرية بصورة مكثفة، إلى جانب قاعة المومياوات التي ستضم مومياوات ملكية وتحكي عن التحنيط، حسب جعفر.
وتابعت " سوف تتواجد قاعة المومياوات داخل هرم زجاجي يطلق عليه "متحف العاصمة"، الذي سيعتمد في أغلب محتوياته على التكنولوجيا، حيث يضم مجموعة من شاشات العرض التي تعمل باللمس، ويستطيع الزائر من خلالها التعرف على أي مكان أثري في القاهرة، كما سيحكي هذا المتحف أشهر القصص التي مرت على تاريخ مصر".
وحول تكلفة إنشاء المتحف، قالت إيناس جعفر إنه تم الانتهاء من المرحلة الاولى للمتحف بتكلفة 378 مليون جنيه، بينما يجرى العمل حاليا في المرحلة الثانية.
وتشمل المرحلة الثانية للمتحف مبنى الاستقبال، الذي يعد صرحا ثقافيات ضخما وفريدا يضم مسرحا ودار عرض سينمائية بها شاشات عرض ثلاثية الأبعاد وقاعات للمؤتمرات ومنطقة مطاعم ستطل على بحيرة عين الصيرة، وفقا لجعفر.
وأوضحت أن تمويل بناء المتحف مصري، إلا أن منظمة اليونسكو تدعمه بالاجهزة والمعدات وأيضا بالدعم المعنوي من خلال تعريف المتحف لدول العالم، وتدريب العاملين بالمتحف على اعلى مستوى سواء في الداخل والخارج.
ورأت أن الافتتاح النهائي للمتحف سيكون صعبا قبل عام 2020 بسبب مشكلة التمويل، مشيرة إلى أن المتحف سوف يضم عند افتتاحه كليا حوالي 50 ألف قطعة اثرية.
لكنها أشارت إلى إمكانية افتتاح قاعات أخرى للجمهور قبل الافتتاح النهائي، بقولها " لو تم الافتتاح قبل هذا الموعد ( أي عام 2020) فسوف يكون لقاعات محدودة مرتبطة ببعضها، وهذا هو الأفضل".
وسيضم المتحف الذي تبلغ مساحته حوالي 130 ألف متر مربع، معامل مركزية ومخازن يتم فيها تجميع قطع اثرية من أكثر من مكان.
وتوقعت أن يؤدى الافتتاح الجزئي إلى جذب أنظار العالم لأهمية المتحف، ونوهت بأن القاعة التي فتحت أمام الجمهور تضم 400 قطعة اثرية حول الحرف المصرية عبر العصور، وهي حرف النجارة والفخار والنسيج والحلي.
ومن أبرز القطع المعروض في القاعة، فخار "الحافة السوداء"، ومجموعة من الأواني الفخارية ذات طابع واحد، و"العجلة الحربية" التي تظهر براعة المصريين في استخدام الخشب، إلى جانب عرض الحلي الذي وصفته ايناس جعفر بالـ "مميز".
وتبلغ مساحة القاعة ألف متر، وتتكون من طابقين، وبها أربعة شاشات عرض كبيرة، تحكى تطور الحرف المصرية على مر العصور حتى الآن.
وتكلفت القاعة نحو 40 مليون جنيه بتمويل من صندوق "إنقاذ آثار النوبة".
ويمكن للمصري البالغ دخول المتحف بـ 10 جنيهات فقط، بينما يمكن للطالب دخوله بخمسة جنيهات، في حين يمكن للأجنبي البالغ دخوله بـ 60 جنيها، و30 جنيها للطالب الأجنبي.
وعن دلالة إقدام مصر على إنشاء متحف الحضارة بالتزامن مع إنشاء المتحف الكبير، قالت إن مصر تملك متاحف متخصصة مثل المتحف الإسلامي والمتحف القبطي والمتحف المصري، لكن متحف الحضارة يختلف عن كل هذه المتاحف لأنه يحكى قصة الحضارة المصرية منذ البداية، وفكر القدماء المصريين وكيف تمكنوا من الوصول بهذه الحضارة إلى حجمها الكبير، وكيف استمرت هذه الحضارة رغم الحروب الكبيرة التي مرت على مصر.
ويبلغ عدد العاملين في المتحف حوالي 1500 شخص حاليا.