هانوي 3 مارس 2017 / إن آمالا كبيرة معلقة على الصين لتحفيز التجارة العالمية والنمو الاقتصادي في سياق تزايد الشعبوية وتجيش المشاعر المناهضة للعولمة، هكذا قال المحللون.
قوة الصين ضد التغيرات السلبية
وقال دو تيان سام رئيس تحرير مجلة البحوث الصينية التي يصدرها معهد الدراسات الصينية بأكاديمية فيتنام للعلوم الاجتماعية خلال مقابلة أجريت معه مؤخرا إن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة يشير إلى تزايد الشعبوية، ومناهضة العولمة، ومعارضة الهجرة الحرة، والحمائية التجارية".
وباعتباره خبيرا درس الصين لفترة طويلة، ذكر سام أن التنمية الاقتصادية للصين ترتكز على ثلاث دعائم وهي الصادرات والاستثمار والاستهلاك .
وأضاف الخبير أنه "من هذه الدعائم الثلاث، يلعب الاستهلاك دورا كبيرا. فالصينيون يستهلكون سلعا، ما يخلق جاذبية وثقة للمستثمرين وكذا بالنسبة للدول النامية الأخرى".
ورغم الصعوبات التي تواجه الصادرات وتزايد الحمائية، يضمن وجود "قوة شرائية ضخمة" في الصين يضمن لها أن تكون في وضع أفضل عند التعامل مع التحديات مقارنة بالبلدان الأخرى.
وأشار سام إلى أنه إذا ما حافظت الصين على نموها الاقتصادي عند 6.5 و7 في المائة سنويا، فسوق تقدم إسهامات للاقتصاد العالمي، وخاصة في سياق تزايد الحمائية الدولية.
لقد استفادت الصين من العولمة، والآن ستصبح الصين الدولة التي ستستمر في دفع العولمة وتقاسم إنجازاتها مع الدول الأخرى، على حد قول الخبير.
ولدى حديثه عن الدورتين المرتقبتين للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هذا الشهر، ذكر سام أنهما تحملان أهمية كبيرة فيما يتعلق باعتماد إجراءات من شأنها معالجة التغيرات العميقة في العالم.
-- سعي حثيث إلى المنفعة المشتركة
وتحظى الخدمات العامة التي اقترحتها الصين مثل مبادرة الحزام والطريق والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية باعتراف وترحيب من العالم، هكذا قال تشن قنغ يينغ الباحث الزميل في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة.
وأضاف تشن "في الحوكمة العالمية، أصبحت الصين أحد المشاركين والبناة النشطين... فخطة الصين لا تهدف فقط إلى تحقيق تنميتها الخاصة، وإنما أيضا إلى تنمية العالم بأسره".
وتعمل الصين أيضا على تخفيف تدفق رؤوس الأموال الأجنبية في إطار الجهود الرامية إلى تسهيل الانفتاح والحد من الإجراءات التقييدية وفتح المزيد من القطاعات.
وكانت الصين قد أعلنت في يناير الماضي تعديل البيان الخاص بالصناعات ليرشد الاستثمارات الخارجية والقواعد ذات الصلة لخفض العتبة بشكل كبير بالنسبة للاستثمارات الأجنبية في قطاعات الخدمات والصناعات التحويلية والتعدين.
وفي خطاب ألقاه في بكين يوم الاثنين، وعد وزير التجارة الصيني تشونغ شان ببذل مزيد من الجهود لإدخال الاستثمارات الأجنبية بنشاط.
وهذا يتضمن دفع تنمية مناطق التجارة الحرة والدفع من أجل تحقيق إصلاحات في إدارة الاستثمارات الأجنبية وتحسين مناخ الأعمال.، حسبما قال تشونغ.
وقد ارتفعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البر الرئيسي الصيني بواقع 4.1 في المائة سنويا هذا العام.
وأشاد المحللون الخارجيون بالقيادة الصينية لسياساتها الدقيقة والمتسقة في تنمية البلاد.
ومن جانبه ذكر تران فيت ثاي نائب مدير معهد السياسات الخارجية والدراسات الإستراتيجية بالأكاديمية الدبلوماسية الفيتنامية أنه في ضوء الأوضاع الإقليمية والدولية التي تواجه تحديات هائلة، تمكنت الصين من تحقيق إنجازات هائلة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.
وأضاف ثاي "إنه جهد كبير وشجاعة وتصميم".