يينتشوان 24 يناير 2017 / دينغ جيوان، البالغة من العمر 31 سنة ، معلمة اللغة العربية في مدرسة تونغشين للغة العربية بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين.
وقبل 9 سنوات، توجهت دينغ جيوان إلى جامعة الدراسات الأجنبية ببكين لتعلم اللغة العربية بشكل أفضل لسنة واحدة من أجل رفع مستواها في هذه اللغة الصعبة. وعادت بعد ذلك إلى نينغشيا وتلحق بخطى والدها الذي قد عَلم اللغة العربية في تلك المدرسة لأكثر من 20 سنة.
تقول دينغ جيوان إن معظم الأطفال الذين تخرجوا من هذه المدرسة ذهبوا إلى قوانغتشو وييوو بجنوبي البلاد لممارسة عمل الترجمة، مضيفة "من الممكن القول إن ذلك غير مصائرهم وغير مصائر عائلاتهم أيضا".
تأسست مدرسة تونغشين للغة العربية في عام 1985 في محافظة تونغشين الجبلية بوسط منطقة نينغشيا، وهي أول مدرسة ثانوية متخصصة في تدريس اللغة العربية في الصين.
وكان الوالد دينغ فو شنغ قد تخرج من هذه المدرسة في يوليو عام 1988. وذهب بعد ذلك إلى الجامعة خارج المنطقة لمتابعة دراسة اللغة العربية، ثم عاد لتعليم هذه اللغة، حيث حصل على كثير من التجارب التعليمية. وتأثرا بوالدها، قامت دينغ جيوان أيضا بهذا العمل.
وفي السنوات الأخيرة، ازداد عدد المتخصصين باللغة العربية تماشيا مع كثافة النشاط التجاري بين الصين والعالم العربي. وباتت الترجمة أفضل أسلوب لكثير من أبناء قومية هوي في نينغشيا لإيجاد فرصة للعمل خارج المنطقة.
قال رئيس المدرسة ون جيون تشينغ إن المدرسة أعدت أكثر من 2541 طالبا متخصصا في اللغة العربية منذ تأسيسها قبل 31 سنة، لافتا إلى أن معظمهم توجهوا للعمل في المدن المزدهرة بجنوبي الصين مثل قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ، وييوو التي يتجمع فيها كثير من التجار العرب بمقاطعة تشجيانغ، وشيشي بمقاطعة فوجيان.
أما دينغ جيوان، فقامت بتعليم أكثر من 100 طالب كلهم تخرجوا، منذ توليها عملها التعليمي في هذه المدرسة منذ ما يزيد عن 9 سنوات. وبعد تخرجهم، ما يزالون على التواصل مع دينغ جيوان، ويزورونها عندما يعودون إلى مسقط رأسهم خلال العطلات التي يقضونها في منطقة نينغشيا.
وقالت دينغ جيوان "إنني فخورة بهؤلاء الطلاب لأنهم ممتازون في اعمالهم ويكسبون دخلا كبيرا"، مضيفة أنها تشجع الطالبات في فصلها على الخروج من المنزل للعمل بدلا من أن يكن ربات البيت فقط.
ومقارنة بالرواتب التي يكسبها المترجم في المنطقة الساحلية والتي تتراوح بين عشرات الآلاف من اليوانات شهريا، راتب دينغ جيوان ووالدها في المدرسة قليل جدا. وتقول بهذا الصدد، "إن عددا كبيرا من الأساتذة في المدرسة استقالوا ليصبحوا مترجمين أو يقوموا بريادة الأعمال ولكن أنا ووالدي نحب تعليم اللغة العربية ولا نهتم بشيء آخر".
واستطردت أن والدها لا يستطيع القيام بالتعليم الآن لأنه كبير في السن, معربة عن أملها في أن تستطيع أن تسير على خطواته لتعد المزيد من الطلاب المتخصصين في اللغة العربية قائلة "إنني أشعر بتحقيق الانجازات عندما يجد طلابي عملا جيدا."