أبرز المرشحين لرئاسة كوريا الجنوبية ينذر بالمعاقبة بشدة على أعمال فساد تكتل تشايبول

سول 19 يناير 2017 /أنذر أبرز المرشحين لرئاسة كوريا الجنوبية بالمعاقبة بشدة على أعمال الفساد والتواطؤ بين الساسة ورجال الأعمال بعدما طلب وكلاء النيابة القبض على وريث مجموعة سامسونغ التي تعد أكبر تكتل للشركات في البلاد.

وقد عقد مون جاي- إين الرئيس السابق لحزب مينجو، الذي يعد أكبر أحزاب المعارضة، عقد اجتماعا مع مراسلين أجانب في سول مساء الأربعاء، قال فيه إن العقاب الذي أوقعته بلاده على أنشطة الفساد، بما فيها تلك التي طالت رؤساء تكتل شركات يطلق عليه اسم تشايبول هنا، كان في السابق في غاية التساهل.

وفي التاريخ الحديث للبلاد، احتجز بالكاد رؤساء مجموعة تشايبول في اتهامات جنائية. وإذا ما واجهوا حكما بالسجن، يتم تعليقه في كثير من الأحيان. وكثيرا ما أفرج عن رؤساء المجموعة المحكوم عليهم بالسجن بعفو رئاسي، على حد قول مون.

وجرت مساع يوم الاثنين لاستصدار أمر للقبض على نائب رئيس مجموعة سامسونغ إلكترونيكس لي جاي- يونج، ولكن محكمة بسول رفضت ذلك في وقت مبكر من اليوم (الخميس).

إن كوريا الجنوبية لديها تاريخ طويل من العفو عن رؤساء تشايبول. فقد جرى التحقيق مع مؤسس سامسونغ لي بيونج - تشول في عام 1966 بتهمة تهريب، ولكنه لم يعاقب.

وحكم على رئيس المجموعة من الجيل الثاني لي كون- هي في عام 1996 بالسجن عامين مع إيقاف التنفيذ بتهمة تقديم رشاوى لساسة، ولكن صدر عفو عنه بعدها بحوالي 13 شهرا. كما انتهى حكم صدر ضده في عام 2008 بالسجن ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ بتهمة التهرب الضريبي بعفو رئاسي في العام التالي.

وواجه وريث المجموعة من الجيل الثالث أمرا بالقبض عليه، ولكنه قوبل أيضا بجهود للمبالغة في التأثير السلبي لذلك على الاقتصاد الكلي وكذا التكتل الأكثر نفوذا في البلاد.

ويدير لي الابن فعليا هذه الإمبراطورية التجارية منذ دخول رئيس المجموعة والده لي المستشفي في مايو 2014 إثر تعرضه لأزمة قلبية.

وقال مون إن "حملات زائفة" أجريت لتضخيم تأثير معاقبة رؤساء تشايبول على الاقتصاد،مؤكدا أن اقتصادا أكثر صحية وتشايبول أكثر صحية سيكون ممكنا، إذا ما عوقب الجميع بالمثل وفقا للقانون على ما ارتكبوه من أخطاء.

وتعهد بالحد من العفو الرئاسى الممنوح لأعمال الفساد التي يرتكبها تكتل تشايبول وبأن يجعل من الصعوبة بمكان أن ينتهى الأمر بالمعاقبة على جرائم ذوى الياقات البيضاء بالسجن مع إيقاف التنفيذ.

ومن الواضح أن "إصلاح تشايبول" أصبح روح العصر الحالي في هذا البلد الذي أقام فيه مئات الآلاف من الأشخاص وقفات احتجاجية كل ليلة سبت للمطالبة باستقالة الرئيسة المتورطة في فضيحة أفضت إلى مساءلتها بهدف إقالتها.

وهتف المتظاهرون في الشوارع منادين بحل مجموعة تشايبول، وهم يرفعون دمى كبيرة لرؤساء التكتل مرتدية بدلة السجن ومكبلة بالأغلال .

وفي ظل ذلك، تعهد المتنافسون على الرئاسة من معسكر المعارضة، بمن فيهم مون الذي جاء في المركز الثاني في انتخابات الرئاسة التي جرت عام 2012، تعهدوا خلال حملاتهم بإصلاح تشايبول.

ومن المتوقع إطلاق سباق الرئاسة في أواخر فبراير إذا ما أيدت المحكمة الدستورية مشروع القانون الذين يقضى بإقالة الرئيسة بارك جيون- هي والذي أقره البرلمان بأغلبية ساحقة في 9 ديسمبر.

وقال مون "لقد حان الوقت الآن للأجانب للاستثمار في كوريا (الجنوبية) رغم أن الأوضاع تبدو مشوشة ويشوبها حالة من عدم اليقين".

وذكر أن الأزمة السياسية منحت كوريا الجنوبية فرصة كبيرة للقضاء على "الظلال" المخبأة خلف نموها اللامع في فترة قصيرة من الوقت، ملمحا إلى فساد الأعمال والتواطؤ بين الساسة ورجال الأعمال

وقال مون إن عملية التطهير هذه ستجعل اقتصاد كوريا الجنوبية أكثر شفافية وصحة، وستساعد في النهاية على وضع حد للنمو المنخفض الذي طال أمده ورفع إمكانات نموها بشكل ملحوظ.