بكين 16 يناير 2017 / من المنتظر أن تعود زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ بنتائج مثمرة وأن تفتح عهدا جديدا للشراكة الابتكارية بين البلدين.
وتعد زيارة الرئيس شي لسويسرا هى زيارته الأولى في مستهل العام الجديد، والأولي لزعيم صيني في القرن الواحد والعشرين، حيث ستشهد تلك الزيارة وضع البلدين خارطة عمل من أجل تنمية العلاقات الثنائية وتوقيع اتفاقات للتعاون تغطي السياسة والتجارة الحرة والثقافة والجمارك والطاقة والرياضة.
ووسط تجارة دولية واهنة وحالة عدم اليقين بشأن التعافي الاقتصادي العالمي، فقد بعثت الزيارة إشارة قوية للعالم بأن الصين وسويسرا ملتزمتان بحماية نظام التجارة العالمية القائم على الشمول والانفتاح، وحماية السلم والاستقرار العالمي، وتشجيع نظام عادل ومعقول للحوكمة الدولية .
ورغم أن الصين وسويسرا مختلفتان في الأنظمة الاجتماعية والتنموية، فإن العلاقات الثنائية اتسمت بالعديد بالإيجابيات خلال العقود الماضية.
وكانت سويسرا وسط المجموعة الأولى من الدول الغربية التي أسست علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. وبعد أن شرعت الصين في حملة الإصلاح والانفتاح في أواخر السبعينات، أقامت سويسرا أول مشروع صناعى مشترك لها في الصين عام 1980.
وكانت سويسرا أول بلد أوروبي يعترف للصين بوضع اقتصاد السوق المكتمل وأول دولة اوروبية توقع اتفاقا للتجارة الحرة مع الصين.
كما كانت سويسرا فى طليعة البلدان الأوروبية التى تنضم إلى البنك الآسيوى للاستثمار في البنية التحتية، وهو مؤسسة متعددة الأطراف اقترحتها الصين بهدف تقديم التمويل اللازم لتحسين البنية التحتية في آسيا.
وأصبحت العلاقات الصينية السويسرية نموذجا جيدا للتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين بين بلدين مختلفين فى النظم الاجتماعية ومراحل التنمية والحجم.
وفى المجال السياسي، فإن العلاقات الثنائية بين البلدين سارت قدما من خلال تبادل زيارات عالية المستوى. وتأتي زيارة شي بعد مضي عام على زيارة الرئيس السويسري يوهان شنايدر- أمان للصين في ابريل 2016، حيث أسس البلدان خلال تلك الزيارة شراكة ابتكارية استراتيجية. علاوة على ذلك فإن أكثر من 20 حوارا وآلية للتشاور تعمل بسلاسة وتلعب دورا مهما في تعزيز التنسيق والتعاون على مختلف المستويات.
وفي قطاع التجارة والاقتصاد، فإن حجم التجارة بين البلدين بلغ 44.27 مليار دولار في عام 2015، بنسبة 1.7 % نموا مقارنة بالنمو فى بعام 2014.
وقد أصبحت الصين اكبر شريك تجاري لسويسرا في آسيا بينما تعد سويسرا شريكا تجاريا رئيسيا للصين في أوروبا.
وتعد سويسرا واحدة من أكثر البلدان ابتكارا فى العالم حيث تحتل موقعا بين الدول المتقدمة من حيث عدد براءات الاختراع للفرد ويبلغ عدد العاملين فى البحث العلمى 12 من كل 10 آلاف شخص. وقد قررت الصين فى نفس الوقت اتباع استراتيجية تنموية قائمة على الابتكار بإدراج"الابتكار"كواحد من خمسة مفاهيم تنموية فى خطتها الخمسية ال13 (2020-2016) التى تتضمن ايضا التنسيق والتنمية الخضراء والانفاح والتشارك.
وقال وانغ يى وي وهو باحث في العلاقات الدولية في جامعة الشعب في الصين " ان العلاقات الاقتصادية القوية بين الصين وسويسرا ستساهم في تعزيز العلاقات بين الصين واوروبا."
وفي مجال الثقافة والسياحة، قام السياح الصينيون بأكثر من 1.36 مليون رحلة لسويسرا في عام 2015، وأصبحت الصين رابع أكبر مصدر للسياح لسويسرا كما أن هناك تعاونا كبيرا في التعليم العالي والتدريب المهني.
ومن المعقول التوقع بأن يلعب التعاون الابتكاري بين الصين وسويسرا دورا هاما في العلاقات بين الصين وأوروبا ويعود بالنفع في النهاية على شعبي الطرفين.