رام الله 11 يناير 2017 /أعلن مسؤول فلسطيني اليوم (الأربعاء) أن الفصائل الفلسطينية اتفقت على عقد اجتماع جديد للجنة التحضيرية لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة اللبنانية بيروت في فبراير المقبل.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني في اتصال هاتفي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاجتماع المقبل للجنة سيبحث ما جرى تحقيقه على الأرض من التفاهمات التي جرى التوصل إليها اليوم واستكمال إجراءات التحضير لانتخاب مجلس وطني جديد.
ولم يعلن مجدلاني موعدا محددا للاجتماع المقبل.
وذكر أن اللجنة التحضيرية سيكون مناط بها في المرحلة المقبلة حسم قضيتين رئيسيتين هما علاقة المجلس الوطني المقرر انتخابه بالمجلس التشريعي، وتقسيم الدوائر الانتخابية في الخارج ، وهو ما سيتم متابعته في اجتماعات اللجنة التحضيرية المقبلة.
وكان قد أُعلن عن توافق اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني على ضرورة عقد مجلس وطني يضم القوى الفلسطينية كافّة وفقا لإعلان القاهرة (2005)، واتفاق المصالحة الفلسطينية الموقع في مايو 2011 من خلال الانتخاب حيث أمكن، والتوافق حيث يتعذر إجراء الانتخابات.
وجاء الإعلان المذكور عقب اجتماعات عقدتها اللجنة برئاسة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون على مدار يومين في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت بمشاركة حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي لأول مرة.
وقال الزعنون في ختام اجتماعات اللجنة، إن المجتمعين اتفقوا على ضرورة تنفيذ اتفاقات وتفاهمات المصالحة كافة بدءا بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضطلع بممارسة صلاحياتها في جميع أراضي السلطة الفلسطينية لتوحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات الرئاسية والمجلسين التشريعي والوطني.
ودعا المجتمعون الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى البدء فورا بالمشاورات مع القوى السياسية كافة من أجل التوافق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وعقب مجدلاني بأن ما جرى التوصل إليه في بيروت "يعد تطورا هاما وإيجابيا على صعيد إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، لكنه سيبقي مرهونا بتوفر الإرادة الحقيقية والتنفيذ العملي على الأرض".
وقال مجدلاني إن جوهر انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد "هو إنهاء الانقسام الداخلي عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مهام توحيد المؤسسات والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية ومن ثم المجلس الوطني".
وأضاف مجدلاني أنه "من دون توفر تشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاء الانقسام لا يمكن انتخاب مجلس وطني جديد، وبالتالي المهم الآن البدء بخطوات جدية لتشكيل حكومة وحدة مكونة من الفصائل بحسب ما تم الاتفاق عليه في بيروت ومعرفة مدى الالتزام بذلك".
وكان المؤتمر العام السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) قد أوصى في ختام أعماله في ديسمبر الماضي بضرورة انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني خلال مهلة ثلاثة أشهر في مسعى لإعادة تفعيل منظمة التحرير.
والمجلس الوطني الفلسطيني يعد بمثابة برلمان المنظمة ويضم ممثلين عن الفصائل والقوى والاتحادات والتجمعات الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، كما يضم جميع أعضاء المجلس التشريعي البالغ عددهم 132 عضوا.
وحسب الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني الذي يصل عدد أعضائه إلى أكثر من 750 عضوا، فإنه عقد 22 دورة ما بين استثنائية وعادية كان آخرها في قطاع غزة عام 1996.
أما آخر دورة اجتماعات استثنائية للمجلس الوطني فعقدت في ديسمبر عام 2009 في رام الله بعد وفاة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سمير غوشة ليصل عدد شواغر اللجنة حينها إلى 6 أعضاء وهو ثلث عدد الأعضاء، وتم في حينه ملئ الشواغر في اللجنة.
وبدأ الانقسام الفلسطيني الداخلي منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة فيما فشلت عدة اتفاقات للمصالحة بعضها برعاية عربية في وضع حد عملي له طوال السنوات الماضية.