بكين 6 يناير 2016 / أعلنت شركة بتروتشاينا، أكبر شركة لإنتاج النفط في الصين، في بيان أصدرته مؤخرا أن الشركة تعمل حاليا في بناء 50 مشروعا للنفط والغاز الطبيعي في 19 دولة واقعة على مبادرة "الحزام والطريق".
وقالت بتروتشاينا في البيان المذكور إن الشركة تحترم وتلتزم بالاستراتيجيات المحلية للدول الواقعة على "الحزام والطريق" أثناء عملية التعاون وتعمل في دفع التنمية المحلية والمشاركة في مشروعات الرفاهية الاجتماعية المحلية وتدريب المواهب المحلية، الأمر الذي يجعلها تكسب ثقة ودعما من هذه الدول.
وأوضح البيان أن 75 بالمائة من مشروعات إنتاج النفط والغاز الطبيعي التي يتجاوز حجم إنتاجها عشرة ملايين طن كل سنة لشركة بتروتشاينا تقع في الدول الواقعة على "الحزام والطريق".
من جهة أخرى، تولي الشركة اهتماما بالغا لحماية البيئة أثناء استكشاف الموارد وإنتاجها حيث حصلت على أكثر من 30 جائزة في مجال حماية البيئة في الدول الواقعة على "الحزام والطريق".
وجدير بالذكر أن دول آسيا الوسطى الغنية في احتياطيات النفط والغاز الطبيعي تعد أهم الشركاء لشركة بتروتشاينا في خارج البلاد .
وساهمت شركة بتروتشاينا مساهمات كبيرة في تنمية سلسلة صناعة النفط والغاز الطبيعي وإكمالها في دول آسيا الوسطى ودفع بناء البنية التحتية ذات الصلة بها.
وبالإضافة إلى ذلك، تم بناء مجموعة من المشروعات المشتركة في مجال الطاقة والغاز الطبيعي بين الصين والدول العربية التي تعد من المناطق المهمة الواقعة على "الحزام والطريق".
ومع المعاناة من هبوط أسعار النفط الدولية منذ عام 2014، تواجه السعودية إلى جانب المنتجين الرئيسيين الآخرين للنفط في الشرق الأوسط تقلصا ملحوظا في الإيرادات المالية وضغوطا كبيرة في دفع نمو الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب.
وفي ظل الطلب العالمي الضعيف، ازداد الطلب الصيني للنفط باستمرار حيث استوردت 334 مليون طن من النفط الخام في عام 2015 بزيادة 8.8 بالمائة على أساس سنوي. ولذلك يتضح أن الصين تلعب دورا لا بديل له بشأن دفع نمو الاقتصاد في الدول المنتجة للنفط.
في يونيو عام 2014، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني -العربي، فكرة التشارك الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق"، بحيث يتم تشكيل معادلة تعاون "1+2+3" المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة كمحور رئيسي.
وعلى ضوء هذا، يعد التعاون في مجال الطاقة بمثابة العنصر الأساسي أثناء زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية في بداية عام 2016، حيث أعرب الرئيس شي عن نية الصين في توسيع حجم تجارة النفط الخام مع السعودية.
كما ذكرت شركة بتروشاينا في البيان أن حجم الإنتاج لمشروعات الشركة في العراق تجاوز 55 مليون طن في عام 2015، الأمر الذي يحصل على عائد استثماري عال لكلا الطرفين الصيني والعراقي.
وتتوقع شركة بتروتشاينا توسيع أعمال التعاون الدولي في مجال النفط والغاز الطبيعي بفضل مبادرة "الحزام والطريق" خلال السنوات المقبلة، وفقا للبيان.
وبالإضافة إلى ذلك، كشفت أحدث خطة صينية أصدرتها مصلحة الدولة للطاقة عزم الصين على تخفيض استهلاك الفحم من إجمالي استهلاك الطاقة وزيادة حصة الطاقة النظيفة قبل عام 2020.
وقال لي يانغ تشه، نائب رئيس مصلحة الدولة للطاقة يوم الخميس إن حصة الوقود غير الأحفوري سترتفع إلى أكثر من 15 بالمائة وينبغي أن تصل حصة الغاز الطبيعي إلى 10 بالمائة من إجمالي استهلاك الطاقة.
وأوضح لي أن الزيادة في الوقود غير الأحفوري والغاز الطبيعي تمثل أكثر من 68 بالمائة من إجمالي الزيادة المتوقعة في استهلاك الطاقة، الأمر الذي يعني ان الطاقة النظيفة ومنخفضة الكربون سوف تصبح جزءا رئيسيا من إمدادات الطاقة خلال الفترة ما بين عامي 2016 و2020.
ومن المتوقع أن مجال الطاقة النظيفة سيصبح من مجالات هامة للتعاون بين الصين والبلدان الواقعة على "الحزام والطريق" في المرحلة القادمة.