الرئيس السوداني ينتقد الداعين لاعتصام مدني في البلاد

الخرطوم 12 ديسمبر 2016 /هاجم الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم (الإثنين) الداعين إلى اعتصام مدني في البلاد في 19 ديسمبر الجاري، واصفا إياهم بـ"ثوار الكيبورد".

وقال البشير مخاطبا حشدا جماهيريا بمدينة كسلا في شرق السودان اليوم "تسمعون هذه الأيام بثوار الكيبورد والواتس اب"، مضيفا "نريد أن نقول لهم إذا أردتم إسقاط النظام واجهونا مباشرة في الشارع".

وتابع "لكني أتحداكم أن تأتوا إلى الشارع، نعلم أنكم لن تأتوا لأنكم تعلمون ما حدث في السابق".

ومضى مؤكدا صمود حكومته في وجه معارضيها، قائلا "الإنقاذ لا يمكن إسقاطها بواسطة الكيبوردات"، في إشارة إلى الحكومة، التي تتولى السلطة في البلاد بقيادة البشير منذ 30 يونيو من العام 1989.

وأردف قائلا "الانقاذ ليست حكومة فقط ولا عمر البشير، الانقاذ أنتم"، مشيرا بعصاه للجماهير المحتشدة.

وأضاف البشير "لن ننتظر تجار الدولار الذين يريدون بيع السودان بقليل من الدولارات، السودان بلد عزيز وغال".

ووجه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة موحدة إلى عصيان مدني في السودان في 19 ديسمبر الحالي.

وأعلنت أحزاب معارضة وحركات مسلحة تأييدها ودعمها للدعوة من أجل إسقاط النظام، ودعت أعضاءها والسودانيين كافة للمشاركة في العصيان المدني.

وكانت العاصمة السودانية الخرطوم قد شهدت في 27 نوفمبر الماضي استجابة جزئية لحملة عصيان مدني أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية ارتفاع أسعار السلع الرئيسية ولاسيما المواد البترولية والدواء.

وأعلنت الحكومة السودانية في نوفمبر الماضي حزمة إجراءات اقتصادية شملت زيادة أسعار الوقود والكهرباء وتحرير سعر صرف العملة الوطنية للسيطرة على ارتفاع معدلات التضخم ووقف تراجع الجنيه السوداني، ما أثار احتجاجات.

وكانت الحكومة السودانية قد طبقت إجراءات مماثلة في العام 2013، مما تسببت في اندلاع احتجاجات واسعة في سبتمبر وأكتوبر من العام ذاته في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى قتل خلالها أكثر من 200 شخص، وفقا لمنظمة العفو الدولية.

ويشهد الاقتصاد السوداني أزمة خانقة منذ انفصال جنوب السودان في يوليو من العام 2011، فضلا عن العقوبات الاقتصادية الأمريكية، حيث باتت البلاد تستورد المشتقات النفطية من الخارج لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك المتزايد.