لندن 12 ديسمبر 2016 / قال الاقتصادي البارز، جيم أونيل، إن عصر الضغوط الانكماشية في الاقتصاد العالمي يقترب من نهايته.
ونال أونيل شهرة عالمية بعد صياغة مصطلح "بريك" لوصف مجموعة الاقتصادات الناشئة - وكانت تضم حينها البرازيل وروسيا والهند والصين - والتي تنبأ في مطلع القرن الجاري بأنها ستكون محركات مستقبلية للنمو العالمي، وانضمت جنوب أفريقيا إلى المجموعة في وقت لاحق.
ويرى أونيل في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) أن هناك ثلاثة أو أربعة عناصر تجتمع في الوقت الحالي لتمثل انتهاء فترة التضخم المنخفض، وهي: موجة من السياسات الشعبوية التي تدفع قادة إلى تولي زمام السلطة، حيث قد يسعى هؤلاء إلى رفع أجور بعض العمال؛ استمرار السياسة النقدية المتساهلة، والتي ما تزال عند مستويات منخفضة تاريخيا حتى بعد مرور ثمانية أعوام على الأزمة المالية؛ ,تحرك دولي نحو التوسع المالي؛ وتحسن في أسعار السلع الأساسية.
وأكد أونيل أن انتخاب دونالد ترامب كرئيس في الولايات المتحدة سيزيد من توقعات العمال الذين يتطلعون إليه لتقديم أجور أفضل.
ووفقا لأونيل، وهو كبير الاقتصاديين السابق في بنك "غولدمان ساكس"، كما كان حتى وقت قريب جدا وزيرا في الحكومة البريطانية، فإن حالة عدم المساواة لم تزد حقا.
وقال أونيل إنه "ليس صحيحا بحسب التدابير التقليدية المقبولة، مثل معامل جيني. ليس صحيحا أن حالة عدم المساواة اتسعت في المملكة المتحدة".
وأوضح أنه "مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عاما، فإن حالة عدم المساواة هي أقل بقليل في المملكة المتحدة، وذلك يعود إلى أن أصحاب الدخل المرتفع .. قد عانوا أكثر من أصحاب الدخل المنخفض، بالتالي انخفض التفاوت. ولكن الكثير من الأشخاص يختارون إما تجاهل ذلك أو إنكاره".
وأشار إلى أنه لم يكن الدخل هو السبب الذي وحد الناخبين المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" وأنصار ترامب في الولايات المتحدة، بل عوامل أخرى، موضحا "إذا كنت تبحث عن كثب عن أدلة من تصويت خروج بريطانيا، فإن من أكبر السمات المشتركة هي السن ولون البشرة، وليس فجوة الدخل".
ويتوقع الخبير الاقتصادي أن المناخ السياسي الحالي في جميع أنحاء العالم سيكون له تأثير مباشر على التضخم، مشيرا إلى الميل المتزايد إلى رفع أجور العمال من قبل صانعي القرار.
ولكن الوفاء به يشكل تحديا بالنسبة لترامب، كما أوضح الاقتصادي البارز، مضيفا أن "هناك الكثير من الناس في ولايتي أوهايو وبنسيلفانيا يعتقدون حقا أن دونالد ترامب سيكون قادرا على إنشاء مصانع صلب جديدة، وهو ما سيكون تنفيذه مهمة مثيرة للاهتمام من قبله".
كما قد يكون للمعدلات المصرفية الحالية المنخفضة للغاية بين الاقتصادات المتقدمة تأثير أيضا على التضخم بشكل معادل للسياسات المالية للدول الوطنية.
وأضاف أنه "على الرغم من ارتفاع مستويات الديون، فإننا نشهد حاليا حركة تحول إلى مسار يتضمن توسع مالي أكثر في العديد من الدول .. وبالنسبة لي يبدو أن أسعار السلع تتجه صعودا".
وعلق أونيل بالقول: "إذا جمعت كل هذه الأشياء معا، فإنه يبدو أن الضغوط الانكماشية العالمية هي عند نقطة بداية النهاية".