اكتشاف مدفنين لملكين يعودان لأكثر من 3700 سنة وسط البحرين

المنامة 28 نوفمبر 2016 / أعلنت البحرين اليوم (الإثنين) عن اكتشاف مدفنين لملكين من ملوك حضارة دلمون يعود بناؤهما لأكثر من 3700 سنة في قرية عالي وسط المملكة.

وقالت هيئة البحرين للثقافة والآثار في بيان إنه اكتشاف أسماء ملكين من ملوك حضارة دلمون ممن حكموا في أثناء العصر البرونزي، وتحديد مدفنيهما الملكيين في المدافن الملكية بقرية عالي.

وحضارة دلمون هي حضارة قامت قديما في جزيرة البحرين وشرق الجزيرة العربية.

وكشفت تحاليل الكربون المشع، التي أجريت على المدفنين الموجودين وسط المملكة أنهما بُنيا تقريباً في عام 1700 و1715 قبل الميلاد، حسب البيان.

وقالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في مؤتمر صحفي اليوم في متحف البحرين الدولي إن الكشف هو "سر جديد يمكن اعتباره منعطفا مهما في تاريخ التراث الإنساني للبحرين".

وتابعت أن أهمية الاكتشاف تكمن في كونه يثبت وجود صلة بين السلالة الملكية المدفونة في عالي والممالك العظيمة في بلاد ما بين النهرين التي حكمها العموريون أثناء تلك الحقبة الزمنية مثل بابل وماري وحلب وآشور وإيبلا وغيرها.

والعموريون أو الأموريون، هم شعب يتحدث اللغة السامية بدأ بالظهور على الساحة العالمية في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وترتبط لغتهم باللغتين العبرية والعربية.

ووفقاً لمصادر سومرية قديمة، كان العموريون في الأصل يتخذون مساكنهم في الخيام ويعيشون أسلوب الحياة البدوية، غير أن القبائل العمورية لاحقا - ربما مع بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد- غزت وفرضت سيطرتها على معظم الأراضي الواقعة اليوم في سوريا والعراق وربما أيضاً أراضي دلمون واستقروا في الحواضر، وأصبحوا بحلول القرون الأولى من الألفية الثانية قبل الميلاد القوة المهيمنة في منطقة الشرق الأوسط.

ومن أهم الاثار المكتشفة في البحرين عن حضارة دلمون "مقبرة عالي"، وهي عبارة عن مجموعة من التلال المتجانسة.

وتقع المدافن التلية الملكية في عالي في وسط شمال الجزيرة الرئيسية للبحرين.

والموقع في الأصل كان يتألف من 12 إلى 14 تلا ملكيا كبير الحجم يحدّها نحو 200 مدفن تلي كبير الحجم أيضا، وكانت هذه الأخيرة مخصصة لعلية القوم أو كبار رجال الحاشية ويعود تاريخها إلى ما بين أعوام 1700 و2000 قبل الميلاد.

وبقيت عشرة من هذه المدافن الملكية محفوظة إلى هذا اليوم.

وكانت المدافن الملكية في عالي منذ عام 1879 محور العديد من التنقيبات الأثرية، والموقع مرشح الآن بقوة ليُدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافة (اليونسكو).