كوريا الجنوبية تصادق على اتفاق استخباراتي عسكري مع اليابان وسط معارضة شعبية

سول 22 نوفمبر 2016 / صادقت كوريا الجنوبية اليوم (الثلاثاء) على اتفاق ثنائي عسكري لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع اليابان في اجتماع لمجلس الوزراء على الرغم من المعارضة الشعبية والبرلمانية.

وتمت الموافقة على الاتفاق، الذي يسمح بتبادل مباشر لمعلومات استخباراتية عسكرية حول برامج جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية النووية والصاروخية، في اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة يو إيل-هو، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية.

وكان من المقرر في البداية عقد اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الرئيسة بارك جيون هيي، إلا أن الرئيسة لم تحضر الاجتماع وسط تزايد الغضب الشعبي تجاه الفضيحة التي تشمل الرئيسة بارك وصديقتها المقربة منذ فترة طويلة تشوي سون سيل.

وقامت النيابة العامة بتحديد بارك على أنها شريك جنائي لتشوي في العديد من الأعمال الإجرامية عند توجيه الاتهام لصديقة الرئيسة المقربة منذ عقود بالتورط في تهم متعددة من بينها إساءة استخدام السلطة والابتزاز يوم الأحد الماضي.

ومن المقرر أن تعقد مراسم توقيع الاتفاق، والذي أطلق عليه اسم اتفاق الأمن العام للمعلومات العسكرية، في سول يوم غد الأربعاء.

ومع التصديق الرئاسي المتوقع في وقت لاحق من اليوم (الثلاثاء) فإن وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان مين-كو والسفير الياباني لدى كوريا الجنوبية ياسموماسا ناغامين سيوقعان رسميا على الاتفاق.

وسوف يدخل حيز التنفيذ فور التوقيع. وإذا ما تحقق ذلك، فإن البلدين سيتوصلان إلى اتفاقية نهائية في أقل من شهر بعد استئناف المحادثات بشأن الاتفاق.

ودفعت كوريا الجنوبية بعجالة لإبرام الاتفاق كجزء من الجهود الرامية إلى إيجاد ثغرة لاستعادة دعم الناخبين المحافظين الذين لديهم حساسية تجاه القضايا الأمنية.

وعقدت سول وطوكيو أول حوار على مستوى العمل في وقت سابق من هذا الشهر، ووقعتا بالأحرف الأولى على الاتفاق قبل أسبوع مضى. وتمت الموافقة على الاتفاق هنا في اجتماع لنواب الوزراء بعد ثلاثة أيام.

وأعربت أحزاب المعارضة الثلاثة الرئيسية في كوريا الجنوبية عن معارضتها لعملية إبرام الاتفاق العجولة والأحادية، مهددة بأنها ستقترح إقالة وزير الدفاع في حال تم التوقيع عليه.

وهناك معارضة شعبية قوية للاتفاق، إذ وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة ((غالوب كوريا))، ونشر يوم الجمعة، فإن 59 في المائة عارضوا الاتفاق مع اليابان، التي لم تبدِ ندمها عن الأعمال الوحشية التي قامت بها خلال الحرب العالمية الثانية. وقد استعمرت شبه الجزيرة الكورية من قبل الإمبراطورية اليابانية في الفترة من 1910 وحتى 1945.