بيروت 21 نوفمبر 2016 / قال مستشار العاهل السعودي أمير مكة خالد الفيصل هنا مساء اليوم (الاثنين) أن "لدى السعوديين رغبة وأمنية واحدة للبنانيين وهم يقولون لكم لا نريد لبنان ساحة خلاف عربي بل ملتقى وفاق عربي."
جاء ذلك في كلمة ألقاها الفيصل خلال مأدية عشاء أقامها رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري على شرف الفيصل والوفد المرافق حضرتها قيادات سياسية وروحية من مختلف الاتجاهات.
ولفت الى انه "يحمل إلى اللبنانيين تحية الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي يتمنى لكم عيدا مباركا بمناسبة ذكرى الاستقلال" الثالثة والسبعين عن الانتداب الفرنسي التي تصادف يوم غد (الثلاثاء).
وأضاف "وصلت اليوم لنقل رسالتين من الملك السعودي لرئيس الجمهورية ميشال عون بتهنئته باختياره وانتخابه رئيسا لجمهورية لبنان ورسالة ثانية لتقديم الدعوة للرئيس عون بزيارة السعودية، حيث رحب بقبول الدعوة على أن تبدأ بعد استكمال تشكيل الحكومة وأن زيارته الى السعودية ستكون الأولى من هذه البلاد إلى أي بلد آخر".
واعرب عن فخره بلبنان وأهله " لأنهم دائما كما عودونا يهبون لنصرة بلدهم العظيم متجاوزين كل المصاعب وكل العقبات ليبرهنوا للعالم اجمع انه لا حدود لعزيمة وقدرة لبنان واهله على صنع المستحيل."
من جانبه أكد الحريري في كلمة مماثلة أن "علاقات لبنان وشعبه مع السعودية أكبر من أن تمس وأصدق من أن تعكر وأعمق من أن ينال منها" مشيرا إلى أن "هذه هي رسالة اللبنانيين الحقيقية وهذا هو ضميرهم الحقيقي تجاه السعودية وملكها."
وخاطب الفيصل "حضوركم بيننا اليوم يؤكد التزام السعودية بالعلاقات الاخوية بكل اللبنانيين وعلى رعايتها الدائمة للبنان والدولة اللبنانية بصفتها الممثل الجامع لارادة كل اللبنانيين."
وأوضح أن "اللبنانيين الخارجين للتو من الفراغ الرئاسي يستبشرون خيرا بزيارتكم لبلدنا لأن السعودية كانت دائمة كلمة الخير للبنان والأيادي البيضاء لوقف الحرب الاهلية وإعادة الاعمار بعدها".
وقال "زيارتكم عشية عيد الاستقلال تعبير عن تمسك السعودية باستقلال لبنان وسيادته وازدهاره".
وأضاف أن " لبنان المتمسك بهويته العربية ملتزم بكل القضايا التي تحمل السعودية رايتها بدء من استعادة الحقوق العربية وصولا الى مكافحة التطرف والارهاب."
وكان الفيصل قد وصل إلى لبنان عصر اليوم يرافقه وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي الدكتور نزار مدني في زيارة التقى خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام.
يذكر أن وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان كان قد زار لبنان في نهاية الشهر الماضي لعدة أيام التقى خلالها كبار المسؤولين السياسيين والروحيين قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 31 اكتوبر الماضي وأسفرت عن انتخاب ميشال عون رئيسا للبلاد والذي يدعمه "حزب الله" أحد أبرز خصوم السعودية في لبنان والذي تضعه المملكة على لائحتها للمنظمات الارهابية.
وقد وضعت زيارة السبهان حدا لتوتر كان قد ساد في العلاقات اللبنانية/السعودية وأعقبه إلغاء مساعدات عسكرية سعودية إلى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار بسبب مواقف ل"حزب الله" وقوى أخرى اعتبرتها السعودية معادية وذلك عقب الاعتداء على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد مطلع العام الجاري .