الموصل، العراق 21 نوفمبر 2016 /على الرغم من أن النازحين من مدينة الموصل كبرى مدن الشمال العراقي يعانون من ظروف صعبة، لكنهم يشعرون أن حياتهم اصبحت أكثر أمنا لانهم تخلصوا من إرهاب تنظيم داعش وأصبحوا طلقاء ويتنفسون هواء الحرية.
وقال أبو حسين لوكالة أنباء (شينخوا) الذي نزح يوم أمس من منطقة بعويزة شمال شرقي الموصل وهو يجلس على خيمة لم يقم ببنائها في مخيم الخازر (30 كم) غرب اربيل "لازالت معاناتي مستمرة وظروفي المعيشية صعبة جدا، لكني الأن استطيع أن أنام لأني أشعر بأني وأطفالي وزوجتي في أمن وأمان ، وغير مهددين من قبل عناصر تنظيم داعش الارهابي".
وأضاف أبو حسين "حياتنا تحت ظل تنظيم داعش الإرهابي لا تسمى حياة لأننا في رعب دائم وخوف ، فضلا عن عدم وجود عمل لكسب قوت يومنا، أما الأن ورغم أني لا أعمل ولكني احصل على وجبات طعام مجانا، والأهم من ذلك أن أطفالي الثلاثة وزوجتي هم في أمان ، وهذا هو أهم شيء بالنسبة لي في هذه المرحلة".
أما محمود عبدالله (45 سنة) قال " كنا نعيش في سجن كبير تحت سيطرة تنظيم داعش وكل شيء نرغب بعمله هو ممنوع، أما الأن نحن في سجن لكن نستطيع أن ندخن ونحلق لحانا، ونتزاور في أي وقت"، معربا عن أمله بانتهاء العملية العسكرية سريعا للعودة إلى منزله ومنطقته التي ستبدو أكثر جمالا بعد تخليصها من عناصر تنظيم داعش الارهابي.
سيدة في الثلاثين من عمرها قالت وهي تحمل قناني مياه صالحة للشرب لاطفالها "الوضع هنا صعب جدا وهناك نقص كبير في كثير من المواد وخاصة الماء، فضلا عن قلة الخدمات الطبية ونقص في الكثير مما تحتاجه العائلة النازحة".
وفي ردها على سؤال حول أيهما أفضل الحياة في المخيم أم الحياة في منطقتها عندما كانت تحت سيطرة تنظيم داعش أجابت "لا يجب المقارنة بين السيء والاسوء، فداعش لايمكن أن يقارن به أي شيء، فهم قتلة ومجرمون ولا توجد لديهم أية ذرة إنسانية، هنا نعامل باحترام وانسانية لكن المواد قليلة والناس المحتاجة كثيرون وبحاجة إلى من يخفف معاناتهم ويوقفها".
رعد الموصلي الذي يعمل حلاقا أضطر إلى أن يقوم بحلاقة الشباب بمبلغ رمزي لكي يستطيع أن يشترى المياه لاطفاله حسب قوله، مضيفا "الحياة صعبة ومعاناتنا لازالت مستمرة ، لكننا نأمل أن لا تطول هذه المعاناة لكي نعود إلى منازلنا لترميم ما دمره الارهابيون والقتلة".
إلى ذلك قال رزكار محمد أحد المسؤولين عن مخيم الخازر لـ (شينخوا) "توجد في المخيم حاليا 6 آلاف خيمة يسكن فيها 5100 عائلة تضم (32 الف فرد)، والعمل جاري الأن لانشاء ألف خيمة أخرى لتصبح قدرة المخيم القصوى 40 ألف فرد".
وأوضح محمد أن مؤسسة بارزاني الخيرية هي المسؤولة عن إدارة المخيم بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية الدولية والإقليمية المهتمة بالشؤون الانسانية، مبينا أن النازحين توزع عليهم فور وصولهم وجبات طعام لحين توزيعهم على الخيم وإعطائهم أدوات مطبخ ومواد غذائية ليقوموا هم بالطبخ لانفسهم.
وأشار محمد إلى أن المخيم بحاجة إلى بطانيات وسجاد ومدافئ خصوصا وأن فصل الشتاء أصبح على الابواب، معربا عن توقعه بزيادة أعداء النازحين كما اشتدت المعارك وتمكنت القوات العراقية من تحرير مناطق جديدة في مدينة الموصل.
من جانبه قال جاسم العطية الوكيل الأقدم لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية لـ (شينخوا) "يوجد لدينا أكثر من 65 الف نازح منذ بدء عمليات تحرير الموصل في 17 اكتوبر الماضي، موزعين على خمسة مخيمات في اربيل والقيارة".
وأضاف العطية "نتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 150 الف نازح مع استعادة المزيد من الاحياء السكنية في الموصل "مؤكدا أن هناك تنسيقا عاليا بين وزارته والقوات المسلحة لتوفير كل ما يحتاجه النازحون للتخفيف من معاناتهم.
وأشار العطية إلى أن لدى الوزارة خططا لاستقبال أكثر من 300 الف نازح من مدينة الموصل، داعيا المنظمات الانسانية والمجتمع الدولي إلى مساندة الحكومة العراقية في جهودها للتخفيف من معاناة النازحين وتوفير احتياجاتهم الضرورية.
ويحذر المراقبون من وقوع كارثة إنسانية إذا نزح أهالي الموصل البالغ عددهم حوالي مليون ونصف مليون إنسان في ظل عدم وجود مخيمات كافية لايواء هذا العدد الكبير من الناس، داعين إلى تعاون المجتمع الدولي مع الجانب العراقي لتوفير احتياجات النازحين.
وكانت القوات العراقية وبدعم واسناد قوات التحالف الدولي بدأت في 17 أكتوبر الماضي عملية عسكرية كبرى لاستعادة مدينة الموصل وضواحيها اسفرت حتى الأن عن استعادة أكثر من 150 قرية وبلدة ومدينة فضلا عن أكثر من 10 أحياء داخل الموصل ما أدى إلى نزوح عشرات الالاف رغم أن القوات العراقية أبقت على العديد منهم في مساكنهم، لكن هناك توقعات بارتفاع أعداد النازحين كما استعادت القوات العراقية المزيد من الاحياء وخاصة في الجانب الغربي لمدينة الموصل ذات الكثافة السكانية العالية.