برازيليا 18 نوفمبر 2016 / قال ماركوس ترويخو، وهو برازيلي متخصص في العلوم السياسية، إن دول أمريكا اللاتينية تقوم بإنشاء علاقات أوثق مع الصين على أمل أن تمنحها القوة الآسيوية فرصة لتحديث اقتصاداتها.
وأكد ترويجو، مدير ((بريك لاب))، وهو مركز دراسات متخصص في شؤون كتلة مجموعة "بريكس" للاقتصادات الناشئة بجامعة كولومبيا في نيويورك، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة مكتوبة، أن الصين قد أصبحت شريكا أساسيا لدول أمريكا اللاتينية، وأن علاقاتها مع الصين قد ساهمت في تحسين التطلعات المستقبلية لهذه الدول في وقت يشهد فيه النمو العالمي ضعفا.
وأشار إلى أن "بكين تدعو إلى إقامة تعاون شامل مع دول المنطقة، ومن جهتها فإن دول أمريكا اللاتينية تؤيد هذه الصيغة من العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية".
وقال الأكاديمي المتخصص إن طبيعة التكامل بين المنطقتين يجعل العلاقة بينهما إستراتيجية، حيث أن أمريكا اللاتينية تستطيع تزويد الصين بالمواد الزراعية والمعدنية الأولية، وبالمقابل، فإن الصين مستعدة لاستثمار مبالغ كبيرة لتحسين البنية التحتية الضعيفة في المنطقة.
وقالت إن الصين تهدف إلى رفع حجم التبادل التجاري مع أمريكا اللاتينية إلى 500 مليار دولار أمريكي ودفع الاستثمار في المنطقة ليصل إلى 250 مليار دولار بحلول عام 2025.
وبالإضافة إلى طبيعة التكامل من الناحية التجارية، فإن الجانبين يؤيدان التعددية في السياسة الدولية، كما أوضح ترويخو بقوله إن "العملاق الآسيوي لا يُعتبر فقط الوجهة الرئيسية للسلع الأمريكية اللاتينية فحسب، بل يمثل أيضا محورا محتملا نحو نظام عالمي جديد، تلعب فيه الولايات المتحدة دورا قياديا أصغر".
وخلال اجتماع قادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، الذي يُعقد خلال الأسبوع الجاري في ليما، عاصمة بيرو، فإنه من المتوقع أن تحقق الكتلة المكونة من 21 اقتصادا عضوا تقدما حيال إنشاء منطقة تجارة حرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي فكرة تمت الموافقة عليها خلال اجتماع (أبيك) الذي عُقد في بكين في عام 2014.
ولفت ترويخو إلى أن "مقترح البيت الأبيض بشأن إقامة شراكة للاستثمار والتجارة، في منطقة المحيط الهادئ، والذي تم استبعاد بكين حتى اللحظة من المشاركة في المفاوضات بشأنه، سيفقد أيضا زخمه"، في إشارة إلى اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، والذي تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالتخلي عنه.
ولفت الخبير البرازيلي إلى أن العالم بات اليوم يرى الولايات المتحدة التي تظهر المزيد من الحمائية، في حين تنحو الصين تجاه الانفتاح أكثر على التجارة الحرة.