رام الله 11 نوفمبر 2016 / طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الجمعة) الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بتطبيق حل الدولتين لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقال عباس، في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيدف في مدينة أريحا بالضفة الغربية، إن انتخاب ترامب شأنا أمريكيا ونحن تابعنا العملية الانتخابية الأمريكية منذ أكثر من عام.
وأضاف "ما يهمنا هو ماذا سيقول الرئيس ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض، وما نطالبه به هو أن تقبل أمريكا وتعمل على تطبيق حل الدولتين بقيام دولة فلسطين لتعيش بسلام بجوار دولة إسرائيل".
وذكر عباس، أنه أطلع مدفيدف على "مجمل الأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، ومواصلة النشاطات الاستيطانية التي تقوض جميع فرص السلام، وممارساتها المستمرة لتهويد مدينة القدس التي ندعو إلى أن تكون القدس لجميع أتباع الديانات السماوية الثلاث للعبادة فيها".
وشدد على أنه "لابد أن تقوم إسرائيل بتطبيق الاتفاقيات الموقعة معنا، وإن اعترافنا بدولة إسرائيل، لا يمكن أن يكون مجانيا، إذ لابد أن يقابله اعتراف إسرائيلي بدولة فلسطين".
وأكد عباس، على الاستعداد الفلسطيني لصنع السلام مع إسرائيل وتطبيق حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مجددا تأييده لعقد مؤتمر دولي للسلام بمبادرة فرنسا "الذي يجرى الترتيب لعقده قبل نهاية العام".
وقال "لقد رحبنا بدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء ثلاثي في موسكو، إلا أن الجانب الإسرائيلي قد طلب التأجيل، ونحن على ثقة بأن روسيا سيكون لها دور فاعل وداعم في أي عملية سياسية في منطقتنا".
وردا على أسئلة الصحفيين حول الموقف حال توجيه دعوة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء مفاوضات مباشرة معه قال عباس "نحن منذ زمن ونحن مستعدون للحوار المباشر مع الجانب الإسرائيلي وعندما دعتنا روسيا لعقد لقاء لبينا الدعوة فورا".
وتابع "المهم هو على ماذا نتفاوض ويجب أن يفهم نتنياهو أنه ما لم يؤمن بحل الدولتين لن يكون هناك سلام، ونحن نريد منه أن يقول كلمتين بأنه مع حل الدولتين على حدود عام 1967 وإذا قال هذا فإن كل شيء ممكن".
ونبه عباس إلى أن "حل الدولتين مدعوم من كل العالم وجزء كبير من الشعب الإسرائيلي".
وسبق أن دعت روسيا إلى عقد لقاء بين عباس ونتنياهو يحضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتصف سبتمبر الماضي غير أنه تم تأجيله إلى إشعار آخر.
وفي حينه، أعلن عباس في السادس من سبتمبر الماضي أنه تلقى اتصالا هاتفيا من مبعوث الرئيس الروسي لعملية السلام ميخائيل بوكدانوف أبلغه فيه أن نتنياهو طلب تأجيل اللقاء الثلاثي الذي دعا له بوتين في موسكو.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.
من جهته، قال مدفيدف إن دعوة روسيا لاستضافة لقاء ثلاثي يجمع الإسرائيليين والفلسطينيين "لم يتم سحبها وهي ما تزال مطروحة وبإمكان الطرفين أن يستغلوها في أي وقت".
وأكد أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الثابت والراسخ، وأن بلاده تدعو إلى إطلاق فوري المفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية "لكن لا يمكن أن تستبدل جهود الوسطاء بالحوار المباشر والأهم توفر الرغبة السياسية بين الطرفين وهو ما نأمل به".
واعتبر مدفيدف، أن "الدور الأمريكي الفاعل في منطقة الشرق الأوسط هو ضرورة لكن هذا الدور كان معدوما في الفترة الأخيرة"، محذرا من أن استمرار توقف مفاوضات السلام "قد تكون له عواقب وخيمة بما في ذلك التوتر والتصعيد".
وقبيل المؤتمر الصحفي لعباس ومدفيدف تم توقيع ستة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين السلطة الفلسطينية وروسيا، تتضمن تشجيع الاستثمارات المتبادلة ومذكرة تفاهم لتطوير المناطق التكنولوجية الصناعية، وخطة تعاون للتدريب والسلامة المهني لعام 2017، وبيان مشترك لإقامة ايام الثقافة الفلسطينية في روسيا وأيام الثقافة الروسية في فلسطين، واتفاقية تعاون بين غرف التجارة والصناعة في فلسطين وروسيا ومذكرة حول دعم المناطق الحرة والصناعية الفلسطينية.
وسيفتتح رئيس الوزراء الروسي ضمن زيارته لمدينة أريحا شارع مولته بلاده ويحمل اسمه، كما يزور قصر هشام الأموي التاريخي.