سول بصدد التوصل لاتفاق استخباراتي عسكري مبدئي مع طوكيو الأسبوع المقبل

سول 11 نوفمبر 2016 /تعتزم كوريا الجنوبية التوصل لاتفاق عسكري مبدئي مع اليابان خلال الأسبوع المقبل يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية حول جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على الرغم من المعارضة الشعبية والبرلمانية للاتفاق الكتوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية مون كيون سانغ في مؤتمر صحافي اليوم (الجمعة) إن كوريا الجنوبية واليابان ستتوصلان مبدئيا إلى اتفاق ثنائي لتبادل المعلومات الاستخباراتية في الاجتماع القادم خلال الأسبوع المقبل.

واستأنفت الدولتان محادثاتهما بشأن الاتفاق، حيث عقدتا أول حوار على مستوى العمل في أول نوفمبر في طوكيو، فيما تم عقد الاجتماع الثاني في سول يوم الأربعاء الماضي، ومن المقرر عقد الاجتماع الثالث في طوكيو خلال الأسبوع المقبل.

وطلبت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية من المكتب التشريعي يوم الأربعاء الاجتماع لمناقشة اتفاقيات قانونية عسكرية، وفقا لتقارير وسائل إعلام محلية، وفي حال تم تمرير الإجراءات الداخلية اللازمة بسلاسة، فإنه من المتوقع أن يتم التوقيع رسميا على الاتفاق في أواخر نوفمبر الحالي.

وكان الرئيس السابق لي ميونج باك دفع باتجاه إبرام اتفاق في عام 2012 يتعلق بإجراء تبادل مباشر للمعلومات الاستخباراتية مع اليابان حول البرامج النووية والصاروخية لكوريا الديمقراطية.

مع ذلك، فقد تم إلغاؤه في الدقائق الأخيرة وسط غضب شعبي إزاء المحاولة المتعجلة والتي جرت خلف الأبواب المغلقة دون أي توافق اجتماعي أو استشارات برلمانية.

وما يزال العديد من الكوريين الجنوبيين يرون مثل هذا الاتفاق مع اليابان بأنه غير مقبول كون القيادة اليابانية لم تقدم لحد الآن اعتذارا صادقا عن تاريخ البلاد العسكري، فقد تم استعمار البلاد من قبل الإمبراطورية اليابانية خلال الفترة ما بين 1910 و1945.

وتقوم إدارة بارك جيون هيي، التي تمر في حالة تخبط إثر فضيحة صديقة مقربة للرئيسة، بتكرار المحاولة الكتومة لتوقيع الاتفاق من دون أي توافق اجتماعي، كون الرأي العام منشغل حاليا بالفضيحة المتعلقة بصديقة مقربة لبارك منذ فترة طويلة ومساعدين رئيسيين سابقين لها.

وقال حزب المعارضة الرئيسي "مينجو" يوم الخميس إنه سيتقدم باقتراح استقالة وزير الدفاع هان مين كو في حال استمر الضغط باتجاه إبرام الاتفاق العسكري مع اليابان وذلك في تحد للمعارضة الشعبية والبرلمانية.

ومن المتوقع أن يساعد الاتفاق الاستخباراتي العسكري مع اليابان على نطاق واسع إستراتيجية "محور آسيا" الأمريكية والطموح الياباني بأن تصبح قوة عسكرية إقليمية، إلى جانب نشر منظومة الدفاع الجوي للارتفاعات العالية "ثاد" في كوريا الجنوبية.

واتفقت سول وواشنطن في يوليو الماضي على نصب إحدى بطاريات المنظومة في جنوب شرق كوريا الجنوبية بحلول نهاية العام المقبل، مما أثار اعتراضات شعبية وبرلمانية على القرار الأحادي الذي تم اتخاذه دون النظر إلى التوافق الاجتماعي.