إن الجولة التي اختتمها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لتوه وشملت قرغيزستان وقازاقستان ولاتفيا وروسيا دفعت التعاون البراغماتي مع هذه الدول الأوروآسيوية الأربع والمنطقة الأعرض خطوة للأمام .
وبالإضافة إلى قيامه بزيارات رسمية لهذه الدول الأربع، شارك لي أيضا في الاجتماع الـ15 لرؤساء وزراء منظمة شانغهاي للتعاون واجتماع مع قادة دول وسط وشرق أوروبا الـ16.
ومن تضافر الإستراتيجيات التنموية وتعزيز التعاون في القدرة الإنتاجية وحتى توقيع وثائق تعاون جديدة مع الدول المعنية، حقق البرنامج المزدحم لجولة رئيس مجلس الدولة نتائج مثمرة في نطاق واسع من المجالات.
-- مبادرة "الحزام والطريق" بصدد التلاحم مع الإستراتيجية التنموية لقرغيزستان
وخلال اجتماعه مع رئيس الوزراء القرغيزي سورونباي جينبيكوف في بيشكيك، ذكر لي أن الصين مستعدة لترجمة الثقة السياسية المتبادلة رفيعة المستوى مع قرغيزستان إلى مزيد من نتائج التعاون الملموسة.
وأضاف رئيس مجلس الدولة أن اقتصادي البلدين متكاملان إلى حد كبير مع وجود نقاط وفيرة من تلاقي المصالح وإمكانات كبيرة للتعاون.
وأشار لي إلى أن بلاده على استعداد لتحقيق التلاحم بين مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها الصين وإستراتيجية التنمية في قرغيزستان، ودفع التعاون في القدرة الإنتاجية قدما.
كما أعرب لي عن أمله في أن تواصل قرغيزستان تحسين مناخ الاستثمار لديها.
ومن جانبه، ذكر جينبيكوف أن قرغيزستان مستعدة لمواصلة تكثيف الحوارات السياسية مع الصين ودفع بناء مبادرة "الحزام والطريق" من خلال التعاون الاقتصادي الثنائي.
ولفت رئيس الوزراء القرغيزي إلى أن قرغيزستان ستواصل أيضا تنفيذ مشروع السكك الحديدية بين الصين وقرغيزستان وأوزوبكستان ومشروعات الطرق السريعة في بيشكيك.
وعقب الاجتماع ، أصدر الزعيمان بيانا مشتركا بين البلدين وشهدا توقيع عدد من وثائق التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتكنولوجيا والقدرة الإنتاجية والنقل والزراعة وحقوق الملكية الفكرية.
واختتم اجتماع رؤساء وزراء منظمة شانغهاي للتعاون، الذي عقد أيضا في بيشكيك، باقتراح من ستة محاور طرحه رئيس مجلس الدولة لي الذي دعا جميع أعضاء المنظمة إلى تعزيز التعاون في مجالات الأمن، والتنمية الاقتصادية ، والقدرة الإنتاجية، والابتكار، والتمويل الإقليمي والتبادلات الشعبية.
-- الحزام الاقتصادي لطريق الحرير يتواءم مع الطريق المشرق لقازاقستان
وعند وصوله إلى قازاقستان، ذكر لي أن الصين وقازاقستان حققتا تعاونا مثمرا، ولا سيما في القدرة الإنتاجية التي لعبت دورا رائدا ونموذجيا.
وعند لقائه نظيره القازاقي باكيتزان ساجينتاييف، تعهد لي بتحقيق مواءمة أفضل بين مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الصينية والسياسة الاقتصادية الجديدة في قازاقستان والمتمثلة في الطريق المشرق وذلك لدخول مرحلة جديدة من التعاون الثنائي.
ودعا رئيس مجلس الدولة الصيني إلى بذل جهود لاستكشاف الإمكانات من خلال التعاون في القدرة الإنتاجية وبناء مشروعات كبرى في مجال الترابط.
وأشار رئيس مجلس الدولة إلى أن الصين مستعدة لتوسيع التعاون مع قازاقستان لتضرب مثالا جيدا لعلاقات حسن الجوار والتعاون المربح للجانبين.
ومن جانبه، ذكر ساجينتاييف أن قازاقستان تود دمج سياستها الاقتصادية الجديدة المتمثلة في الطريق المشرق مع مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الصينية، ومواصلة تعميق التعاون في مجالات القدرة الإنتاجية والنقل والطاقة والزراعة والابتكار.
وخلال لقائه الرئيس القازاقي نور سلطان نزارباييف، أكد لي مجددا استعداد الصين إلى تعزيز التعاون في القدرة الإنتاجية مع قازاقستان، وتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والترابط، والمعالجة العميقة للمنتجات الزراعية.
واشاد نزارباييف بالعلاقات القازاقية - الصينية باعتبارها نموذجا للتعاون الودى بين الدول، قائلا إن قازاقستان مستعدة لتوطيد التعاون في مجال القدرة الإنتاجية مع الصين ودفع تنفيذ مزيد من المشروعات مع هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى قدما.
وذكر نزارباييف أن قازاقستان مستعدة أيضا إلى توسيع التعاون مع الصين في الطاقة والزراعة والابتكار التكنولوجي، وتدعيم التجارة الثنائية.
-- الصين ودول وسط وشرق أوروبا تعمل على تعزيز التعاون
وخلال لقائه رئيس لاتفيا رايموندس فيجونيس،ذكر لي أن الصين مستعدة لتحقيق التلاحم بين إستراتيجيتها التنموية والإستراتيجيات التنموية للاتفيا، وتعزيز التعاون الثنائي في مجال الترابط والتجارة وتشييد البني التحتية، وتعزيز التبادلات الشعبية في مجالي السياحة والتعليم.
وقال فيجونيس إن لاتفيا تتطلع إلى تقوية التعاون مع الصين في النقل، والابتكار، واللوجستيات، والزراعة، وترحب بقدوم مزيد من الاستثمارات الصينية.
وقد سلط قادة الصين ودول وسط وشرق أوروبا الـ16 خلال قمة ريغا الضوء على التعاون في مجالات التجارة، والترابط، والقدرة الإنتاجية، والتمويل، والزراعة، والغابات.
وحول التجارة والاستثمار، أعرب المشاركون عن تشجيعهم للتقدم الذي تم إحرازه في المفاوضات الجارية حاليا بين الاتحاد الأوروبي والصين بشأن اتفاقية استثمار طموحة وشاملة. ورحبوا بمزيد من التعاون بشأن تعزيز التجارة من خلال منصات التجارة الإلكترونية ، ودعوا الشركات الصينية وشركات دول وسط وشرق أوروبا إلى تعزيز صادرات وواردات منتجاتهم عالية الجودة والمميزة عبر التجارة الإلكترونية.
وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا إلى 56.2 مليار دولار أمريكي في عام 2015، بزيادة 28% عن عام 2010. وتجاوزت الاستثمارات الصينية في دول وسط وشرق أوروبا الـ16 تجاوزت 5 مليارات دولار، فيما استثمرت هذه الدول أكثر من 1.2 مليار دولار في الصين.
ومن أجل تعزيز الترابط، دعمت جميع الاطراف تطوير طرق نقل بين أوروبا وآسيا، بما في ذلك تطوير حركة مرور دولية لنقل الحاويات بالسكك الحديدية أوروبا والصين، وإقامة مراكز لوجيستية متعددة الوسائط في دول وسط وشرق أوروبا وعبر مناطق الجسر البري الأوروآسيوي بأكملها، وتحسين سلسلة الإمدادات الدولية وقواعد عبور الحدود على ممرات النقل.
وفيما يتعلق بالتعاون في القدرة الإنتاجية،أعربت الصين ودول وسط وشرق أوروبا عن استعدادها لتدعيم التعاون بين الموانئ في البحر الإدرياتيكي وبحر البلطيق والبحر الأسود في إعلان ريغا الذي صدر في ختام القمة.
واتفقوا على دعم تنمية التكتلات الصناعية في الموانئ، وتشجيع التعاون في تطوير البني التحتية مثل بناء خطوط سكك حديدية وطرق ومرافق لوجيستية ومنشآت تخزين في الموانئ البحرية والداخلية والمناطق الصناعية ، وكذا التشجيع على تحقيق تعاون أوثق في التمويل.
وعلى صعيد التعاون المالي، تم دعوة المؤسسات والشركات المعنية من دول وسط وشرق أوروبا إلى الاسهام على أساس طوعي في صندوق الاستثمار الذي أسسته شركة مالية قابضة محدودة بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا للعمل بشكل مشترك على تعزيز التعاون بين الصين وهذه الدول في مجال الترابط وتطوير الصناعات المعنية.
وشجع المشاركون في قمة "16+1" المؤسسات المالية الصينية، بما فيها صندوق طريق الحرير، على تقدم دعم مالي للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، ودعم الطرفين في تعزيز التعاون العملي داخل إطار البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بما في ذلك التعاون مع دول ومناطق أخرى.
وسيتم إطلاق وتشغيل صندوق التعاون الاستثماري بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا (المرحلة الثانية) في عام 2017.
كما يعتزمون استكشاف إمكانية إقامة اتحاد مصرفي بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
-- مبادرة "الحزام والطريق" تتضافر مع الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي
وقال لي خلال لقائه رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن الصين مستعدة للعمل مع روسيا لتحقيق التضافر بين مبادرة "الحزام والطريق" والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي ، ورفع مستوي العلاقات والتعاون بين الصين وروسيا.
وتطمح المبادرة الصينية، التي تتألف من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا بطول مسارات طريق الحرير القديم. ويضم الاتحاد الأوروآسيوي أرمينيا وبيلاروس وقازاقستان وقرغيزستان وروسيا.
وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والابتكار على وجه التحديد باعتبارهما مجالين يتعين على البلدين تسريع الجهود لتعزيز التعاون المستقبلي فيهما.
كما دعا لي إلى بذل مزيد من الجهود لتدعيم التعاون المالي وزيادة حجم تسوية المعاملات بالعملات الوطنية.
وقال إنه يتعين على الجانبين العمل معا لتوسيع التجارة، وحماية نظام التجارة العالمي وقواعده، وتعزيز التعاون التجاري والاستثمارات المتبادلة.
وطلب ميدفيديف من البلدين تعزيز التعاون في الابتكار المتعلق بالشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وفي الوقت نفسه القيام بتعاون نشط في مشروعات كبرى في مجالات النفط والغاز والطاقة النووية.
وأضاف أنه يتعين عليهما أيضا تعزيز التعاون المالي.
وصدر عن الاجتماع بيان مشترك يدعو البلدين إلى تعميق التعاون في نطاق عريض من المجالات بما فيها الاقتصاد والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والتبادلات الشعبية.
كما التقى لي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.