بكين 10 نوفمبر 2016 /لم تعد منتجات زيت عباد الشمس ودقيق القمح والمربى الطبيعية عالية الجودة القادمة من روسيا مواد غذائية نادرة وغير معتادة كما كانت من قبل. فقد أصبحت هذه الأغذية متوفرة الآن في منازل عدد كبير من الصينيين بفضل التحسن الكبير في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وروسيا.
وتعد الصين الان أكبر شريك تجاري لروسيا ومصدرا مهما للاستثمار الاجنبي، بينما أصبحت روسيا أحد المصادر الرئيسية لاستيراد الطاقة والمواد الكهروميكانيكية والمنتجات عالية التكنولوجيا من الصين.
وارتفعت التجارة الثنائية بين الصين وروسيا في النصف الاول من هذا العام بنسبة 1.8 في المائة على اساس سنوي لتصل إلى 31.72 مليار دولار امريكي، وفقا لبيانات رسمية.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خلال زيارته الرسمية لروسيا خلال الفترة من يوم الاحد الى الثلاثاء إنه يتعين على الصين وروسيا الاستفادة من مزاياهما المكمّلة لبعضها البعض والمساعدة في دعم التحول الاقتصادى واحياء وتنمية الجانبين .
وفيما يتعلق بالتجارة والاستثمار قال لي إنه يتعين على الجانبين الاستمرار في دعم التنمية الصحية والمستدامة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية والاستثمار المتبادل.
وقال لوز يانين، رئيس معهد الشرق الاقصى التابع لاكاديمية العلوم الروسية إنه إلى جانب التعاون التقليدي فى مجالات مثل النفط والغاز الطبيعي، فانه توجد مجالات جديدة مثل التجارة الالكترونية ستساهم فى مواصلة تعزيز التعاون الثنائي.
وفي الربع الاول من عام 2016، بلغت التجارة الالكترونية الروسية عبر الحدود حوالي 1.1 مليار دولار أمريكي، فيما كان نصفها تقريبا من خلال منصات تجارة الكترونية صينية. ويتم ارسال حوالي 300 ألف طرد يوميا فى المتوسط من الصين الى روسيا.
ويعد الاستثمار في البنية الاساسية أيضا من ابرز اشكال التعاون الثنائي، بينما يتوقع ان يحفز التبادلات التجارية والاقتصادية بين الصين وروسيا.
وذكر تشن يوي، باحث في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة أن تنمية اقصى شرق روسيا، منطقة شاسعة بها مصادر كثيرة، تعد واحدة من الفرص السانحة للبلدين لتعميق العمل المشترك بينهما.
وترغب الصين في العمل مع روسيا من أجل الدمج بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الاوراسي.
وقال لي هوي، السفير الصيني لدى روسيا لوكالة أبناء ((شينخوا)) إن هذا الدمج سيفتح امكانية التكامل الاقتصادي بين الصين وروسيا وسيسهم في التعافي الاقتصادي للدول الاعضاء في الاتحاد الاقتصادي الاوراسي وسيعود بالنفع على الدول التى تقع على طريق الحرير واوراسيا.
وأظهرت زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ان العلاقات بين الصين وروسيا في أفضل حالاتها على مر التاريخ، وفقا لتشن.
وستستمر العلاقات الثنائية في الحفاظ على مستوى رفيع حيث يتبنى الجانبان موقفا براجماتيا وتعاونيا يعود بالنفع عليهما، حسبما قال تشن.