في أكتوبر عام 1935 مر الجيش الأحمر بقيادة ماو تسي تونغ بريف شانجياجي من قومية هوي ونام في مسجد شانييتانغ وتحدث مع إمام المسجد لوقت طويل. وقد تطور شانجياجي في محافظة شيجي في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي ليصبح أكبر سوق لتجارة المواشي الحية على مستوى الريف في مناطق شمال غربي الصين وذلك بفضل بيئة تنموية مؤاتية على أساس وحدة القوميات.
وجدير بالذكر إن أغلبية أبناء قومية هوي يعتنقون الدين الإسلامي .
ويعمل باي فو قوي البالغ من العمر 76 عاما من قومية دليلا متطوعا لتعريف التاريخ بين شانجياجي والجيش الأحمر وكان والده باي ون هاي قد استقبل الجيش الأحمر كعضو في المسجد. واعتبارا من عام 1993 بدأ باي فو قوي في تعريف الزوار على هذا التاريخ بشكل تطوعي.
وقال باي ان الجيش الأحمر التزم بشكل صارم بـ((ثلاث لوائح للحظر)) و((أربع نقاط للانتباه)) بشأن أعمال أبناء قومية هوي واللتان تنصان على احترام وحماية حرية العقيدة والعادات الحيوية لأبناء قومية هوي، اذ سحب جنود الجيش الأحمر الماء من البئر باستخدام براميل أبناء قومية هوي.
وأضاف باي ان جنود الجيش الأحمر ساعدوا المزارعين المحليين في أشغال الزراعة وأعطوهم الأدوية اللازمة ليتركوا انطباعا جميلا في قلوب أبناء قومية هوي.
وهناك راية حريرية معلقة على حائط حجرة مسجد شانييتانغ كتب عليها "تلاحم أبناء قوميتي هوي وهان كأشقاء من أسرة واحدة". وقال باي ان هذه الراية قدمها قائد الجيش الـ25 للجيش الأحمر تشنغ تسي هوا كهدية إلى المسجد عندما كان الجيش الأحمر هنا لأول مرة والتي شهدت الصداقة الوثيقة بين الجيش الأحمر وأبناء قومية هوي في ذلك العصر.
أما المرة الثانية التي مر فيها الجيش الأحمر مر بشانجياجي فقد كان تحت قيادة ماو تسي تونغ بنفسه. ونظرا لان الجيش الـ25 قد ترك انطباعا ممتازا في أذهان السكان المحليين, أقاموا مراسم الترحيب بالجيش الأحمر استقبالا للضيوف الكرام على طريقة قومية هوي.
وقال باي بينما يقف بجانب مائدة قديمة انه "على هذه المائدة قام أبناء قومية هوي بإعداد "مأدبة من تسعة صحون" ومعظمها من لحوم البقر والخروف لاستقبال الرئيس ماو وجنود جيشه على أعلى مستوى للاستضافة.
وأصبح مسجد شانييتانغ مقصدا سياحيا للثورة الحمراء فيما تطور ريف شانجياجي إلى أكبر سوق لتجارة المواشي الحية على مستوى الريف في مناطق شمال غربي الصين.
وقال شان يون أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في ريف شاننان لشينخوا ان شانجياجي يتكون من الريفين مع بلوغ عدد السكان أكثر من 4500 شخصا من بينهم 98 بالمائة من أبناء قومية هوي. وكانت هذه المنطقة قد اشتهرت بـ"الميناء البري" في عهد أسرة تشينغ الملكية اذ قام 70 بالمائة من السكان بالأعمال التجارية فيما قام 30 بالمائة بالأعمال الزراعية.
ويلتزم السكان المحليون بمفهوم "تراكم الثروات بالانسجام والتناغم بين الأشخاص" بفضل بيئة التجارة المزدهرة المحلية حيث لم يكن هناك نزاع بين أبناء مختلف القوميات والأديان.
وقال شان يون انه على الرغم من قلة أبناء قومية هان في شانجياجي إلا أنهم يسكنون بشكل متلاحم مع أبناء قومية هوي, حيث عادة ما يدعون الطباخين من قومية هوي لإعداد مآدب الزفاف ، علاوة على مشاركة أصدقائهم من قومية هوي في الاحتفالات.
وأضاف شان ان تضامن القوميات لم يكن تقليدا فحسب، بل ساعد في خلق البيئة المؤاتية للتنمية الاقتصادية السريعة في شانجياجي.