الأخبار الأخيرة

مقال حصري: الثورة الجزائرية بعيون صينية (1954-1962) (3)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  17:29, October 31, 2016

    اطبع

1959 ... الحذر من أن تحل أمريكا محل فرنسا

30 مارس1959، وصول وفد عسكري جزائري الى الصين

شهدت العلاقات الجزائرية-الصينية زيارة كاتب الدولة في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عمراوصديق الصين في نهاية شهرمارس سنة 1959 على راس وفد عسكري جزائري، مايؤكد ان اولى التبادلات الجزائرية الصينية كانت عسكرية.
تضمنت السياسة الصينية اتجاها لجزائر في هذه المرحلة التزام الصين بمواصلة تقديما لمساعدات للجزائر وضرورة عدم السماح للقوات الامريكية ان تحل محل القوات الفرنسية في شمال افريقيا وفي الوقت نفسه اقترحت الصين على قادة الجزائر الاصرار على الكفاح المسلح والتضامن مع اكبرعدد ممكن من المناصرين لعزل العدو،اذ قال ماوتسي تونغ خلال لقاء الوفد الجزائري:"امريكا تسعى الى اقامة قواعدعسكرية في مضيق تايوان،اروبا،البحرالابيض المتوسط وحتى اليابان والامبريالية الامريكية ليست صغيرة وانما منتشرة في كل مكان".
 وقال دنغ شياوبينغ:"الامبريالية الامريكية اليوم مثل الرجل الذي يضغط بعشرة اصابع عشرة براغيث لايمكنها الحركة وقوته متشتتة،يصعب عليه القبض على احد البراغيث اذا ما هربت."وقال نائب وزير الدفاع الصيني هوانغ كه تشنغ خلال لقائه الوفد الجزائري:"من واجب الصين مساعدة بلد تكافح ضد الإمبريالية"، مؤكدا:" أمريكا تلعب على الحبلين، تدعم الاستعمار الفرنسي في الجزائر بالسلاح الذي اوقع عددا لا يحصى من القتلى في الجزائر، ومن جهة أخرى،تظهر تعاطفها مع الجزائر،لكن هدفها لحل محل فرنسا في الجزائر." ويهدف ما قال هونغ كه تشنغ الى تحذير الجزائر لمعرفة نوايا الامريكية الاستراتيجية الحقيقية عندما تتركز على مكافحة فرنسا.

لقاء جمع بين نائب وزير الدفاع الصيني هوانغ كه تشنغ والوفد العسكري الجزائري الزائر

وفي 3 ابريل ، إلتقى لي جي كوي مفوض من دائرة اللوجستيات العامة المسؤولة عن المعدات العسكرية للجيش الصيني بالوفد الجزائري الذي اهتم خلال هذا اللقاء بكيفية صناعة البارود والقنابل اليدوية المضادة للدبابات وغيرها من الاسلحة الاخرى، فضلا عن اصلاح الاسلحة وغيرها من القضايا الحربية الاخرى.كما وضح بنغ ده خواي وزير الدفاع الصيني خلال لقائه الوفد العسكري الجزائري بنانجينغ في 6 ابريل،بعض التوصيات هامة لدعم النضال في المستقبل والكفاح المسلح ضد الاستعمار اسلوب ذو قيمة وموثوق منه وانشاء حزب سياسي ثوري في الجزائر، وضم اكبر عدد من الحلفاء من أجل انهيار العدو. وأكد بنغ ده خواي أن الجزائر رفيق في الكفاح ضد الامبريالية ،وأن الصين لن تعمل على نشر الماركسية في الجزائر. معربا عن قلقه ازاء عدم معرفة الجزائريين حقيقة امريكا. موضحا: " أنتم اغنياء جدا، لديكم الكثير من النفط والغاز ايضا ، وأمريكا تسعى للحصول على تلك المنطقة." واستعرض ماو تسي تونغ خلال لقائه الوفد العسكري الجزائري ببكين في 30 إبريل، تجربة الثورة الصينية ،وأهمية الكفاح المسلح في الثورة ، معبرا عن أمله في أن تأخذ الجزائر تجربة الصين في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي.وقال تشن يي وزير الخارجية الصيني خلال لقاء الوفد العسكري الجزائري في 2 مايو:" قدرة الجزائر على هزيمة فرنسا يؤكد قدرتها على هزيمة أمريكا التي تحارب الجزائر غير مباشر." موكدا:" الصين تعمل مع الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وجيش التحرير دون التدخل في المشاكل الداخلية ، وأن الحكومة هي الممثل للدولة الجزائرية." واشار تشو آن لاي الى أنه ينبغي على الجزائر استغلال التناقضات بين فرنسا وأمريكا في المفاوضات لاقناع فرنسا قبول استقلال الجزائر. ونشرت صحيفة الشعب اليومية في افتتاحية بمناسبة " اسبوع الجزائر " الذي اقيم فيه الوفد الجزائري في الصين، وذكر أن امريكا تسعى الى أن تحل محل فرنسا في الجزائر، وأن الامبريالية الامريكية عدو مشترك للجزائر وجميع الشعوب العربية، حيث تسعى لضرب التضامن بين الدول العربية الشقيقة وخلق حرب بين العرب.وفي 4 مايو، تجمع حشد كبير في بكين لدعم النضال من أجل تحرير الجزائر .

1960...الثورة الجزائرية تسير على قدمين

17 مايو1960، لقاء جمع بين ماوتسي تونغ وكريم بلقاسم نائب الرئيس ووزير الشؤون الخارجية

شهدت سنة 1960 بداية أولى المفاوضات الجزائرية الفرنسية إذ سعت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية لدعم الصين في المفاوضات ، لتصبح الاخيرة نقطة أخرى في العلاقات بين البلدين التي كان اساسها الكفاح المسلح. كما شهدت أوائل نفس السنة إعادة تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ، و في 30 ابريل ، زار كريم بلقاسم نائب الرئيس ووزير الشؤون الخارجية الجزائرية والرجل الثاني في الحكومة الجزائرية ، استعرض خلالها الوضع في ساحة المعركة ،وقدمت الصين بدورها افكار في مسألة المفاوضات. وقال تشو آن لاي:" المفاوضات وسيلة وليست أساسا يعتمد عليه في تحقيق النصر ، ويمكن من خلالها فضح الاستعمار الذي يسعى الى انهيار معنويات الجيش ، لذلك، ينبغي على الجزائر توسيع الجبهة الموحدة من أجل تعزيز نطاق الكفاح المسلح."كما أكد ماوتسي تونغ إلتزام الصين بالمساعدات العسكرية وتشجيع الجزائر على بناء جبهة موحدة تجمع مختلف المعتقدات السياسية والدينية وجميع طبقات المجتمع.وقال:"ينبغي على الجزائر أن لا تعتمد على المفاوضات فقط ،وأنما على الكفاح المسلح ايضا،مثل المشي على القدمين، حيث أن المفاوضات وسيلة وليست اساس يعتمد عليه في تحقيق النصر." مؤكدا:" الصين تؤيد النضال الجزائري ، وتدعمه ايضا، وهي اكبر جبهة موحدة المناهضة للإمبريالية في العالم."

وفي 20 يونيه ، اصدرت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بيانا قررت ايفاد وفد جزائري بقيادة فرحات عباس الى فرنسا للتفاوض. وفي 27 يونيه، زار كريم بلقاسم السفارة الصينية في مصر لمقابلة السفير الصين لدى القاهرة، لتقديم شرح مفصل حول اسباب موافقة الحكومة الجزائرية على المفاوضات مع فرنسا. مؤكدا أن الجزائر لن تتخلى مبدأ الاستقلال ولن توقف الكفاح المسلح اثناء المفاوضات.و في 2 يوليه، زار كريم بلقاسم وأحمد فرنسيس وزير المالية والشؤون الاقتصادية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سفير الصين لدى القاهرة مرة أخرى، وأشار الاخير الى عبارة ماوتسي تونغ قائلا: "نحن نمشي على قدمين مثلما قال ماو تسي تونغ، نذهب الى المفاوضات ونحارب العدو داخليا،ونستفيد من التناقضات بين الامبريالية والاستعمار الداخلي. ونأمل من أصدقائنا ولا سيما الصينيين التأييد والدعم." وقال سفير الصين لدى القاهرة:" الصين توافق على المفاوضات في الوقت الذي تدعم فيه الكفاح المسلح.ونحن نعتقد أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والشعب الجزائري يتخذ المفاوضات حاليا كوسيلة للنضال من أجل الاستقلال، وفضح المؤامرة والخداع الفرنسي ، مع الالتزام بجانب الكفاح المسلح."

وفي نهاية شهر سبتمبر، كتبت صحيفة الشعب اليومية في افتتاحيتها ، أن فرحات عباس يتخذ سياسية المشي على القدمين في نضال ضد الاستعمار، وذكرت أن الصين تتمسك بالكفاح المسلح ولاترفض مفاوضات السلام من أجل مواصلة النضال الجزائري ضد العدوان الفرنسي . وأن المساعدات الامريكي للاستعمار الفرنسي لا تقتصر في مساعدتها على ذبح الشعب الجزائري وأنما من أجل التسلل الى الجزائر وحل محل الاستعمار الفرنسي.

29سبتمبر1960،زيارة فرحات عباس رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية

وفي 30 سبتمبر ، كشف ماوتسي تونغ خلال لقائه بفرحات عباس ، عن الشروط المسبق التي فرضتها الصين لاقامة العلاقات مع فرنسا، منها قطع العلاقات الدبلوماسية مع تشانغ كاي شيك، والأخرى عدم منع المساعدات الصينية للجزائر. كما ذكر ماو تسي تونغ مرة أخرى الحذر من تسلل امريكا للجزائر، وتوخي الحذر في استخدام اسم الامم المتحدة لتدخل الجزائر. وبعد نشر البيان المشترك بين الصين والجزائر، كتبت صحيفة الشعب اليومية في افتتاحيتها ، " الامبريالية عدو مشترك لشعوب العالم، وتشارك الصين جميع شعوب العالم في النضال ضد الامبريالية وفي مقدمتها الامبريالية الامريكية."والى حد هذا، إن التاكيد على المشي على القدمين في المفاوضات، ومنع التسلل الامريكي الى الجزائر استراتيجيا نقطتين أساسيتين في السياسة الصينية تجاه الجزائر. وقال ماوتسي تونغ:" الصين ترى الجزائر جزءا هاما من الجبهة الموحدة ضد الامبريالية."


【1】【2】【3】【4】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×