1961... تعيين أول سفير جزائري لدى الصين
تشو آن لاي يجتمع مع عبد الرحمن كيوان اول سفير جزائري لدى الصين
أكد ماوتسي تونغ خلال لقائه مع فرانسوا ميتران عضو مجلس الشيوخ الفرنسي في مدينة هانغتشو في 8 فبراير1961، أن المفاوضات هي واحدة من الطرق لحل المشكلة في الجزائر ،وأن المفاوضات ينبغي أن تكون على قدم المساواة وليست مثل سابقاتها. وفي 17 مارس، أعلنت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عن عدم التفاوض مع فرنسا مرة أخرى.وعادت وأعلنت في 27 مارس ، عن أن المفاوضات ستعقد في مدينة إيفيان الفرنسية يوم7 إبريل، ولكن خمسة أيام قبل الموعد المحدد، أعلنت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية فجأة عن عدم مشاركتها في المفاوضات بسبب التصريحات الخاطئة من المسؤولين الفرنسيين.ما يبين الصعوبات التي واجهتها المفاوضات بين الجزائر وفرنسا. وقد أصبحت الصين خلال هذه الفترة تركز كثيرا على الدبلوماسية الجزائرية ، حيث التقى تسينغ يونغ تشوان نائب الشؤون الخارجية الصيني بعبد الرحمن كيوان اول رئيس البعثة الجزائرية لدى الصين في 17 مايو في عام 1961 من أجل مناقشة آفاق المفاوضات. وفي 19 مايو ، قدم السفير الجزائري اوراق اعتماده للرئيس الصيني ليو شاو تشي ،وأكد الاخير مرة اخرى على سياسة " المشي على قدمين"، قائلا:"الامبريالية لا تخرج بالتنازلات وأنما بالطرد، وأن التفاوض جزء من النضال ، والانسان لديه يدين ، يدا للسلاح ويدا للمفاوضات." وبعد اربعة ايام، قال خه ينغ مدير مكتب الشؤون الاسيوية والافريقية بوزارة الخارجية الصينية خلال لقائه السفير الجزائري:"الجزائر لا يمكن التخلي عن الكفاح المسلح خلال المفاوضات."وفي 8 يونيو، اجتمع السفير الجزائري مع تشو آن لاي ، قال :"قررت الصين ارسال شحنة من الاسلحة الى الجزائر عبر مصر، بعد الصعوبات التي واجهتها في تنفيذ خطة تدريب الجنود الجزائريين."
1962... تعيين أول سفير صيني لدى الجزائر المستقلة
5جويلية 1962، الصين تحتفل باستقلال الجزائر
بعد نحو ثماني سنوات من الكفاح المسلح والتحولات والانعطافات التي شهدتها المفاوضات بين الجزائر وفرنسا، وصل الطرفان في الاخير الى اتفاقية أيفيان في 18 مارس 1962.وبموجب هذه الاتفاقية ،حقق البلدان وقف إطلاق النار الفوري ،وتصويت الشعب الجزائري على استقلال الجزائر. وبعد اتفاق إيفيان، اشارت "صحيفة الشعب اليومية" في افتتاحيتها إلى أن سبع سنوات من الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي يثبت أن اختيار الجزائر للكفاح المسلح هو اختيار صحيح، ويظهر الوضع الموضوعي أن اعلان وقف اطلاق النار لا يعني انهاء الشعب الجزائري للقتال، وأنما يمكن العودة للصراع مرة اخرى. كما اشارت الافتتاحية ايضا الى التهديدات الامريكية الخطيرة في الجزائر،وضرورة استمرار الجزائر بالتمسك بالكفاح المسلح .
وبقيت الصين تتمسك بأن الكفاح المسلح أساس الاستقلال الوطني للأمة، وليس فقط من خلال المفاوضات.وقال تشو آن لاي :"انتهجت الجزائر نهجا صحيحا في مسارها الثوري ، ولولا تمسكها بالكفاح المسلح لما وافق الأستعمار الفرنسي على الجلوس الى طاولة المفاوضات." مضيفا:" عدم اشراك الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية الامم المتحدة وبلدان أخرى في مفاوضاتها المباشرة مع الاستعمار الفرنسي صحيح للغاية، حيث أن مشاركة بعض الدول يجعل نتيجة المفاوضات مثل المثل الصيني القائل (الذئب في الباب الامامي، والنمر في الباب الخلفي،) التخلص من الاستعمار القديم ، وادخال استعمار جديد."
وفي 1 يوليو ،إختار 99.72٪ من الشعب الجزائري الاستقلال، واعلنت الجزائر على الفور عن استقلالها .وفي 10 أغسطس عينت الصين أول سفير لها لدى الجزائر المستقلة تسنغ تاو،وانشأت علاقات دبلوماسية بين البلدين بالكامل . وفي 13 ديسمبر ، قدم تسنغ تاو السفير الصيني لدى الجزائر اوراق اعتماده رسميا لأول رئيس للجزائر المستقلة أحمد بن بلة.
*- المساعدات الصينية المقدمة للثورة الجزائر... من السرية الى العلن
وتجدر الاشارة الى أنه نظرا لبقاء سريات العلاقات الجزائرية الصينية من1958الى 1962 سرية ،الوضع العام للمساعدات الصينية الى الجزائر غير واضحة ،وخاصة بالنسبة لملف المساعدات العسكرية. فمن عام 1958 الى نصف الاول من عام 1965، قدمت الصين عشرة دفعات من المساعدات المعدات العسكرية الى الجزائر (6 دفعات قبل الاستقلال، 4 دفعات بعد الاستقلال)، لاستخدام 200900 شخص (123100 شخصا قبل الاستقلال ، 77800 شخصا بعد الاستقلال)، بقيمة 109.4 مليون يوان (47.67مليون يوان قبل الاستقلال، 61.73 مليون يوان بعد الاستقلال)، وزن 14،065 طن (قبل الاستقلال 7348 طن و 6717 طن بعد الاستقلال). وقد تم شحن الشحنات عن طريق دولة الامارات العربية المتحدة قبل الاستقلال ، و الشحن مباشرة الى الجزائر بعد الاستقلال.
كما أن المساعدات الصينية لم تتوقف حتى بعد استقلال الجزائر، في أغسطس عام 1962 ، قرر ماو تسي تونغ تحويل 9000 طن من القمح المستوردة الى الصين من إيطاليا الى الجزائر ،وفي الوقت نفسه، توفير 3000 طن من المواد البناء ، وادوية بقيمة 500ألف يوان .وفي 6 نوفمبر، ارسلت الصين 100الى 200 خيمة من القطن الى الجزائر.وفي ديسمبر، قررت الحكومة الصينية التبرع ب 50ألف جنيه استرليني، كما تبرعت النقابات الصينية بـ 93 طن من الادوية ، وتبرع الصليب الاحمر الصيني بـ27 ألف يوان.