مقالة :جامعة عمانية تقرر تدريس اللغة الصينية بناء على رغبة طلابها

مسقط 26 سبتمبر 2016 / يزداد كل يوم الطلب على تعلم اللغة الصينية حول العالم، فما من يوم يمر إلا ونسمع عن أن هناك طلبا عليها من خلال إقامة دورات لها كلغة في بلد ما أو نرى أن هناك كلية أو جامعة قررت تدريسها فعلا بدولة أخرى.

هذا الطلب المتزايد كل يوم لا يتأتى من أدراك لأهمية وقوة الصين السياسية والاقتصادية وتقدمها التكنولوجي والمعرفي وتأثيرها الإقليمي والدولي فحسب، و إنما يضاف إليه أبعاد أخرى ثقافية واجتماعية ومعرفية.

فالثقافة والحضارة الصينية الضاربة بجذورها قدم التاريخ والتي تملك من القيم والمباديء والثوابت الراسخة ما يجعلها محل إعجاب وتقدير ورغبة في الاطلاع عليها وتعلمها والاستفادة منها حول العالم.

وما قيام جامعة عمانية بإعلانها تدريس اللغة الصينية كمقرر دراسي بها إلا حلقة في السلسلة المتواصلة من الإقبال العالمي على طلب تدريسها دوليا.

فقد أعلنت جامعة السلطان قابوس العمانية قبل أيام عن تدريس اللغة الصينية بها وكان الإعلان عن تدريس اللغة الصينية بها في حفل أقيم بحضور سعادة يوه فو لونغ، السفير الصينى لدى السلطنة، وبحضور الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الدولي.

وليس ببعيد أن يعلن العالم وكل من يرغبون في تعلم اللغة الصينية صراحة عن مدى رغبتهم في تعلمها كلغة ثقافة وحضارة قديمة ومتطورة، ومدى حاجتهم الماسة إليها كلغة دولية في ظل نمو وتطور وتقدم صيني يفرض نفسه ولغته.

وقد جاء ذلك صريحا في تصريح لعميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس العمانية الدكتور عبد الله بن خميس الكندي وهي الكلية التي أنيط بها مسؤولية تدريس الصينية بالجامعة- حين قال: "إن اتاحة تعلم هذه اللغة الصينية في جامعتنا سيمنح طلابنا الفرصة لفهم المزيد عن الحضارة الصينية وقيمها الثقافية".

وأكد في مقابلة خاصة ل (شينخوا) على أن أمر تدريس اللغة الصينية في جامعة السلطان قابوس (الحكومية) تم بحثه منذ فترة، وأنه جاء تدريسها (أي اللغة الصينية) بالجامعة لما لها من أهمية ولما تلعبه الصين من دور محوري في العالم الآن.

وأشار الكندي إلى أن الصين بلد لها حضارة عريقة فهي من اقدم الحضارات في العالم، ولذا فإن دراسة لغة بلادها ستعطى أفق أرحب للاطلاع على مثل هذه الحضارة القديمة قدم التاريخ مشيرا أيضا إلى تأثير الصين العالمي وما وصلت إليه من مستوى اقتصادي في العالم فهي القوة الاقتصادية الثانية في العالم وهي الدولة مرشحة لأن تكون الأولى عالميا ولذا فتعلم اللغة الصينية أصبح ضرورة في هذا العصر.

وأشار عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس عقب إعلان الكلية عن تدريسها اللغة الصينية كمقرر اختياري لجميع طلبة الجامعة من مختلف الكليات إلى أن هذه الخطوة ما هي الا بداية لتوسع أكبر لتدريس اللغة الصينية.

وقد رأت الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي بالجامعة أن إدخال مقررات اللغة الصينية في الجامعة سيساعد في تعزيز العلاقات القوية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية.

أما يوه فو لونغ، السفير الصيني فقال في مقابلة خاصة مع (شينخوا) أن هذا القرار الذي اتخذته الجامعة العمانية جاء نتيجة إقبال وطلب متزايد منذ فترة في الرغبة في تعلم اللغة الصينية.

وأوضح قائلا بأن السفارة وكذلك الجامعة كانت تتلقى طلبة تفصح عن رغبتها في تعلم الصينية، و أنه تم الجلوس مع الجامعة ومناقشة الأمر لأكثر من مرة وبناء عليه كان لابد من الاستجابة لهذه الرغبة.

وعن مدى التعاون في ذلك قال: "ساهمنا من خلال معاهد كنفشيوس للثقافة واللغة الصينية في توفير معلم للغة الصينية للجامعة كبداية حيث أن عدد الطلاب الذين سجلوا 60 طالبا وطالبة " مشيرا إلى أن العدد قابل للزيادة، وبناء عليه فإن الاستجابة لتوفير عدد أكبر من أعضاء هيئة التدريس مطروح وموضوع في الحسبان.

ولفت النظر إلى أن الإقبال على تعلم اللغة الصينية ليس في عمان فحسب وإنما حول العالم والدليل على ذلك أن معاهد كونفشيوس المنتشرة حول العالم يصل اجمالي عددها إلى 1000 معهد.

وأكد على أن دراسة اللغة الصينية بالجامعة العمانية بدأت فعليا مع بداية العام الدراسي قبل أيام، مشيرا إلى أن " تعلم اللغة الأجنبية هو خطوة مهمة في التعرف على بعضنا البعض، وسيساعد ذلك في تعميق التفاهم المتبادل بين البلدين".