بقلم/ليو جيه يي، الممثل الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة
ستعقد المناقشات العامة لاجتماعات الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك في مقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال الفترة من 20 الى 26 سبتمبر الجاري، تهدف الى توسيع نطاق الاتصال بين القادة في ما يتعلق بمجموعة واسعة من القضايا الدولية المهمة، والتعبير عن وجهات نظرهم.
تعتبر الامم المتحدة المنظمة الدولية الاكثر تمثيلا وسلطة في العالم. ومنذ انشائها في عام 1945، قدمت الامم المتحدة مساهمات هامة في حفظ السلام الدولي وتعزيز التنمية المشتركة واصبحت قناة رئيسية في العمل المشترك للمجتمع الدولي لمواجهة التحديات العالمية، وبناء نوع جديد من العلاقات التعاون الدولية ذات الربح المشترك، لانشاء منصة مهمة لتوحيد المصير البشري. وبات دور الامم المتحدة أكثر بروزا في ظل الوضع الدولي الحالي المعقد والمتقلب.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ45 لاستعادة جمهورية الصين الشعبية لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة. والصين من أشد المؤيدين لممارسة التعددية. وتطلعات المجتمع الدولي عالية الى أن تلعب الصين دورا مسؤولا.
الصين هي أكبر دولة نامية، ولديها ميزة فريدة من نوعها في مفهوم التنمية والابتكار، والتنسيق، والأخضر، والانفتاح ، و في تعزيز التعاون الانمائي الدولي . وخلال تنفيذ هدف للتنمية المستدامة المقترحة لتحقيقها بحلول عام 2030 ، تقف الصين أمام فترة حرجة من حيث الانتقال من تحقيق أهداف القرن الاول الى القرن الثاني فيما يتعلق في تعميق الاصلاحات وتغيير البيئة الخارجية للتنمية الاقتصادية. ويعتبر هذا العالم، أول عام يبدأ فيه تنفيذ جدول الاعمال ذات الصلة. وفي اوائل سبتمبر، استضافت الصين بنجاح قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو، ولاول مرة يتم فيها وضع قضايا التنمية لأول مرة في مكان بارز من أجل ضخ قوة دافعة لقضية التنمية العالمية في إطار سياسة الاقتصاد الكلي العالمي، ونالت تقديرات واسعة من المجتمع الدولي. وتعلق الأطراف آمالا كبيرة على الصين لمواصلة تعزيز التعاون الانمائي الدولي وتعزيز جدول أعمال التنمية المستدامة في عام 2030.
الصين أكبر دولة عضو دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة من حيث إرسال قوات حفظ السلام ، وثاني أكبر مساهم في تمويل عمليات حفظ السلام. والصين تدعو دائما الى تسوية النزاعات سلميا ومن خلال الحوار والمفاوضات، والدعوة الى مفهوم أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام، وتعزيز تسوية القضايا الدولة والاقليمية الساخنة، و تدعم الدول الافريقية في اتخاذ نموذج خاص في حل صراعاتها الاقليمية، وتعمل على أن يكون للدول النامية صوت ومكان اوسع، ولعب دور الدولة الكبيرة المسؤولة. كما يدعو المجتمع الدولي لمزيد من البرامج الصينية الحكيمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في العالم في ظل المشاكل التحديات الجديدة التي يواجهها الامن الاقليمي وانعدام السلام العالمي.
والصين هي أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية العامة للأمم المتحدة وثالث دولة من حيث المنحة المقدمة. وتمارس الصين منذ استعادة لمقعدها الشرعي والدائم في الامم المتحدة عام 1971 بنشاط مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وفي مطلعها شعار السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك، وتدعم بقوة مشروعات متعددة الاطراف للامم المتحدة، وتعزيز الانجازات الملحوظة التي حققتها الامم المتحدة. وأن اعلان الصين في قمة الذكرى 70 لانشاء الامم المتحدة عن انشاء " صندوق الامم المتحدة للسلام والتنمية الصيني ـ الامم المتحدة"، خلق وضعا جديدة للتعاون بين الصين والامم المتحدة. وقد مرت الامم المتحدة خلال الفترة الماضية بمرحلة حرجة، وسيم إختيار أمين عام جديد للامم المتحدة هذا العام، وتحرص جميع الاطراف في الامم المتحدة على تقديم الصين المزيد من الدعم للتنمية المستقبلية.
من جانبها، تبذل الصين جهودا غير منتهة والرامية لتعزيز التنمية المشتركة للحفاظ على السلام الدولي وتعزيز واستكمال التنمية المشتركة. ونحن نتوقع من المجتمع الدولي أن يستمر في النظر الى الدبلوماسية المتعددة الأطراف ذات الخصائص الصينية بالمنظور الايجابي.