مقابلة: مبعوث خاص: زيارة كبير المشرعين لإسرائيل وفلسطين تعكس رغبة الصين في دفع عملية السلام

بكين 19 سبتمبر 2016 / في ظل الوضع المتوتر والمضطرب في منطقة الشرق الأوسط، تتمتع زيارة كبير المشرعين الصينيين تشانغ ده جيانغ لإسرائيل وفلسطين بأهمية بالغة، إذ أنها تعكس رغبة الصين في المضي قدما بعملية السلام بين الطرفين وحل القضايا الإقليمية الساخنة عبر الطرق السياسية، وفقا لما ذكره مبعوث صيني خاص.

وبدأ رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشانغ ده جيانغ اليوم (الاثنين) جولة خارجية إلى أربع دول تبدأ بإسرائيل كمحطة أولى ثم فلسطين وفنلندا وفرنسا على الترتيب.

وصرح قونغ شياو شنغ، مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط، في حوار حصري أجرته معه وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم، بأن زيارة تشانغ ده جيانغ لإسرائيل وفلسطين تهدف إلى تعزيز التعاون والتبادلات بين الصين وهذين البلدين، كما تعبر عن اهتمام الصين بشؤون وقضايا الشرق الأوسط.

ومنذ بداية العام الحالي، قام عدد من القيادات الصينية بزيارات مكثفة إلى منطقة الشرق الأوسط، في مقدمتهم الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي زار السعودية ومصر وإيران في يناير. كما زارت نائبة رئيس مجلس الدولة ليو يان دونغ مصر وإسرائيل وفلسطين في نهاية مارس.

وأشار قونغ شياو شنغ إلى إن ذلك يدل على أن موقف الصين إزاء قضايا الشرق الأوسط دائم وثابت، و"رغبتنا في تعزيز علاقاتنا مع دول المنطقة ولعب دورنا في الشئون الدولية عبر مختلف المستويات والجوانب".

وتابع بقوله إن" القادة الصينيين أكدوا مرارا على أن الصين دولة تؤدي دورا بناء في الشئون الدولية. وقد لاقت دبلوماسيتنا ومواقفنا المتوازنة ترحيبا واسعا لدى العالم، في الوقت الذي تعي فيه المزيد من الأطراف بأهمية الصين في الشئون الدولية، بما في ذلك القضايا الساخنة في الشرق الأوسط".

"لذا جاء انخراط الصين الإيجابي في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدما، تلبية لطلب ونداء المجتمع الدولي، ونتاجا لسياساتنا الدبلوماسية"، على ما يقول المبعوث الخاص.

في الوقت نفسه، نوه قونغ شياو شنغ إلى أنه من المتوقع أن تكون مبادرة الحزام والطريق واحدا من أهم مواضيع الحديث بين كبير المشرعين الصينيين وزعماء إسرائيل وفلسطين، قائلا إن" استقرار المنطقة يصب في مصلحة بناء الحزام والطريق، فيما سيسهم النمو المرتقب الناجم عن الحزام والطريق في إحلال السلم والاستقرار في المنطقة".

وفيما يتعلق بمساعي المجتمع الدولي لاستئناف محادثات السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، أعرب الدبلوماسي المخضرم عن ترحيب الصين بكل الجهود التي تخدم مصلحة التفاوض ودفع عملية السلام إلى الأمام، قائلا "أننا نؤكد دائما أن الطرق السياسية لحل القضايا الساخنة والنزاعات الإقليمية هي أفضل الطرق".

وأضاف أن النزاع بين فلسطين وإسرائيل قضية معقدة جدا، يعتمد تسويتها على العزيمة السياسية لزعماء الطرفين، كما يتقيد بالوضع الدولي.

واسترجع مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط زيارته الأخيرة لفلسطين وإسرائيل، حيث تبادل وجهات النظر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ومسئولين إسرائيليين بارزين خلال الفترة من 31 أغسطس حتى 2 سبتمبر، قائلا "إنني استشعرت خلال لقاءاتي مع مسئولي الطرفين بأنهم يدركون بأن الصين لم تتجاهل الوضع المتدهور في الشرق الأوسط".

وأضاف "إنهم أيضا لمسوا تزايد تأثير ودور الصين على الساحة الدولية، ويأملون منا أن نلعب دورا أكبر في هذا المجال".

وختم قونغ شياو شينغ بقوله إن المشكلة الإسرائيلية ــ الفلسطينية لها علاقة وثيقة بالوضع الدولي، حيث قللت قضايا سوريا والعراق وليبيا واليمن، إلى جانب مكافحة الإرهاب ومشكلة اللاجئين، من اهتمام المجتمع الدولي بتكريس قوته لدفع تسوية هذه المشكلة المزمنة، داعيا إلى حوكمة عالمية عادلة وشامل لهذه القضايا.